كان المخطط الكبير والحاسم في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية خاصة؛ هو الهيمنة الكاملة عليها كآخر ورقة إنقاذ للهزائم أللتي توالت على أميركا وحلفائها وبداية انهيار اقتصاديات تلك البلدان؛ فكان “الربيع العربي” و “الفوضى الخلاقة”؛ وضع الخطط والخرائط من قبل رؤوس الإجرام العالمي في الغرب وأميركا يضاف إليهم خبرة “الكيان” في المنطقة؛ ساهم أو “ورط” أوردوكان تركيا بالإعداد والتدريب والتسليح والتمويل كالعادة “محميات الخليج” “الغربي”؛ وعدوا أردوكان بجزء من سوريا والأردن بجزء آخر! والباقي حصة “الكيان” بعد هزيمة الجيش السوري بالكامل وحصار حزب الله وتجويعه!! ثم ضم لبنان وكانوا في الأيام الأخيرة من الهجوم الشرس وما جمعوه له من شراذم خمسين دولة ليبدأ الفصل الآخر من المخطط وهو العراق! وفي خضم فرحتهم هذه برز لهم “مارد” قاهر “بوتين” روسيا الجديدة الناهضة من الرماد وأوقف زحفهم وردع جمعهم واستعد والجيش السوري وشعب سوريا للهجوم فكانت المفاجئة الصادمة والخسارة الفادحة بعد تلك الجهود المضنية والمكلفة بدى للأعداء في الأفق غيوم سوداء أضلت عليهم الطرق وأغلقت عليهم منافذ الهرب والهزيمة ورفعت رايات الحزن في تركيا والأردن ومحميات الخليج –الخاسر الأكبر-!! وكذلك الكيان المنهار؛ وتم إنقاذ ما تبقى من سوريا وشعبها؛ وتلخبطت الأوراق والتفت الساق بالساق وإلى جهنم حينئذ المساق!!.
انهزم الجميع وبقيت أميركا وتحالفها في الساحة حائرون؛ بعد أن دخل الجيش الشعبي العراقي المعركة الحاسمة وقضى على ما تبقى من المرتزقة والعملاء وحرر المدن والقرى التي اغتصبها الغزاة بالتعاون مع الخونة المحليين والحواضن و”المستقبلين” بالأحضان لكل مجرم وقاتل وذباح ومغتصب –وسوف يبقى هذا العار يلاحقهم إلى يوم يطمرون-
ودارت الأيام؛ ومرت الأيام عانت ما عانت الإدارات الأميركية التي صبت اهتمامها على العراق وقررت البقاء فيه والسيطرة عليه مباشرة أو عن طريق العملاء! بدعم كامل منهم؛ لأن السيطرة على العراق وموارده ونفطه سيخفف عن الولايات المتحد الأميركية وحلفائها أعباء سياسية ومالية عن حلفائها فسيكون العراق الممول وسد حاجات الأردن! –المحافظة الإسرائيلية- ويكون العراق داعم لمصر لأن أميركا ابتليت بها كحليف مفلس! وحتى لتركيا عضو التحالف الدولي والأهم من ذلك ضمان عدم تهديد “الكيان” من قبل العراق إذا فلت وتحرر وانتمى إلى المعسكر الآخر الذي هو الآخر يهدد المصالح الأميركية في المنطقة؛ والأهم من المهم أن يبقى العراق خط الدفاع عن “البوابة الشرقية” ضد إيران وتحت سيطرة أميركا وتحالفها .. لكل تلك الأسباب فأن العراق بالنسبة لأميركا أهم من واشنطن بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية!!؟
وبعد أن فشلت الحكومات العراقية السابقة في السير لما تريده أميركا أدخلت الأخيرة آخر ما لدينا من الأوراق التي نظمها للإدارة الأميركية مستشار البيت الأبيض للشؤون العراقية الضابط الكبير ط . ش. الذي لا يرى بالعين المجردة!! مع طاقم منتَخَب شكل حكومة عسكرية بوليسية خطيرة وبعض عناصرها الأمنية أجانب!! حتى لا يقصروا في ضرب العراقيين أو خطفهم وضياعهم واتهام جهات أخرى للتمويه!!
موضوع خروج القوات الأميركية معروف لدى الشعب العراقي فهو حبر على ورق وللإعلام فقط والواقع لا تزال المطارات شغالة والأسلحة الدفاعية موجودة وفق تصريحاتهم للدفاع عن نفسها!! وسوف تبذل أميركا وتحالفها أقصى ما يمكن للبقاء في العراق والسيطرة على سياساته وتوجهاته ويبقى يبتز للصرف على الأقل على الأردن ومصر وحكومة الإقليم!! وضمان وجود “الكيان” وربما تهيئ الأجواء للتطبيع!!
من ناحية أخرى فقد استطاعت الولايات المتحدة الأميركية ومخابراتها أن تتخذ فصيلا–شاءت الأقدار أن يكون مهما- من العراقيين لديه عصابات من المنحرفين والمحترفين يستخدمون للاغتيال والخطف مستغلين عزله عن طائفته وتنمية شعورعنده بأنه مهدد؛ وكما أن أميركا وتركيا تتخذ من قتل “خاشقجي” ورقة تهديد للإبتزاز ضد “بن سلمان” سوف يكون هذا الشخص مهدد بتهمة التحريض لقتل شخصية دينية معروفة ولا زالت القضية مرفوعة ضده ولكنها مجمدة لاستعمالها عند الحاجة!! وللمحافظة على ما كسب واكتسب “من فضل الله”!!