22 أكتوبر، 2024 4:36 م
Search
Close this search box.

أميركا- روسيا: إعادة ترتيب المواقع والمصالح..؟!

أميركا- روسيا: إعادة ترتيب المواقع والمصالح..؟!

ما محبة إلا من بعد عداوة. الحليفان اللدودان، العدوان السابقان، يعيدان ترتيب أوضاعهما الإمبراطورية. روسيا تختار بقوة العالم “الثالث”، أو “النامي”، أرضاً لتصدير نموذجها وأسلحتها، والضغط على المصالح الغربية. وأميركا إختارت “أوروبا” والبلدان المصنعة أرضاً للتحالف وإعادة ترتيب الأوراق والأوضاع والأدوار والإقتصاد. تمهيداً للمعركة الكبرى، ولم تنسّ أميركا أن تترك لحلفاءها دوراً هامشياً في المواجهة وإن هي إحتفظت بمركزية القرار الأخير. كما لم تنسى أن تضع يدها الطولى على مفاصل الثروة والمواد الأولية وأن تنشر فوقها مظلتها. باختصار ورثت أميركا كل مواقع الإستعمار القديم، وتركت، بالمصادفة أو بالتخطيط أو بهما معاً، مواقع الفقر والكثافة البشرية لـ”روسيا” تستهلكها بها وترهقها..؟
لا يحتاج ولا يحتمل العالم خاصةً “العربي” و”الإسلامي” إلى حرب عالمية “ثالثة”. لأننا نعيش ربيعاً عربياً لاتختلف معاناته عن معاناة الحرب “الباردة” التي نمت إقتصاد وقوة أميركا وأرهقت إقتصاد وقوة “الإتحاد السوفييتي” وأدت إلى إنهياره من الداخل. “روسيا” التي بلغ عديد لاجئيها- وفقاً لإحصائية المفوضية السامية لحقوق اللاجئين الأُممية لعام 2013- إلى ألمانيا وحدها بحثاً عن كرامة الحرية والخبز 16 ألف فيما عدا الموزعين في دول أوروبية أُخرى، و”إيران” التي يتجاوز عديد لاجئيها (المليون) موزعين على دول العالم، مقبلتان على إنهيار آخر أمني واقتصادي. تحت وطأة الضغط والعجز عن متابعة السباق في ميدانين رئيسيين:-
الاقتصاد الاستهلاكي، والالتزامات الخارجية بما يزيد على طاقة الاقتصاد الضعيف، وهو أهم أسباب انحلال الإمبراطوريات وتهاويها.
تعيش المنطقة وقع حرب دون أن تقع. عديد الشهداء والجرحى والمشردين والمعتقلين الذي يتضاعف يومياً دفاعاً عن الحاكم ماكان ليصل إلى ربع العدد لو وقعت المواجهة بين بلدين جارين أو بين العرب وإسرائيل مثلاً. فجأةً يعلن أحد طرفي النزاع الإستسلام. يرفع يديه. ينسحب. تنهار التحالفات القديمة. تولد أنظمة جديدة. تهز العالم الذي أفرزته الحرب العالمية الثانية. ينفجر كل شيء تمهيداً لإعادة ترتيب العالم على ضوء نتائج حرب عالمية وقعت ولم تقع. وانتهت بهزيمة أو إنسحاب أحد طرفيها هزيمة مطلقة. هذه الحرب تتجلى بـ”الربيع العربي”. الذي يبدو وكأنه لم ولن ينتج سوى أنظمة تمتح من البئر ذاتها. بئر تخوين وإذلال المواطن من قبل النظام الحاكم مالم يقدم فروض الطاعة والولاء.

أحدث المقالات