23 ديسمبر، 2024 1:49 م

أميركا لبست “عوماما” بعد أن لبسها نابليون, إيران تعمّمت واليوم “تعگّلت”

أميركا لبست “عوماما” بعد أن لبسها نابليون, إيران تعمّمت واليوم “تعگّلت”

السياسة الغربيّة عمومًا ,والأميركيّة منها, وريثة سياسة الرومان, لأميركا رئيس وظيفته رعاية مصالح شركات البلاد الكبرى “العابرة” وما نشاهده للرئيس من جولات داخليّة أو خارجيّة ليست أكثر من نشاطات لخدمة تلك الشركات, انتخاب أيّ رئيس لأميركا ينبني على هذا الأساس.. الرئيس الأميركي أوباما لاسمه جذر لفضي “أبو عمامة” والعمامة مصطلح مشتّق من أحد الاتّجاهات الأربع (يمين يسار أمام خلف), فهو “أمام” ومنها جاءت “الإمامة” أيّ “مقدّمة الصفوف” أو مقدّمة الرأس ,والعمامة توضع في مقدّمة الرأس أي “أمام الرأس” أو “عمام” الرأس كما في اللفظ النبطي, شعوب تلفظ حرف العين “أين” أي تلفظه “أ” كذلك حرف القاف يلفظ  “أ” ومسلمو أفريقيا ومنهم “حسين” جدّ الرئيس الأميركي الحالي أوباما يلفظون تسمية العمامة “أوماما”, فكلّ من ارتدى “أوماما” يُكنّى ب”أبو أوماما”.. “أبو أوماما” بدورها اختزلت مع كثرة اللفظ ل”أوباما”, السودانيّين وبلاد النوبة جنوب مصر لا زالوا بلهجتهم يسمّون العمامة “أوماما”..من هذا المنطلق تمّ انتخاب “أوباما” على أساس أنّه مسلم في حقيقة الأمر وليس كما أراد إعلام الرئاسة الأميركيّة وبخجل تمييع القصد الأكيد للتغطية على رئيس أميركي مسلم وراح يشرح كيف تحوّل رئيسهم للمسيحيّة لكن سرعان ما انكشف الرجل كمسلم من خلال ممارساته السياسيّة وما أنيط بدوره فيها أهمّها إيلاء الرعاية لإيران لخصوصيّتها السياسيّة التاريخيّة ,وهي حلقة من حلقات السياسة الأميركيّة لما بعد سقوط السوفييت ,فاختيار مسلم لرئاسة أميركا أمر مقصود لكن الإعلان عنه مقدّمًا يفضح المشروع الأميركي أو بالأحرى يثير الشكوك قبل أن يبدأ التنفيذ, والتلميح بإشارات حمراء خضراء “مسلم وما هو بمسلم” إنّما لأمر مطلوب ذلك بداعي التجانس مع بداية “أسلمة” الأنظمة العربيّة وأنظمة المنطقة “زيارة أوباما لاستانبول ولمصر قبل الربيع بأشهر وإلقائه كلمة في الجامعة المصريّة”! للانتقال بالأنظمة من أقصى “التقدّميّة” والعلمانيّة رغم تجانس غالبيّة هذه الأنظمة المستهدفة مع علمانيّة الغرب نفسه, إلى أقصى اليمين “الرجعي” إنّما لأسلمة المنطقة بقيادة أميركا “ما هي بمسلمة, ومسلمة في نفس الوقت”؟ ,شرق متديّن لكن ,وفق معادلات مذهبيّة حسب ديمغراجيوسياسيّة من منطقة لأخرى, لضمان السيطرة عليها ..تجهيل العقل العربي بالذات بما يُضخّ فيه من رسوم لهياكل وهميّة من مفاهيم منافية للواقع أمر لا بدّ منه كنموذج جاهز “للتعميم” لتسهيل تلقينه “لبّسوا العِمّة” مثلما يتفكّه المصريّون, ووسائل التجهيل اليوم وسائل حديثة يسهل صيد العقول بها عبر برامج باذخة المظهر فاسدة المضمون وتلقينه تصوّرات إنشائيّة الواجهات خادعة مدمّرة المقاصد, فأنت ترى الكمّ من الفضايّات الدينيّة بالعشرات بمستوى عال من الكفاءة في التأجيج الناعم والخشن ذات هدف شاحن لطرف آخر يمتلك أيضًا العشرات من فضائيّاته الدينيّة على مستوى عال من شحن ناعم وخشن أيضًا موجّه لشحن ذلك الطرف, لو سلّطنا الكاشف الليزري العميق سنستخلص خارطة شحن طائفي متبادل وُضعت أسسها قبل الحرب الكونيّة الأولى بعقود قطبا رحاها “الوهّابيّة” من طرف و”الصفويّة” من طرف آخر, لعبت هذه الثنائيّة المضادّة فيما بينها أدوارًا عدّة طيلة عقود أهمّها إحكام بريطانيا الطوق حول الشرق الأوسط وجعله ورثًا مضمونًا, ومع شرق أوسط جديد لابدّ ويمرّ نول نسجه على نفس قطبي الرحى, فضائيّات الوهّابيّة “السعوديّة” وفضائيّات الصفويّة “الوليّ الفقيه” يتشاحنان بينهما لتوليد شرق جديد يتناسب وتطوّر أساليب تنفيذ العداء بمقاسات العصر الفضائي.. ارتداء “العكال” من قبل “سليماني” ربّما نوايا إيرانيّة بالحصول على حصصها الجغرافيّة لما قبل الإسلام في المنطقة العربيّة و”العكال” فيه ملمح شكلي مشابه للحركة الالكترونيّة ,لعناصر الذرّة مثلًا؟..بعدما كان نفس العكال ارتداه “لورنس العرب” بعدها أصبح رمز ل”القايش” كبداية لعصر الصناعة البريطانيّة, مثلًا؟..