من خلال متابعتي ( الأخيرة ) للنازحين والمهاجرين العراقيين .. أطلعت على إحصائية خطيرة وكبيرة من خلال المبالغ التي خصصت من قبل الحكومة العراقية والأمم المتحدة وتبرعات عدداً من الدول والمنظمات الإنسانية .. وحقوق الغوث للنازحين والمهجرين : وتم
تقسيم المبلغ الإجمالي على عدد النازحين العراقيين الذي بلغ تعدادهم اليوم ( 4 ) مليون ( 400 ) ألف نازح موزعين على ( 3000 ) موقع داخل العراق تبين أن من حق كل مواطن نازح في العراق يجب أن يستلم ( 62 ) مليون دينار عراقي بالكامل .. والسؤال يطرح
نفسه أين ذهبت أموال النازحين , ورغم وجود بعض الشكوك في دقة وصدق ونوايا الإحصائية لكنها تحمل بين طياتها أرقاماً خطيرةً جداً عن مستقبل هذه العوائل والمتغيرات الجذرية الكبيرة التي ستحدث في أماكن النزوح وأماكن الإستقرار , ومع بداية أزمة ومشكلة (
النازحين ) في العراق مطلع عام ( 2014 ) تم تشكيل لجنة عليا .. أكرر ( سفلى ) للجنة النازحين والمهجرين يرأسها القائد ابن عمنا ( الغيور) السني الدكتور( صالح المطلك ) وعدد من كبار المسؤولين ، بينهم وزراء وأعضاء في مجلس النواب وهم من ابناء جلدتنا من
النساء والرجال .. وخُصصت لهم ميزانية مالية تُقدر بمليارات الدولارات أي ما يعادل بالعملة العراقية تريليونات ( التيرليون مليار – المليار ) وتم صرف المليارات على الضيافة والكرم فيما بينهم ( الكليجة – الشاي – التمر الهندي – حب عيون الشمس ) وخرج المطلك
وخرج أعضاء هذه اللجنة وهم يبشرون النازحين والمهجرين بتخصيص بيوت وكرفانات وتأجير شقق لهم .. وبشروهم بتوزيع منح شهرية وموسمية وسنوية وإنشاء مدارس وكليات ومشافي ومراكز صحية .. وتدافعت الفضائيات ووسائل الإعلام يوماً بعد آخر مع زيادة أعداد
النازحين وبخاصة كارثة نزوح أبناء مدينتي الرُمادي للإستفسار من المطلك وغير المطلك عما سيقدموه ويفعلوه وينفذوه من وعود ؟!
فإذا به يخرج مبتسماً على سواحل البحر الميت
( في المؤتمر الإقتصادي العالمي الأخير الذي عُقد في الأردن ) في لقاء مع فضائية لإحدى الفنانات يتحدث عن حاجة العراق لمساعدة العالم والمنظمات الإنسانية لمساعدة النازحين .. وبعدها بأيام خرج الناطق بإسم اللجنة متباكياً على شاشة فضائية عراقية ( لأنه )
متهم بالسرقة !!
مدافعاً زوراً عن نفسه من إتهامات موثقة ضده تدين عمله وعمل لجنته الفاشلة التي تبخرت الأموال منها والنازحون يتلقون المساعدات من كذابي ومنافقي وضباط مخابرات وعملاء الأمم المتحدة وجواسيسهم في العراق .. ما الذي قدمته اللجنة والخيام مختومة من دول العالم
مجاناً والهلال الأحمر ومنظمات تُسمى إنسانية تعمل كبنك لمعلومات دول عدة وضعت أسماءها فوق صناديق تكفي وجبة واحدة .. أين الأموال التي خُصصت لكم !
أقول لرئيس لجنة النازحين والمهجرين السفلى وليست العليا وإلى زمرة النصابين معه والناطق المتخلف بإسم اللجنة الذي لا يُحسن قراءة حتى إسمه وإلى من أمر وساهم وأعد وتعاون مع هذه اللجنة من رئيسها .. وأذكرهم بمثل عراقي شعبي يُطلق على القطط لكنَّ المقصود
هم اللصوص والسراق ( وَدَّع البزون شحمة ) ويا لها من شحمة بالمليارات !
النازحون ومعاناتهم وآلامهم وأحزانهم وتضحياتهم تحولوا إلى سلعة رابحة لعملاء ولصوص وخونة .. فبعد نزوحنا من ديارنا تربع آلاف من المهووسين بالسحت الحرام على مناصب ووظائف أتاحت لهم التلاعب بمشاعر النازحين مما يسمى بمنظمات المجتمع المدني
ومنظمات كاذبة ومزعومة للأمم المتحدة وعشرات من الشخصيات الدينية والسياسية إستغلت بلا خجل وحياء ظروف النازحين كي تستخدمها كورقة انتخابية في المستقبل القريب أو سرقة أموال من دول معينة وإستقطاع نسبة ضئيلة جدا منها لشراء مواد غذائية لا تكفي
ساعات توزع أمام بعض الفضائيات فقط وهي أحد أهم المؤامرات المعيبة والمخزية لسراق ولصوص محترفين بلا رقابة من دولة أو محافظة أو مسؤولين .. ويوما بعد يوم وجراء الفشل الواضح لجميع الجهات ذات العلاقة بالنازحين وتأمين أبسط سبل العيش الكريم لهم فلا
بد من الحذر من وجود أطراف وجهات متنفذة ستبقى تقاتل كي يبقى الحال كما هو عليه لأن دموع النازحين تحولت إلى رؤوس أموال وبكاء وأمراض أطفالهم خزائن للصوص ، وهناك من يريد للنازحين البقاء مدة أطول في المناطق التي هجروا إليها كي لا يحرم من
مكاسب لم يكن يحلم بها عليه فأمامنا حل واحد لوضع حد للمتلاعبين والمتاجرين بالنازحين ومصيرهم وهو إعادة نازحي المحافظة إلى حدود محافظة الأنبار على الأقل كحل مؤقت وتحويل المخيمات للذين دمرت ديارهم في المساحات المتاحة داخل المدن المحررة والإسراع
بدفع التعويضات لمستحقيها فقط والإسراع بنقل الممتلكات التي يمكن الإستفادة منها من المدن التي إستقر فيها النازحون من أموال الحكومة العراقية أو المساعدات الدولية كالكرفانات وآليات ومراكز صحية متنقلة ومخازن ومعامل صغيرة ومولدات كهرباء ومحطات تصفية
مياه وعجلات وغيرها من الجهات والأطراف المساندة إلى مدن المحافظة بمشاركة دوائر ومؤسسات المحافظة وبإشراف مسؤوليها وإلا سيبقى الحال على ما هو عليه لعقود مقبلة قد تحول مخيمات النازحين في مناطق العراق إلى معسكرات ومدن للاجئين دائمين تستبدل
حتى جوازات سفرهم.