23 ديسمبر، 2024 8:22 ص

أمنيات في عيد الجيش

أمنيات في عيد الجيش

يعتبر الجيش وسيلة من الوسائل المهمة في هيكلة وبناء شخصية الفرد في كل العالم، ولكل بلد خصوصياته وقوانينه التي من خلالها يؤهل قوته العسكرية للدفاع عن ارضة وشعبة، وهو خليط متجانس من الطوائف والمكونات المجتمعية التي تتعايش في كل بلد.
مرت علينا هذه الايام الذكرى السنوية لتأسيس الجيش العراقي في عام ١٩٢١م، وخصصت الحكومة العراقية يوما ليكون عيدآ لهم تكريمآ لجهودهم وبطولاتهم، في السادس من شهر كانون الثاني من كل عام.
لكن ظروف الحروب التي مرت على العراق، خصوصآ الحرب الاخيرة مع اقوى دولة، أدت الى تدمير الترسانة العسكرية، وظهرت محلها قوى ضعيفة متناحرة مع بعضها، الهدف هو اضعاف العراق اقتصاديآ، وتشريد ابنائه، وزعزعة الامن. وبعد الانتصار الاخير على داعش وما زرعه هو واعوانه من فتنة بين طوائف الشعب الواحد، تناسا بأن للعراق رجال قادرة على حمايته ولم شمله.
تعلمنا في سنوات الثمانين عندما دخلنا لخدمة العلم، كيف يتم بناء شخصية الفرد من اول دخوله الى المدرسة العسكرية، ماهي الدروس التي يتلقاها؟ الدروس التي يتلقاها وكانت في الاخلاق، والضبط، وكيفية الخطاب مع الاعلى او الادنى مرتبة ، وغيرها من الامور الاخرى التي تساهم في خلق رجال قادرة على تحمل المسؤولية، في كل الجوانب العسكرية والمدنية، وجدنا روح التعايش الواحد، نحن العراقيون جمعنا هدف واحد هو حب العراق، فيه روح الانسجام بين العربي والكردي، السني والشيعي، التركماني والايزيدي، الجميع في خندق واحد متعايشين متحابين كأنهم خلية نحل تعمل وتدافع وتنتج سوية فلا خلاف ولاجدال.
الجيش صنع رجال يحملون الرجولة والقوة خاصتآ عند الشباب، الذي اصبح اليوم يعيش حالة من الفوضوية وتقليد الاخرين في تصرفاته، ونسي انه حفيد اولئك الأباء الذين سطروا اروع البطولات في ثورة العشرين، وحرب ١٩٧٣، وغيرها من البطولات.
ما أ نتصارنا على داعش وطرده من الارض والبلد الا واحد من بطولات جيشنا الباسل، علينا ان ننتصر مرة أخرى في توحيد الكلمة ولم الشمل، وأعادة روح التعايش والانسجام، نعيد نصرنا على داعش التفرقة والفتنة بين ابناء البلد الواحد والظهور بصورة جديدة تعيد الماضي البعيد، نعيد حالة التعايش والتزاوج بين كل مكونات الشعب الموحد والمنتصر .
ما نتمناه من البرمان العراقي ورئيس الوزراء بتخاذ قرار قوي في اعادة الخدمة الالزامية التي هي واحدة من اهم الاهداف التي تحقق الانتصار في بناء الشباب لانهم هم من يعيد ويبني، ولا تتقدم الشعوب الا بشبابها.
ما نتمناه من جميع الساسة ان يبعدوا الجيش عن صراعاتهم، ويكون حلقة مستقلة تعمل على توطيد العلاقات بين الشعب، كذلك نقول لجيشنا الباسل عليكم ان تتحسسوا وجود المواطن وتكونون عونآ له لا علية، لانه هو منكم واليكم.