هناك مجموعة معايير لا بد ان تنظر اليها المنظمات الدولية عند العمل على اصدار تقاريرها واحكامها في اية قضية تخص دولة ما.
كما ان على تلك المنظمات ان تدرك جيدا ان تقارير الظل التي غالبا ما تُعتمد عند اصدار القرارت لا تمثل المصداقية ، بل ان معظم تلك التقارير يصدر عن منظمات مؤسسة ومبرمجة ومؤدلجة لا صدار مثل هذه التقارير لتزوير الحقائق وإعطاء صور مغلوطة عن الأوضاع الداخلية وحقوق الانسان وانتهاك الحريات ، كون الغرض من تأسيس تلك المنظمات سياسيا ، وغالبا ما تكون واجهات لاحزاب وتنظيمات متطرفة. فلا يعقل ان تأخذ تلك المنظمات الدولية كل ما يردها على انها حقائق وتعتمده كمصدر لمعلوماتها فتصدر تقاريرها ومواقفها واداناتها استنادا الى تلك المعلومات. فضلا عن أن بعض منظمات المجتمع المدني معادية للأنظمة لاسباب انتخابية وتعمل على وفق نظرية الازاحة وهي غالبا ما تسوق تقارير سلبية قد تحتوي على بعض الحقائق ، لكن غالبها معلومات مفبركة تذوب بمجرد تحليلها وعرضها على الواقع..
ان تقارير المنظمات الدولية قد تتسبب في حالة من عدم الاستقرار الأمني والسياسي وتستغل من قبل فئات واشخاص ومنظمات لاثارة الاوضاع الداخلية ، وقد تسبب الفوضى أحيانا ، لذلك وبالعودة الى المعايير التي اشرنا اليها في مقدمة هذه المقالة فهي تتمثل: “بالاستقلالية” وعدم التسيس والتأكد من هوية الأشخاص العاملين لديها بانهم مستقلون غير محايدين لا ينتمون الى جهة حزبية او دينية او تنظيمات دولية سالبة الاتجاه.
كذلك على هذه المنظمات ان تكون “مهنية” وهي صفة مهمة جدا فما لم تكن تمتلك هذا المعيار فانها تكون عرضة للاختراق من قبل منتسبيها انفسهم .ولا يمكن ان تكون هذه المنظمات سليمة التوجه ما لم تعتمد “النزاهة” معيارا لعملها وعمل منتسبيها … فغياب النزاهة يعني كثير من التظليل والأساليب المخادعة وتشويه الحقائق .. معيار اخر من الضروري اعتماده من قبل المنظمات الدولية الا وهو “الدقة” وهي تعني المراجعة والمقارنة والتمحيص والمتابعة للوصول الى الحقيقة كون هذا المعيار يجنبها الوقوع في الأخطاء.
معيار سادس هو “المصداقية” فالمصداقية تؤمن اصدار تقارير تحتوي على معلومات لا شك في حقيقتها ودقتها وواقعها ، وهو ما ترتجيه كل الدول التي تتلقى تقارير تلك المنظمات باستهجان واستغراب ، وكأن بعض المنظمات الدولية تتلقى دعما او رشاوى او مبالغ مقابل اصدار تقاريرها .. ولذلك فهي محط شبهات وتساؤل دائم .. ماذا بين سطور تقاريرها..؟ لذلك تبقى تقارير منظمة العفو الدولية (أمنستي ) محط تساؤلات وشبهات ليس للعراق وحسب ، بل لعدد كبير من البلدان التي تصدر المنظمة تقارير بشأنها حول الأوضاع الإنسانية وحقوق الانسان .. ومعظم هذه التقارير مثيرة للجدل ، وعن كيفية اعدادها ومن الذين يقومون باعدادها ، وما هي المصادر التي تعتمدها المنظمة في اعداد تقاريرها .