23 ديسمبر، 2024 4:02 م

أميركا هالكها العراق ,سعّرت في النفط لعلّ, فانتعشت قطبيّة “الخصم” بدلًا, ها عادت تخفّضه لعل

أميركا هالكها العراق ,سعّرت في النفط لعلّ, فانتعشت قطبيّة “الخصم” بدلًا, ها عادت تخفّضه لعل

نازل , صاعد , هي سياسية نفطيّة أميركيّة أو هي سياسة احتكاريّة قديمة قصدها تحطيم الخصوم .. فأميركا وبعد رفعها الفاحش للنفط سبب ورطتها في العراق ولتعويض خسائرها الكبيرة فيه “علّها أرادت التعويض” فرفعت أسعار النفط ليصل سعر برميل النفط الواحد بما لم يتصوّره أحد عندما ارتفع إلى ما فوق المائتي دولار, لكن وكما يقول المثل: “أتت تُكَحّلها فأعمتها” فهناك الدبّ الروسي يتربّص سمك السالمون.. روسيا ومنذ تولّي “بوتن” الحكم بدأ يعدّ العدّة لإعادة هيبة امبراطوريّه بلاده المفقودة بعد انسحابها من الساحة الدوليّة اقتصاديًّا وسياسيًّا خاصّةً في المستوى العسكري فموسكو تدرك أن لا عودة لها حقيقيّة في هذه المجالات الدوليّة وعلى مستوى الندّيّة واستعادة مكانتها القطبيّة المفقودة دون كفيل تسليحي رادع عماده انتعاش اقتصادها وبالكمّ الّلازم, وإذا برياح التغيير العالمي الّذي أرادته واشنطن قرنًا أميركيًّا خالصًا تنقلب مقدّمة قطاره في العراق لتتعثّر بقيّة العربات, إذ بدل أن تحلّ واشنطن وضعها النازف في العراق برفعها أسعار النفط ـ مليون دولار في الثانية الواحدة مصاريفها عند الغزو بحسب موقع عدّاد للبنتاغون ـ
لتجيء تلك الزيادة وبالًا عليها , بل جاءت تلك الزيادات المتسارعة للنفط بمثابة هدايا قدريّة لموسكو المتهالكة المتعطّشة وكانت لها تلك الزيادات الهائلة للأسعار في النهاية كفيلًا بإعادتها لقطبيّتها المنشودة وعودتها كانت بسرعات قياسيّة فمن بلد يشكو تهالك بنيته العسكريّة وتخلّفه فيه عن ركب دول الناتو الّتي كانت قطعت أشواطاً بعيدة في سنوات الانكفاء الروسي زمن “يالتسن” وحدود روسيّة تحت التهديد ما دقّ نواقيس الخطر الّتذي هزّها برميل النفط “بالتسعيرة العراقيّة!” إلى واقع قويّ جديد فاقت فيه ترسانة أسلحتها التقليديّة المتطوّرة اليوم وبفضل الغباء الأميركي في اقتحام العراق ؛ترسانتي حلف الناتو وأميركا مجتمعتين ..
علاوةً على ما نال الأسلحة التدميريّة الشاملة من تطوير نوعي بات بإمكانها “إصابة أهدافها أينما كانت في أيّ جزء من العالم” كما أعلن ذلك بوتن متبجّحًا قبل أسابيع , لكن, وبحسب رقميّات العديد من المؤشّرات وبغباء لا مثيل له أيضاً ها هي الولايات المتّحدة الأميركيّة قد ,ولربّما ,ستقع بنفس المطبّ ثانيةً وإن بمردودات جانبيّة ستنالها من وجهات اقتصاديّة أو سياسيّة غير محسوبة ستضرّ باقتصادها حتمًا ,فالتكرار, أعلى, أسفل ,قد يعطيك ملئ كفّ زبدة لكنّه يفقدك بقيّة أكثريّة الروب ,إذ من جديد ,وبخفض أسعار النفط ربّما قد ينعكس ذلك سلبًا من حيث أرادت واشنطن الإضرار, وخاصّةً أرادت الإضرار ببرامج موسكو للتنمية الفضائيّة الّتي عادت مخيفة مجدّداً..
لكن ,وسواء من مصلحة روسيا للاتّجاه ببدائل بعيدًا عن الاحتكاك بالغرب أم سعيها لوقف زحف الناتو تجاه حدودها فإنّ عودة روسيا للساحة الدوليّة بقوّة أربك جميع المسارات الغربيّة والطامحة بإعادة ترتيب الخارطة الاستعماريّة القديمة حتّى وإن لجأت إلى “الاستعمار المباشر” كما أعلن ذلك “توم إندك” ,ولو أنّ روسيا تحصّنت باقتصاد ذاتي كما كان الأمر أيّام ما كانت روسيا تقود دول الاتّحاد السوفييتي لكان لها شأن أكبر اليوم من احتكاكها بالسياسيّة الدوليّة.. ف”بريكس” والبنك الآسيوي للاستثمار الّذي دعت الصين دول العالم مؤخّرًا للاستثمار عبره  دليل على قدرة روسيا, والصين أيضًا, من امتصاص الصدمات الاقتصاديّة الغربيّة المتتالية المقصودة والقدرة على حيازة “الزبدة” أيضًا بما لا يمكن أن يستجدّ ذلك في صالحها والابداع فيه لولا الضغط الغربي..