23 ديسمبر، 2024 10:55 ص

أميركا لن تعود والأقزام سيرحلون عن العراق

أميركا لن تعود والأقزام سيرحلون عن العراق

تصاعد لهث حكومة المالكي وحكومة طهران لعظمة ترميها الولايات المتحدة الأميركية لهم لحل الكارثة التي لحقت بهم والتي أصبح لها طعم لذيذ بعدما كانت عظمة ينخرها السوس، موجهين إليها اتهامات بأنها ترعى الإرهاب في العراق وبأنها خذلت صديقها المالكي، ويحاولون فهم وإيجاد ترجمة واضحة ومفهومة من لدنهم  لعبارة ” لن نعود” .
 
فقد قالها الرئيس الأميركي بصراحة ونائبه ووزير خارجيته ورئيس هيئة الأركان الأميركية ورئيس جهاز الاستخبارات المركزية والعديد من كبار رجال الولايات المتحدة وحتى المرشح المقبل للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون قد حذرت من العودة، فعندما انسحبت القوات الأميركية وأتمت انسحابها من العراق في 2011 لم يكن الانسحاب بمزاج رجالات الحكومة العراقية قصيري النظر بمستقبل العراق والمنطقة والذين صوروا تلك الخطوة بالانتصار الهائل لحكومة عراق جديد خالي من الاحتلال، بل إن الخطوة جاءت بقرار أميركي بحت والأسباب كثيرة من هزائم للجيش الأميركي وخسائر جسيمة بالأرواح والمعدات على أيدي المقاومة السنية الشرسة، وميزانيات ضخمة صرفت على جيشهم كانت لها انعكاسات خطيرة على الوضع الاقتصادي والاجتماعي الاميركي, حيث تعاني أميركا تداعيته إلى هذه اللحظة ، خصوصا إذا ما نظرنا إلى الأزمة الاقتصادية التي بدأت من داخل أروقة بنوكها وانهيار معظم تلك البنوك في وقت لاحق وهي صاحبة اكبر اقتصاد في العالم، والتي لا تزال الحكومة الأميركية تحقنها بجرعات تنشيط مالية ونقدية لكي تتعافى ناهيك عن ارتفاع معدلات البطالة والمديونية الخارجية الضخمة باصفارها الخيالية التي أثقلت كاهل صناع السياسة النقدية والمالية داخل أميركا والخ.
 
 
فانهيار معنويات الجيش الأميركي الذي يعاني أفراده من أمراض هستيرية وصلت إلى الانتحار حتى بعد رحيلهم عن العراق، وكابوس المقاومة العراقية الذي فضح أدعاتهم الكاذبة بالقدرات الفتاكة والخيالية للجيش الأميركي الذي تبين على أيدي سنة العراق أنهم جيش آلات ومعدات فقط، وعدم وجود أسلحة دمار شامل والتي كانوا يعتبرونها ضالتهم, وفضيحتهم أمام الرأي العام العالمي واعتراف مسؤوليهم بخيبة الكذبة، وأن الرئيس الحالي للولايات المتحدة ليس بحاجة لكسب أصوات ناخبين وليس على أبواب انتخابات مقبلة لأنه يعيش الولاية الثانية وليس له حق الترشح لولاية ثالثة فهو ليس بحاجة لدعابة أو دعاية انتخابية، لذا فمن غير المعقول والمقبول أن يعودوا إلى ماضيهم المخيف وان يعودوا على كما يقولون إلى الجحيم.
 
والولايات المتحدة لم تستطع ضرب تنظيم القاعدة بفلول جيشها الكبير الموجود آنذاك إلا عندما توحد أبناء العشائر والمقاومة السنية التي ضربت بنفسها التنظيم ضربة موجعة فمنهم من قتل ومنهم من اعتقل ومنهم من هرب في صحاري العراق، وعندها صورت الولايات المتحدة للعالم أن العراق بات أمنا مؤمننا ليتخذوها حجة ويرحلوا عن جحيمه، فكيف يعودوا اليوم لضرب العشائر وفصائل المقاومة والدولة الإسلامية (داعش) معا، أنه أمر أشبه بالانتحار وقد أكدت الولايات المتحدة ذلك الشيء على لسان قائد هيئة الأركان الأميركية ديمبسي بوجود معارضة سنية مسلحة تقاتل مع الدولة الإسلامية، أي أن القراءة ما بين السطور تقول انه أمر مستحيل وافهموا ” لن نعود” وإذا ما أراد العراق أن يتخلص من داعش لن يكون ذلك إلا على أيدي فصائل المقاومة السنية والتي تعرف الولايات المتحدة حقا بأنها ليست فصائل إرهابية كما يحلو للبعض أن يقول.
 
أما المتطفلين على السلطة ممن يعبثون بصناديق الاقتراع ويزورون الأصوات ويسخرون القضاء مطية لغرائزهم بإبعاد هذا وإقصاء ذاك ويستخدمون قوات الأمن والجيش عصا لهم، قد قربت نهايتهم ولن تنجدهم وتسعفهم الشرطة الفدرالية للولايات المتحدة الأميركية، فشرطيهم الكبير قد انكوت يده ولن يعود ليكوى مرة أخرى.