18 أبريل، 2024 11:24 ص
Search
Close this search box.

أموات يفاجؤون القدر

Facebook
Twitter
LinkedIn

أموات يفاجؤون القدر
الإنسان كائن اجتماعي بطبعه محب للحياة متميز بالطمع يرغب دائما بالبقاء و الحصول على أقصى حد ممكن من المتعة سواء كانت جسدية او نفسية ، تكيف و صارع مختلف البيئات على مر العصور لبناء مجتمعاته و توفير أكبر قدر من الحماية لنفسه لضمان بقاءه حي لأطول فترة .
لذا عندما يقرر إنهاء حياته بصورة مفاجأة_بالنسبة لنا_ بقتل نفسه ، معناه أن هناك خلل هناك امر غير طبيعي يحصل يدفع الشخص للتخلي عن حق الحياة بنفسه، و هو ما يسمى بظاهرة الانتحار ، و هي منتشرة بالعالم حيث يقدر بحوالي 800،000 حالة كل عام و اضعاف هذا الرقم من حالات الانتحار الفاشلة .
و قد شهدت المحافظات العراقية أكثر من 130 حالة انتحار منذ مطلع 2019 أغلبهم من فئة الشباب بين ذكور و إناث ، و هكذا عدد يدفع الجميع للتساؤل عن الأسباب وراء هذا الفعل و كيفية معالجة الوضع .
و هنا أن الانتحار ليس نتيجة بسيطه لسبب واحد معين بل يجب أن يعزى لتراكم مجموعة أسباب متداخلة مع بعضها لتشكل دافع قوي يغلب غريزة البقاء عند الإنسان .
.
و من هذه الأسباب :
الاضطرابات النفسية حيث يشكل الاكتئاب الحاد و الاضطراب نتيجة الصدمة و انفصام الشخصية عند الشخص حالة من التشويش الذهني و غياب التفكير العقلاني و يدفعه الى التفكير بانهاء هذه المعاناة النفسية نهائيا بإنهاء حياته . و كذلك المخدرات التي تعتبر عامل مهم في كثير من الحالات ، و انتشار الفقر و البطالة بين افراد المجتمع ، و كذلك يعتبر الضغط الاجتماعي الممارس على الفرد من العادات و التقاليد التي لا تتواكب مع نظرة الشاب في الوقت الحاظر لنمط الحياة الذي يستحقه فينطوي على ذاته و يسبب في كثير من الحالات اضطرابات نفسية تؤثر على سلوكه بالكامل .
.
الحل :
أن حل اي مشكلة يكمن دائما في معالجة أسبابها ، فبناءا على هذا يتوجب على الدولة و المجتمع ان يأخذ كل منهم دوره الطبيعي في تبديد الأسباب ، مثلا رفع الحالة الاقتصادية والمادية للشباب بتوفير فرص عمل محترمة ، تهيئة اجواء إجتماعية مناسبة بفسح حرية أكبر و احترام قدرات الشاب و طموحاته و رعايتها و توجيهها بالاتجاه الصحيح لإزالة هذا الكبت النفسي و الثقافي الذي يعانيه الشباب . و كذلك إطلاق حملات توعوية و نشر ثقافة الأمل و القدرة على التغيير داخل المجتمع ..
.
أخيرا ، أن المسؤولية لا تتعلق بجهة او شخص معين يجب على كل فرد باعتباره مكون من مكونات هذا النسيج الاجتماعي عليه و من مركزه أن يساهم في حل هذه المشكلة لأنها غير مقتصرة على طبقة او مجموعة دون أخرى .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب