18 ديسمبر، 2024 5:41 م

أمنيات لن تتحقق في العام الجديد

أمنيات لن تتحقق في العام الجديد

طالما كتبنا في السنوات الماضية عن امنيات في العام الجديد يدفعنا الأمل والتفاؤل بتحقيقها والنظر الى مستقبل افضل ، لكن كانت امنياتنا ابعد من التحقق ونهاية كل عام مخيبة لنا ، ومع وجود الشعور والرغبة بتحقيق الأماني ، فإننا سنثبت هذا العام بعض الامنيات التي لا يمكن تحقيقها في العراق خلال العام الجديد ، ومنها:

١. القضاء على الفساد: أمنية من ضمن اهم الامنيات بان نرى عراقا خاليا من الفساد ، لكنها صعبة التحقيق بسبب ان الفساد اصبح ثقافة بالمجتمع تحتاج الى برامج مطولة وتشريعات قانونية وسنوات للحد منه اولا تمهيدا للقضاء عليه بعد ان ضرب بجذوره كافة مفاصل الدولة والمجتمع.. ورغم ما تقدم فان الأمل ما زال قائما بالحد منه اذا ما توسعت الإجراءات التي اوقعت بعض الفاسدين في العام الماضي.
٢. حصر السلاح بيد الدولة: أمنية اخرى ضائعة في فوضى السلاح المنتشر في المجتمع وكمية الصراعات العشائرية والتحديات الأمنية التي يمثلها ، ولن تنتهي هذا العام مع الاسف رغم انها كانت شعار واولى فقرات برامج كل الحكومات السابقة.
٣. انهاء المحاصصة: آفة من ضمن اخطر الآفات التي نهشت نسيج المجتمع وكيان الدولة السياسي ، ورغم كل المطالبات بانهائها الا انها ما زالت قائمة من خلال تقاسم الرئاسات الثلاث بين كرد رئاسة الجمهورية وسنة رئاسة البرلمان وشيعة رئيس الوزراء ، فمتى نرى شخصا مستقلا نزيها رئيسا للجمهورية مثلا؛ أمنية لن تتحقق هذا العام.
٤. حكومة قوية تعيد للدولة هيبتها: أمنية اخرى ذهبت إدراج الرياح مع تقارب نتائج الانتخابات وعدم استطاعت فائز تشكيل الحكومة بمفرده مما سيعيدنا الى دائرة التوافق الذي أضاع مؤسسات الدولة واضعف هيبتها لانه يقدم مصلحة الفرد والحزب على المصلحة العامة ، ورغم الدعوات الجادة للحفاظ على الدولة قوية وتشكيل حكومة اغلبية سياسية بعيدا عن التوافق الا ان هذا الامر لن يتحقق هذا العام بل يحتاج الى سنوات حتى يصبح عرفا سياسيا بديلا عن التوافق الذي خرب البلاد طيلة سنوات مضت.

احلامنا وامنياتنا بعراق قوي موحد ليست كبيرة كل يعمل فيه من اجل مصلحة المجموع وينعم فيه المواطن بحياة حرة كريمة بأجواء من الأمن والاستقرار… لكن كل هذه الامنيات البسيطة ليست بأيدينا بل بيد الساسة.. فمتى يصحو الساسة من سباتهم العميق؟؟.