9 أبريل، 2024 8:27 ص
Search
Close this search box.

أمورٌ ذات صلةٍ حيوية بحرب اكتوبر 1973

Facebook
Twitter
LinkedIn

<< في اشارةٍ عابرة او اكثر , فلعلّ ما يدفع للتعرّض لمثل هذه الأمور هو تزامن انطلاق مقاومي غزة الى عمق العدو مع الذكرى الخمسين لحرب اكتوبر المجيدة , كما يؤخذ بنظر الإعتبار أنّ معظم الأجيال الجديدة بعد عام 2000 لا تمتلك المعلومات والتفاصيل الدقيقة وجزئياتها لتلك الحرب , وربما قد أشغلتها الشبكة العنكبوتية وملحقاتها عن ذلك , ودنما صفة او سمة التعميم >> …

    من المُمَهّدات الأولية التي سبقت التحضيرات واستحضارات الحرب من جوانبها الفنية والعسكرية وحتى المخابراتية , فإنّ الرئيس السابق انور السادات وقبل بدء مصر للحرب بنحو سنتين , تعمّد التصريح في خطاباته ولمرّات بأنّه بصدد مهاجمة اسرائيل واسترجاع سيناء بالقوة , وظلّ يكررّ ذلك بمناسبةٍ وغير مناسبة , بحيث اعطى الإنطباع ” الذي يريده ” بأنّه رجلٌ غير جاد , وما يُعلن عنه هو لغرض الإستهلاك المحلّي , حتى انّ بعض الصحف الغربية إتّهمته بأنّه ” كاذب ” , وهو بذلك اراد ان يرّسخ في ذهن القيادة الإسرائيلية أن لا مجال لأيّ حربٍ قادمة , فأسترخوا .!

اثناء وخلال ذلك , وفكرة شن الحرب تشتعل ببطئٍ في ذهن السادات وحتى في عقله الباطني , فأصدر اوامره بتشييد سد ترابي غرب ضفة القناة بحيث يكون اعلى ارتفاعاً من حاجز بارليف الممتد شرق ضفة القناة , فما لبث الإسرائيليون ان قاموا برفع ارتفاع حاجز بارليف بأعلى من الساتر المصري , لكنّ المصريين عاودوا رفع ارتفاع حاجزهم بأكثر مما لدى الصهاينة الذين رفعوه مرةً اخرى , وعاد السادات وكرّر رفع الأرتفاع , حتى صار الأمر مُمِلاً للقيادة الأسرائيلية وتركوا ذلك لمصر بأرتفاعها الأعلى .! , أمرَ السادات كافة ضباط القوات المسلحة المصرية بالصعود الى اعلى الساتر والنظر والتأمّل في عمق الأسرائيليين وتحشداتهم في سيناء , مع اجراءات التصوير والأستطلاع وما الى ذلك . وكان لهذا تأثير سيكولوجي واسع للروح المعنوية للضباط المصريين , وذات تأثيرٍ ستراتيجي على وضع ورسم التفاصيل لخطة الهجوم وتحديد مواقع العدو العسكرية في الجبهة المقابلة المعرّضة للهجوم المصري .

   في قاعدة ” قويسنا ” الجوية الواقعة جنوب القاهرة , كان هنالك سربان من طائرات ” هوكرهنتر ” العراقية التي وصلت الى مصر قبل فترة غير قصيرة من الحرب << وهي الطائرات الوحيدة في الدول العربية , حيث جرى تدمير مثيلاتها الأردنية في حرب عام 1967 , وهي بريطانية الصنع ومخصصة للقتال الأرضي >> .

في صبيحة يوم 6 تشرين – اكتوبر تسلّم قائدا السربين العراقيين مظروفاً مكتوبٌ على غلافه الخارجي : ( لا يُفتح إلاّ في الساعة 12 من ظهيرة ذلك اليوم – وكان ذلك لإعتباراتٍ استخبارية وأمنية – وقائية واستباقية ) .

في الساعة 000 \ 2 بعد الظُهر , كان هنالك الفين مدفع انطلقت بدك حِمَمْ القذائف على الأهداف الأسرائيلية في سيناء , وبذات الوقت كانت 200 طائرة مقاتلة وقاذفة مصرية توزّعت قي ضرب وقصف الأهداف العسكرية الإسرائيلية المختارة في عموم سيناء والجبهة المقابلة للقناة تحديداً , كان في مقدمتها طائرات ” هوكر هنتر ” التي دمّرت مراكز القيادة والسيطرة ومواقع المدفعية الأسرائيلية والأهداف المحددة الأخرى .. كانت خطة الهجوم المصرية ذكيّة للغاية بإنزال القوات الخاصة وقوات الصاعقة المصرية خلف خلف ساتر او حاجز بارليف الشديد التحصين , ممّا ادى الى سقوطه ” مبدئياً ” , ومن ثمّ اقتحامه من القوات التي عبرت القناة تزامناً , وقد طلبت القيادة العسكرية الأسرائيلية من جنودها على امتداد مواقع ونقاط الأنتشار في خط بارليف بتسليم انفسهم للقوات المصرية , وذلك للإدراك المسبق ان لا سبيل لبقائهم على قيد الحياة سوى الإستسلام ورفع الرايات الأسرائيلية ابيضاء – الخفّاقة .!

    من ملاحظاتنا الشخصية والخاصة في المتابعة المكثّفة للصور والفيدوهات والأفلام لعبور القوات المصرية لقناة السويس , فإنّ الكثير من زوارق عبور المقاتلين المصريين كان تسييرها بواسطة ” المجاذيف ” التي يديروها ويحركوها الجنود المصريين بأذرعهم , فهل استعصى على القيادة المصرية < ماليّاً او فنياً > تركيب محرّكات التشغيل ” الماطورات ” الآلية لتلكم الزوارق .! وهو تساؤلٌ مبهم لا يجد له من ايّ اجابةٍ بعد عقودٍ من الزمن .!

   الأهم والأشد اهميّةً هو عدم قدرة القيادة العسكرية المصرية او السادات في معالجة وتدمير القوة الأسرائيلية التي عبرت القناة ” بقيادة شارون ”  من ثغرة الدفرسوار , فعلى الرغم من محاولة مصريةٍ جادّة لمهاجمة قوات شارون , والتي اصطدمت بشبكات من حقول الألغام الأسرائيلية ” ضدّ الدبابات ” والتي كبّدت المصريين خسائراً جمّة في ” الدرع ” لكنّ تسرّع الرئيس السادات في الرضوخ لقرار وقف اطلاق النار ( والذي ارغم سوريا للموافقه عليه ! ) قد قادَ الى قبول الهزيمة قبل وقوعها , وإلاّ فمواكبة وديمومة قصف قوات شارون بالطيران المصري ومجيء اسراب من مقاتلات وطائرات دولٍ عربية لدكّ والقضاء على القوة الأسرائيلية العابرة , كان كفيلاً بالقضاء عليها كلياً مهما استفادت من طبيعة الأرض وتجويفاتها وتلالها المتقاربة – المرتفعة … الرئيس السابق السادات كان له الدَور الرئيسي والحيوي في قبول نتيجة تلك الحرب .!   

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب