9 أبريل، 2024 1:58 م
Search
Close this search box.

أمميا ، روسيا وحدها في مواجهة الأرهاب ..

Facebook
Twitter
LinkedIn

رغم جعجعة ما يسمى بالمجتمع الدولي ومؤتمراته وتحشيداته لأجل مواجهة جدية للأرهاب ، بعد أن أيقضته من نومه العميق أحداث باريس ، وكأن يوميات الدم والنار في العراق وسوريا ، مجرد فقاعات لا تعنيهم ، الا اننا لم نلمس جدّية وفعل على الأرض متناسبة مع الأقوال ، كما فعلت روسيا ، ورغم أن تركيا ، وضعت نفسها في دائرة الأتهام منذ البداية ، برفضها الأنضمام للمجتمع الدولي في محاربة الأرهاب ، الا أنها بقيت في الظل .
روسيا بتدخلها قلبت الطاولة على هذا المجتمع الدولي ، وأصابته بأحراج شديد أمام الرأي العام ، وأثبتت بالفعل كيف أن هذا المجتمع الدولي غير جاد أطلاقا في مواجهته ، الا أن قامت روسيا بضرب ارتال داعش الخاصة بصهاريج النفط ، ولكن هذه المرة أصابت تركيا بالاحراج ، فقد بينت روسيا ، ان الأهداف كانت مفتوحة وواضحة وسهلة ! ، فماذا تفعل الطائرات التركية في الأجواء السورية بوجود هكذا أهداف مفتوحة دون التقرب منها ، سوى انها لحمايتها ؟! ، ولكن روسيا قطعت الطريق ، بتدمير هذه الأرتال ، فأصابت تركيا (المستفيدة أقتصاديا) بالصميم ، هكذا ردّت تركيا ، بأسقاط الطائرة الروسية التي كانت فعلا دون مسوّغ .
توجد روايتان للحادث ، الرواية الروسية التي تقول أن الطائرة الضحية لم تخترق المجال الجوي التركي ، ورواية تركية تقول أن الطائرة الروسية قد اخترقت مسافة تزيد قليلا عن 7 كم من الأجواء التركية ،ولو أخذنا بالرواية التركية ، فان هذا يعني اختراقا لا يزيد عن 40 ثانية ، في الوقت الذي يقول الأترك أنهم وجّهوا تحذيرا لمدة 5 دقائق الى الطائرة ، ولماذا تطلب تركيا من الطائرة تبيين هويتها في منطقة تعج بحركات التحالف الدولي ؟ هل في فكرها أن الطائرة (داعشية) مثلا ، أم من مخلوق فضائي ! ؟ ، وتعددت التبريرات ، ففي البدء هم الذين أعلنوا أنها سوخوي روسية ، وبعد ذلك بينوا ، انهم لم يعلموا أنها روسية ! ، بل هناك بعض التبريرات من هنا وهناك ،من أنهم أعتقدوا أنها طائرة بدون طيار ، لعدم رد من الطائرة على تحذيراتهم !
في الواقع ، سعى المجتمع الدولي وتركيا الى مساندة (داعش) منذ البداية ، وأذا وضعنا جانبا العشرات من الأدلة على هيئة  تسجيلات فيديو الخاصة بالحشد الشعبي والتي سارع السيد وزير الخارجية الى نفيها (مشكورا)! دون بيّنة ، الا أن التحالف الدولي لجأ الى حيلة تنقذه من الأحراج عند اندلاع الفضيحة ! ، هي ما يسمى (المعارضة المعتدلة) ، والتي أعطت لهم تعاملا مطاطيا وفضفاضا مع المسألة ، كي يقولوا ساعتها ، انهم لا يعرفون كيف تسربت الى (داعش ) أو (النصرة) ! ، تركيا استخدمت نفس اسلوب خلط الأوراق هذا ، ولا أدري لماذا الأكتفاء بهذا الدعم لتلك المعارضة (المعتدلة)  ، مع وجود خطوط الأمداد الخاصة بداعش ، مفتوحة وواضحة وسائغة دون ضربها !.
على أي حال ، كان رد روسيا العسكري سريعا ، فقد قاموا (بمسح) المنطقة التي قُتل فيها الطيار بالأرض ، ونقلوا قصفهم الى أعتاب الحدود التركية ، فقد قصفت في الساعات الماضية معبرين حدوديين مع سوريا لأرتال كبيرة وهي تخرج من تركيا ، لامداد الجماعات المسلحة ، وتركتها قاعا صفصفا ! عندها ستخرج تركيا هذا المأزق ، من بوابة تمويل المعارضة المعتدلة ، الواسع جدا ! ، كما خرجت أمريكا منه عدة مرات في السابق ..
 
التحالف الدولي حر في أختيار الأجواء العراقية أو السورية ، نسمع نتائجه (الخجولة) من مصادر غير محايدة (هذا أن كانت ثمة ضربات) ، وتعود أدراجها لتمطرنا بالفواتير ! ، الطيران الروسي يضرب في سوريا ، لكن دوّيه يصل الى بغداد ، التي لا تجرؤ على طلب تدخله ، بسبب غياب الأرادة والسيادة !.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب