الوصي على عرش العراق ، عبد الأله هو الأبن الذكرالوحيد للملك علي أبن الشريف حسين آخر ملك هاشمي على الحجاز ، حيث أنتهى الحكم الهاشمي بهزيمة الملك علي أمام أبن سعود.
كما كان للملك علي أربع بنات هن:عالية ، عبدية ، بديعة و جليلة.
ولد الأمير عبد الأله في 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 1913 ، في مدينة الطائف ، ثم ألتجأ وعاش مع عائلته الى مصر بعد ضياع ملك أبيه.
تلقى عبد الأله تعليمه في كلية فكتوريا في الأسكندرية بمصر، ولم يواصل دراسته فيها وبالتالي لم يحصل على أي مؤهل علمي ، وكان ميالا للعزلة والأنطواء ، ولأنه تربى في جو غالبيته من النساء ، فقد أكتسب الكثير من صفاتهن وأنعكس ذلك على سلوكه وتصرفاته ، حتى قيل عنه أنه كان أقرب للتخنث.
تقدم الأمير عبد الأله بطلب يد أبنة عمه الأميرة راجحة من شقيقها الملك غازي، وكان يحبها ويرغب الزواج منها ، ألا أن الملك غازي رفض طلبه وأقترح عليه أن يقترن بشقيقتها الكبرى الأميرة عزة التي كانت تميل الى أبن عمها ألا أنها كانت تفتقر الى الجمال والجاذبية التي تميزت بها الأميرة راجحة الى جانب أنها أكبر منه سنا ، فأعترض على رفض طلبه وغادر العراق ممتعضا وأقام في مصر.
في عام 1936 وبينما كان عبد الأله مقيما في مصر ، بادر أحد أصدقاءه في كلية فكتوريا الى تعريفه على الآنسة (ملك صلاح الدين فيضي) ، حيث خطبت له وعقد قرانها في مصر وجاء بها الى العراق في باخرة عن طريق الأردن ، وأستقبلهما الملك غازي والملكة عالية قرب الفلوجة تكريما لهما وأقيمت بعد أيام ، حفلة زواجهما في قصر الزهور وكانت خاصة بالنساء فقط .
كانت ملك فيضي تعاني من الضجر والملل ورتابة الحياة في بغداد التي تختلف كثيرا عن الحياة في مصر ، فلا تستطيع الخروج لوحدها ، ولم تكن هناك وسائل للترفيه في بغداد ، كما كانت تشكو من بخل الأمير وشظف عيشه، ولم ترق لها الأقامة في البيوت الملكية العراقية المتواضعة ، فأرادت الأنتقال الى قصر الزهور، ألا أن الملكة عالية رفضت طلبها ، وتكررت طلباتها التي كانت تواجه دائما بالرفض ، ففضلت القيام بزيارات طويلة الأمد الى مصر والبقاء مع والديها ، أدى ذلك كله الى حدوث مشاكل بينها وبين الأمير عبد الأله أنتهت بطلاقهما في مصيف صلاح الدين عام 1940، زواج أستمر أربع سنوات دون أن ينجب منها أي طفل.
وظل عبد الإله من دون زواج فترة طويلة، مع ان علاقاته زادت واتسعت مع نساء من جنسيات متعددة، ويرى طه الهاشمي ان محاولات عديدة بذلت من أجل تزويجه واحدة من شقيقات الملك فاروق، ملك مصر، لكن هذه المحاولات لم تثمر.
بقي الأمير عبد الأله مطلقا من العام 1940 الى عام 1948 ، وفي أيلول 1948 زار عبد الأله مصر برفقة نوري السعيد ، وفي الفندق الفخم الذي نزل فيه في الأسكندرية ، قامت المطربة أم كلثوم بتعريفه على (فائزة الطرابلسي) وهي من العوائل المصرية العريقة بتقاليدها التركية ، التي ما لبث أن خطبها وعقد قرانها في السفارة العراقية بمصر في 3 تشرين الأول 1948 ، ثم حملها مع أختها وأمها الى بغداد حيث تم زواجهما في 28 تشرين الأول وأنعم عليها بلقب ( صاحبة السمو الملكي).
كانت فائزة هي الأخرى تعاني من الضجر والملل والشكوى من عدم تمكنها من الأختلاء بزوجها لكثرة مشاغله ، وعدم تفرغه لبيته وزوجته ، وأخذت مثل سابقتها تطيل المكوث في مصر لأنها لا تطيق جو بغداد الحار ، ألا أن علاقتها بالأمير عبد الأله تأزمت كثيرا على أثر أكتشافها له متلبسا بخلوة مع أحد مدربي خيوله وغادرت الى مصر.
ولما طالت أقامتها سافر نوري سعيد الى مصر وأستطاع أقناعها بالعودة مدعيا لها أن ممارسات زوجها هذه هي حالة شائعة في العراق!!!!
لم تطل أقامة فائزة في بغداد طويلا بعد عودتها أذ ما لبث أن تكرر المشهد السابق لزوجها ، فخرجت غاضبة الى بيت نوري السعيد وواجهته قائلة : (يا باشا فهمنا أن العراقيين يمارسون هذا العمل فهل أنت أحدهم) فسكت نوري السعيد ، وخرجت لتعود الى بيت والدها مصممة عدم الرجوع الى بغداد.
وفي 26 تشرين الثاني 1950 وبينما كانت فائزة عند أهلها في مصر ، أرسل عبد الأله ورقة الطلاق اليها من بغداد ، أستمر زواجهما ما يقرب السنتين ألا أنهما لم ينجبا أي طفل.
في عام 1955 كانت زوجة محمد الحبيب أمير ربيعة ، وأبنته هيام في زيارة لقصر الرحاب ، حيث كانت كثيرة التردد على القصر وتربطها علاقة صداقة مع الملكة نفيسة أم الوصي عبد الأله وأخته عبدية ، دخل عليهما عبد الأله ليسلم ظنا منه أن الضيفة هي مديحة الداغستاني ، ففوجىء بهيام وأمها ، وحين فاتحته الأميرة عبدية بعد ذلك بالزواج من هيام ، أقتنع عبد الأله، فكان أن ذهب الشريف حسين زوج الأميرة بديعة وأحمد مختار بابان رئيس الديوان الملكي وآخرون الى منطقة الحسينية في لواء الكوت لخطبة هيام من والدها الى الأمير عبد الأله ، ويقال أن والدها كان ينوي تزويجها لأبن عمها قيس بن علي الحبيب بينما هي ترفض الزواج منه ، لكنه في النهاية وافق فتم عقد قرآن عبد الأله من الأميرة هيام في 15 حزيران 1955 في حفل بالغ الأبهة والبذخ كان من أبرز الحضور الشيخ عبد الله السالم الصباح أمير الكويت ومعه الشيخ جابر الأحمد الصباح رئيس وزراء الكويت وأخوه صباح الأحمد الصباح وزير الخارجية.
وفي 18 حزيران 1955 طار الأمير عبد الأله وعروسه الى مصيف سرسنك لقضاء شهر العسل ، دامت هذه الزيجة ثلاث سنوات وشهرا واحدا.
بقيت الأميرة هيام على ذمة الأمير عبد الأله حتى صبيحة 14 تموز 1958 حيث قتل عبد الأله وسحل في شوارع بغداد ، دون أن ينجب من هيام طفلا.
أما هيام التي نجت بأعجوبة من مجزرة قصر الرحاب ، فقد تزوجت من أبن عمها قيس وتوفيت عام 2001.