رغم انها زيارة سريعة زمنياً لأول مسؤول عربي من وزن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بعد تسنم السوداني رئاسة الحكومة في تشرين الاول المنصرم الا ان نتائجها تجاوزت توقعات المحللين التقليديين ، الذين ارادوا ان يمنحوا الزيارة التاريخية بعدا بروتوكلياً تتمخض عنه نتائج دبلوماسية واعلامية متواضعة !
لكن الحقيقة التي توضحت من خلال الزيارة بابعادها الاقتصادية والسياسية غير المنظورة ، هي انها زيارة رسمت خارطة جديدة للعلاقات العراقية القطرية قائمة على مبدا التكامل في جوانب مستقبلية ستراتيجية قائمة على مشروع التنمية الذي سيرسم الخارطة الاقتصادية والسياسية معا للمنطقة حتى فيما يتعلق بحلحلة وتفكيك الازمات والحروب الصغيرة في كل من سوريا واليمن والسودان .
البعد السياسي للزيارة تمثل في إن الشيخ خميس الخنجر الذي تربطه علاقة وثيقة مع قطر والامير تحديداً كان في مقدمة مستقبلي الامير القطري ، بل إن الخنجر غرّد على صفحته الرسمية في تويتر قائلاً “ اهلا بالعرب اهلا تميم المجد في بغداد السلام ، استقبلنا اليوم الى جانب اخي رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب ورئيس اقليم كردستان سمو امير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بداية لشراكة واعدة مع دولة شقيقة نجحت في صناعة نموذج الدولة العربية التي نحلم بها “.
فيما إعتبر رئيس مجلس الوزراء محمد السوداني في المؤتمر الصحفي المشترك ، إن دولة قطر من أكبر حلفاء العراق في المنطقة، مبدياً رغبة الدوحةفي المشاركة بطريق التنمية، فيما أكد أمير قطر الأهمية الإقليمية للعراق ، وجاء نصاً “قادرون على تحقيق التكامل مع قطر، وهي ستبقى واحدة من أكبرحلفائنا في المنطقة“.
لعل ابرز ملف اقتصادي هو الغاز الذي يعاني العراق من خسائره المادية وتلاعباته السياسية، ستدخل قطر المتمرسة بملفه ، بمبلغ خمسة مليارات دولار بحسب وكالة الأنباء القطرية الرسمية، لافتاً إلى أنّ المحادثات العراقية القطريةشملت التعاون الأمني بما يصب في مصلحة المنطقة، مؤكداً أن “العراقمستعد للعمل مع الأشقاء لتحقيق السلام والتنمية والازدهار“.
لكن الامير القطري اشار بوضوح الى ان الزيارة لها علاقة بترتيبات سياسية محتملة في المنطقة حيث أكد “بحثنا تعزيز العلاقات في مجال الطاقة والتجارةوالاقتصاد، كما ناقشنا المبادرات الإقليمية لتعزيز العلاقات بين دول المنطقة “.
والاوضح ان ان مسؤولاً حكومياً أكد ، أنّ زيارة أمير قطر لبغداد تضمنتمباحثات حول “طريق التنمية“و أنّ “أحد الملفات التي بحثت هو مشروع طريقالتنمية والاستعدادات التي أبدتها المؤسسات القطرية استعدادها للاستثمار فيه وانجاحه “.
وتحويلاً للنوايا الى وقائع على الارض ، التوقيع على إعلان نوايا مشترك بينالبلدين ، للتعاون الشامل في المجالات السياسية والاقتصادية وفي مجالاتالطاقة والاستثمار.
ولعل الاهم الاستعداد القطري بتجهيز العراق بالغاز المُسال الذي يجنب العراق الكثير من الضغوط التي تؤثر على قراره السياسي المستقل !!