23 ديسمبر، 2024 8:43 م

أميركا تستبدل أصدقاءها كما تستبدل الحسناء ألبستها..؟!

أميركا تستبدل أصدقاءها كما تستبدل الحسناء ألبستها..؟!

مالايفهمه المالكي وأشباهه أو لايريدون فهمه، أن القوة الأميركية في الخليج والمتوسط لم تحضر لتضرب، بل لتتجنب الضربة. لتواجه مخاطر الإنهيار الأمني والثورة في عدة مواقع أولُها “العراق”، ومع الإنهيار الحاجة للتدخل. ستكون القوة الأميركية حاضرة. و”فاعلة” في غضون ساعات. لايعلم المالكي وفريقه بتراجُع الصراع الدولي إلى حدوده الدنيا. لم يعد صراع “كرسي” أو “بقاء” كما يتصور. أصبح صراع صفقات صغيرة. لم يعد للنفط عند أميركا وروسيا ماكان له. روسيا مكتفية وتملك من الغاز أكثر مما يمتلك الشرق الأوسط وهي تبيعه لأوروبا وتحرس طرقه وصفقاته جماعاتها، وأميركا تكتفي بموارده الصخرية وماتملك منها ومنه. بقيّ للنفط دوره ولكنه ينزل عن العرش. لم يعد إمبراطورية. أصبح جمهورية يمكن إستبدال “الرئيس” أو “الزعيم” فيه وليس أبدياً. ليس في العالم اليوم صراع حيتان. لم تعد التحديات بحجم البقاء. لايوجد نظام يتحدى نظاماً ليأخذ مكانه. سقطت “الشيوعية”. خسرت بالضربة القاضية في “الخارج” وتخسر بالنقاط في “الداخل”. حلت محل شيوعية المجتمع “شيوعية الدولة”. أخذت المصالح مكانها. يمكن تقاسم المواقع بديلاً من الحروب. ثمن ألف خسارة أقل من ثمن حرب واحدة. الكل صار يدرك ذلك. الشعوب متعبة بالضغوط والحاجات، ولاقضية. هذا يعني أن لعب الصغار من قياس المالكي على المصالح لم يعد مجدياً. يمكن أن يُعطى لصغير هنا لُقمة وآخر لُقمة هناك ولكن لاحرب ولاحروب ولامخاوف. هل يستمر هذا؟.. في ظل واقع التوازن والخوف المشترك لا حرب. لاتحديات بحجم حرب. لاصغار يلعبون على الحبل. لاثيران يُهيجهم اللون الأحمر. الأحمر لم يعد أحمر. صار حماراً. موارد الشعوب الصغيرة مجرد علَف. مفتاح كل هذه المتغيرات الهائلة والمقدر لها مابين 12- 36 شهراً سيكون الإتفاق على حدود النووي الإيراني، ومعه الملف السوري، ثم العراقي، الذي اتفق على مبدأ الشراكة وذهاب المالكي شخصياً مع عدد محدود من مجموعته الحزبية. الباقي يشارك المعارضة السياسية والجماهيرية في مواجهة مسؤوليات مابعد الإعصار والإعمار. مصير المالكي حسمته مباحثات كيري مع الروس والإيرانيين والخليجيين. وكان لتل أبيب رأي سلبي وإيجابي مادامت سلوكيات المالكي أحالت العراق على التقاعد المبكر من رتبة دولة إلى مشروع سلطة. الكل يبيع. أرخص المعروض هو الأصدقاء بضمنهم المالكي. تستبدل أميركا المالكي وجماعته كما تستبدل الحسناء ألبستها. البعض يقول كما تستبدل أحذيتها. البعض يلعب دور الحذاء لأميركا إضطرار حاجة أو خيار ذل. يقال إن رجلها تكبر بقدر مايزيد رصيدها وخدمها. لم يعد هنالك حذاء تستطيع أن تلبسه. إتسعت قدمها. البعض يقترح أن تمشى حافية.