18 ديسمبر، 2024 9:50 م

أمنياتنا الصغيرة. .من يحققها؟

أمنياتنا الصغيرة. .من يحققها؟

وظيفة، سكن، شارع معبد، خدمات هذا بالمختصر إجابة اغلب العراقيين ان لم يكن جميعهم عندما يسألون ماذا تريدون من الحكومة القادمة؟
بالرغم من كونها مطالب طبيعية وليست تعجيزية، لبلد فيه خيرات وموارد كما العراق، لكن بالرغم من اقترابنا من تشكيل الحكومة الرابعة، ومرور أكثر من خمسة عشر عاماً على تغيير النظام، الا ان أي من تلك المطالب لم تحقق لغاية الأن .

أذن يوجد أمر ما في العملية الجديدة غير صحيح، ولو نظرنا الى ما حصل بعد عام 2003 نستطيع ان نضعه داخل مثلث يتكون من الديمقراطية، الشعب والحكومة

هذا المثلث جميع دول العالم تعمل على تطويره، وجعله منسجم مع بعض، فالديمقراطية تتماشى مع صرامة القانون، والشعب ينسجم ويدعم حكوماته التي يختارها بتمعن وعناية، فيكون حريصا صادقا عندما يختار.
أي خلل في هذا المثلث يكون المنظر مشوه بالمجمل، وبما اننا بلد يعاني لغاية الأن، بالرغم من توفر جميع اركان المثلث، يجب ان يكون هناك خلل في ترتيب أضلاع ذلك المثلث، ومن واجبنا كأفراد شعب ان ننظر ونبحث عن الخلل لنعالجه

لذلك لنحاول تفكيك تلك الأضلاع ونحاول معرفة الخلل، ان كان في أحدها او في جميع الأضلاع.
الديمقراطية .. نعم موجودة بقوة في العراق، لكن هل هذه الديمقراطية تتلاءم مع الشعب وتنسجم مع متبنيات بناء الدولة؟

الواقع يقول لا فنحن نعيش ديمقراطية مفرطة، أدت في كثير من الأحيان الى استيراد اعراف وتقاليد غريبة جدا، ومع ذلك يجب على المجتمع والحكومة تقبلها وعدم الاعتراض عليها، وهذا بحد ذاته خلل كبير في المثلث يجب ان يعالج

الشعب .. نحن نختلف عن جميع شعوب العالم بأنا شعب عاطفي، وهذه تعتبر ميزة في العلاقات الإنسانية، أما في عملية بناء الدولة، تؤشر خلل كبير جدا
كون المتسلقين الى السلطة يستغلون هذه العاطفة، فيستدرون عواطف
الشعب، ويحصلون على ما يريدون، وما حدث في العراق منذ سقوط النظام لغاية يومنا هذا، السبب الأكبر فيه اللعب على عواطفنا

الحكومة .. ان تشكيل الحكومات منذ سقوط النظام لغاية الأن بشكل توافقات سياسية ومحاصصات طائفية، جعل جميع الأحزاب ضامنة لبقائها في السلطة، وبالتالي هي لا تخشى من معاقبة الشعب لها، فحتى ان لم تفز حصتها من الكعكة موجودة، ولا يستطيع المساس بها أحد.

الظاهر ان مشكلتنا في جميع اضلاع المثلث، لذلك نحتاج الى جهد كبير وعظيم ان أردنا اصلاح ذلك الخلل هذا الظاهر

اما الحقيقة فالأمر ببساطة نحتاج ان نقرر المشاركة بالانتخابات، لكن يجب ان نركن عواطفنا جانباً، وننظر بعين الحريص الحذق، ثم نختار الكتلة التي نجح وزرائها خلال الفترة الماضية، ونستبعد الكتل التي تسببت بقتل ابناؤنا، وهدر أموالنا

يعني ببساطة نمارس الديمقراطية بشكلها الصحيح من خلال المشاركة في اختيار مجلس النواب، نستبعد السيئين حتى وان كنا نحبهم وتربطنا بهم علاقات خاصة (نترك العاطفة)، ننتج حكومة ناجحة وحكيمة تعمل على تحقيق أحلامنا البسيطة.