18 ديسمبر، 2024 6:11 م

أميركا وإيران العبادي كان شجاعًا

أميركا وإيران العبادي كان شجاعًا

موقف العبادي من العقوبات الأميركية على إيران بالمقارنة مع مواقف اقرانه كهذا المثل

” الأعور في بلاد العميان ملك ”

فلنكن واقعيين ان أغلب ساسة العراق ” الشيعة ” هم إيرانيون أكثر من الإيرانيين أنفسهم وحصولنا على موقف من أحدهم يمسك العصا من الوسط أمام الإعلام يعتبر إنجازا ونصرا مؤزرا يبشر بولادة كلمة ” لا ” بوجه إيران ولو كانت مخففة وخجولة ومهذبة ؛ولو كان أحد المتشددين في مكان العبادي لأعلن صراحة رفضه المطلق للقرارات الأميركية وأدخلنا في خصومة مع أميركا لاتحمد عقباها

دعوني أتساءل ماذا لو كان على رأس السلطة حاكما وطنيا بعيدا عن هذه الطبقة السياسية المرفوضة شعبيا فهل بإستطاعته أن يعلن تأييده الكامل للقرارات الأميركية ؟ أعتقد من الصعوبة عليه أن يعلن تأييده الكامل للعقوبات ضد الجار الإيراني المزعج الذي لم يدخر جهدا في شن حملاته الإيذائية تجاه اي بلد يخرج عن طاعته ويبتعد عن مصالحه ورأينا كيف تعامل الإيرانيون مع تنظيم القاعدة لضرب الجيش الاميركي المتواجد على أرضنا وكيف قطع التيار الكهربائي عنا لسبب تأخير فاتورة الحساب ! النظام الإيراني إتخذ كل تلك الإجراءات الضارة ضدنا في ظل حكومة موالية له فكيف يكون ضرره حين تكون الحكومة ضده ولاتتعاون معه وتتعامل وفق العقوبات الأميركية معه هل يصمت ؟ بالتأكيد لا ؛سيعمل على زلزلة الأرض تحت أقدامنا عبر أذرعه المتواجدة في كافة المدن العراقية

أفهم جيدا إن العبادي مقبل على خوض الولاية الثانية وهو بحاجة الى تأييد الطرفين (أميركا وايران ) كما علمتنا العملية السياسية على هذا العرف المتبع في تشكيل الحكومات العراقية لكن موقفه المحايد هذا لايمكن ان يدخل في هذا الاطار فمن الممكن ان يكون الطرفان غاضبين عليه وقد يخسر تأييدهما معا لكنه ربح موقفا وطنيا شجاعا يحسب له في المستقبل خصوصا وان هذا الموقف لم ينفرد به العبادي لوحده بل كانت هناك العديد من الدول اتخذت نفس هذا الموقف مما يدل على صوابه

قد نختلف مع العبادي في ملفات كثيرة تتعلق بالخدمات وعدم محاسبة الفاسدين والتضييق على الحريات وتعامله السيئ مع التظاهرات واضاعته لفرص كثيرة كانت سانحة له ؛ لكن يجب ان نقول الحق في اي موقف يتخذه خصوصا في المواقف المصيرية التي تنعكس سلبا او ايجابا على العراق وتمتد لزمن غير معلوم .