18 ديسمبر، 2024 6:19 م

أمن إقليم كوردستان وتطور خطير !!

أمن إقليم كوردستان وتطور خطير !!

أولت حكومة إقليم كوردستان منذ تأسيسها بعد اول انتخابات برلمانية عام ١٩٩٢ أهمية كبيرة لموضوع الأمن، لإيمانها بأن الامناساس كل تطوّر وتنمية في الحياة وان الشعب الكوردستانييستحق كل أنواع الحرية والعدالة والعيش الآمن لما عاناه من ظلموإضطهاد وتدمير وانتهاك للحقوق والحريات على أيدي الأنظمة الحاكمة في العراق، لذا شرعت سريعاً بتأسيس أجهزة أمنية وفّق المعايير الدولية بإطار قانوني.

لعبت الأجهزة الأمنية في الإقليم دوراً مهماً وأساسياً في استتباب الأمن بالتنسيق مع قوات البيشمركة وتعاون المواطنين الذين كانوا رجال الأمن الاولى ويقفون في الصفوف الأمامية ضد أي تهديد موجه إلى أمنه، واستطاعت اجتياز مراحل صعبة للغاية وأفشلت العديد من المحاولات والمؤامرات في عقر دارها قبل ان ترى النور وشاركت مع اخوتهم البيشمركة في جبهات القتال وقدمت عشرات الشهداء ومئات الجرحى في سبيل استقرار وأمن الوطن.

تختلف وتتطور مصادر التهديد الموجهة الى امن الاقليم من فترة لأخرى، في المقابل استفادت الأجهزة الأمنية من التطور التكنولوجي وتجاربها المتعددة والمتنوعة واصبحت ذات خبرة واسعة في مجال مكافحة الارهاب والفساد والمخدرات وقراءة المخاطر بصورة دقيقة.

ومن قراءة سريعة لمصدر مصادر التهديد الموجهة إلى أمن الإقليم يتبين أن غالبية هذه المصادر والهجمات تأتي من العراق سواء قبل عملية تحريرها أو بعدها وتختلف في طبيعتها بين الحصار الاقتصادي الذي اصاب عصب الحياة المتمثل بالأمن الاقتصادي واستهداف تواجد المنظمات الدولية والإقليمية وهجوم تنظيم داعشالارهابي على الاقليم عام٢٠١٤ وهجوم القوات العراقية على الاقليمبعد إجراء الاستفتاء الشعبي عام ٢٠١٧ واخيرًا وليس اخراً هجماتالميليشيات الخارجة عن القانون والسيطرة بالطائرات بدون طيار(المسيرات) على معسكرات التحالف الدولي في منطقة الحرير وبالقرب من مطار أربيل الدولي واستهداف منازل المدنيين بالصواريخ بحجة التواجد الاسرائيلي وازدادت هذه الهجمات عدداً ونوعية بعد هجوم حركة حماس على اسرائيل في ٧/١٠/٢٠٢٣

في سابقة خطيرة أقدمت الميليشيات الخارجة عن السيطرة بالهجوم على مواقع لقوات البيشمركة في قضاء بيرمام التابع لأربيل العاصمة بواسطة المسيرات وكذلك استهدفت مطار أربيل الدوليودور رجال الأعمال آخرها قصف دار (بيشرةو دزيى) الذي أدى إلى استشهاده وطفلته التي لم تتجاوز عمرها سنة ورجل أعمال مسيحي وعدد من الجرحى، وهذا ما جعل امن الإقليم في حالة خطرة، هذا مؤشر واضح على قوة هذه الميليشيات وقدرتها على السيطرة ومسك الامور والحركة دون ضيق وضعف الحكومة العراقية في مواجهة هذه الميليشيات المتطرفة التي تضرب الأخماس بالاسداس وتحاول خلط الأوراق وإحراق الأخضر واليابس.

موقف الحكومة العراقية لم تخرج من إصدار بيان استنكار وشجب وتشكيل لجنة تحقيق تذهب أوراقها مع أوراق اللجان السابقة إلى الاضابير لتجمع عليها الغبار ولا نرى منها تحريك شعرة معاوية.

استهداف المؤسسات الرسمية لحكومة الاقليم من قبل الميليشيات وانطلاقها من الأراضي التي تسيطر عليها قوات الجيش العراقي لا ينفي من مسؤوليتها ولا يخفف من عبء الحمل على كاهلها بل تضعها في موقف صعب وعليها أن تتخذ القرارات اللازمة والمناسبة لإنهاء هذه الاعتداءات إذا كانت تؤمن بالنظام الفيدرالي والتعددية والديمقراطية وتجعل من دستور العراق لعام ٢٠٠٥ أساسا لتعاملهامع الاقليم، لأن مسؤولية حماية أمن الاقليم يقع على عاتقها وفقّالقوانين والدستور، لذا عليها القيام بواجباتها والتزاماتها تجاهالشعب الكوردستاني وتمنع هذه الميليشيات من الاعتداء على امن وإستقرار الإقليم والا ستكون لهذه الهجمات تداعيات خطيرة على المستوى السياسي والأمني والدولي وحينها لا يجب أن تلوم الحكومة العراقية إلا نفسها..

هذه الهجمات المتكررة لا يعني ابداً وقوف الإقليم حكومة وشعبا مكتوفي الأيدي وإتخاذ موقف المتفرج منها لأن بقاء الإقليم امناً مسألة مصيرية لا نقاش عليها ومن يحاول المساس به سيدفع الثمن غالياً، مهما يكن من الأمر فنحن لسنا دعاة حرب وسفك الدماء ولكن يبقى لنا حق الدفاع عن أنفسنا وأمننا ومقدساتنا الوطنية والقومية والدينية.

تأكيد السيد (مسرور بارزاني) رئيس وزراء إقليم كوردستان مراراً وتكراراً في بياناته ولقاءاته الصحفية على أن الإقليم يتعرض الى أزمة شرسة وهناك من يحاول النيل منه دليل على وجود مؤامرات تحيك ضد الاقليم وتحاول المساس بوجوده، ولكن هذه المحاولات اليائسة لا تزيد اجهزتها الامنية إلا الإصرار وبذل المزيد من الجهود لحماية أمن الإقليم من كل الهجمات والتهديدات.

هذا التطور الخطير يفرض على الأجهزة الأمنية اتخاذ الإجراءات الضرورية واللازمة لحماية المواطنين والمقيمين في الإقليم والاستفادة القصوى من التطور التكنولوجي للوقوف بوجه كل من يحاول اختراق امننا الوطني أو يستهدف مؤسساتنا الرسمية أو يعبث بحقوقنا.

مع تمنياتنا القلبية للجميع بحياة أمنة وكريمة بعيداً عن كل اشكال العنف والارهاب والله المستعان .