21 مايو، 2024 5:55 م
Search
Close this search box.

أمل هيئة علماء المسلمين وثباتها    

Facebook
Twitter
LinkedIn

عقدت هيئة علماء المسلمين مؤتمرها الثاني في عمان تحت شعار(ثبات وامل)، طرحت فيه رؤيتها وموقفها المبدئي والثابت منذ بدء الاحتلال ، وهو رفض العملية السياسية من اساسها ، لانها نتاج احتلال وحشي دمر العراق ،هذا الموقف ظلت متمسكة فيه رغم التحولات الكبرى التي تلت  الاحتلال في المنطقة ورحيل المحتل الامريكي ، ودخول العراق في اتون الحرب الاهلية الطائفية وانهيار كامل في العملية السياسية ، وسقوط المحافظات بيد تنظيم الدولة (داعش)، بسبب السياسة الطائفية الموغلة في الانتقام والثأر والحقد التاريخي الذي مارسته حكومة ابراهيم الجعفري ونوري المالكي ومن بعدهما حيدر العبادي ، والتي على اساسها بنيت (بخبث امريكي مقصود) حكومات الاحتلال بنظام المحاصصة الطائفية ، ويأتي مؤتمر الهيئة الثاني ، بعد مؤتمرها الاول (العراق الجامع )، الذي سرد رؤيته وبرنامجه السياسي لانقاذ العراق من تراكمات الاحتلال وعملائه وافرازاته الطائفية، في مشروع وطني عراقي جامع ، لكل الطوائف والقوميات والاديان والاقليات ، التي لم تلوث ايديها بدخولها في عملية سياسية فرضها المحتل ، جلبت للعراق الخراب والدمار والقتل والتهجير ومشروع التقسيم والتفتيت ، ليأتي المؤتمر الثاني لها ، مؤكدا على شرط اساسي في المشاركة في مشروعه النهضوي الوطني العراقي ، ومشددا على مشاركة كل العراقييين مهما كانت توجهاتهم وطوائفهم شريطة ان لم يكونوا قد دخلوا في العملية السياسية الاحتلالية الطائفية التي انبثقت من ضلع الاحتلال ومازالت تمثل قراره وأجندته وسياسته ،لذلك ومن حقنا كعراقيين نؤمن بالحوار الوطني وطرح افكار تعزز وتسند وتدعم (اي مشروع وطني ) ينقذ العراق من محنته ، ان نناقش ونقترح مؤتمر الهيئة بوصفها هيئة تمثل مكون كبير ومهم ورئيسي في العراق ، وتمثل الصوت العراقي الوطني الوحيد ، الذي ظل ممسكا بجمرة المقاومة ، ومعه فصائل المقاومة  الوطنية والاحزاب الوطنية الاخرى، التي تحمل اسم المقاومة العراقية ، الرافضة للعملية السياسية ومشروعها التدميري للعراق، فالمشروع الجامع للهيأة التي ركزت عليه في مؤتمرها الثاني ، هو خط الشروع الوطني، فيه فتحت الابواب على مصاريعها لكل الطوائف والأحزاب والحركات والشخصيات  التي لم تدخل في عملية الاحتلال السياسية الفاشلة ، ويمكن الحوار مع هذه المؤسسات ومناقشتها واحترام ارائها للوصول الى جهد وطني عراقي ، ودون تدخل اقليمي او دولي يخلط الاوراق ،ويعرقل المشروع الوطني ويخرجه هجينا غير اصيل ، لان الهيئة بإصرارها على رفض اي من عمل مع حكومات الاحتلال مهما كانت صفته وعنوانه ، انما تؤسس لمشروع وطني واسع الاطياف يبنى على اسس وطنية صلبة ، لا يعرف الفشل المستقبلي ، وان اختلفت التوجهات والرؤى ،يبقى مستقبل العراق وإخراجه من محنته ،هو الهم الاول والأخير لكل من يدخل في مشروع الهيئة وعراقها الجامع ، وهنا علينا ان نكون واضحين ، في طرح مؤتمر الهيئة الثاني ان لا حوار مع اي من حكومة الاحتلال ، ولا سماح لاي من اعضائها ومن عمل معها وتركها لاي سبب كان ،الدخول في مشروع العراق الجامع ، لأنه ببساطة كان سببا في ديمومة ومشروعية حكومات الاحتلال ، وشرعنة ديمومتها لحد الان ، بل كان سببا رئيسيا في خراب العراق وتدميره وتهجير وقتل شعبه ، وما حل بالعراق ، من هنا جاء شرط المؤتمر ومعقوليته ومشروعيته الوطنية ، ومع هذا ومن اجل عيون العراق ومستقبله ، ان يصار الى الانفتاح على من يناهض العملية السياسية ويرفضها الان بعد ان كشف زيفها ومشروعها التدميري الطائفي للعراق ومستقبله ، والتي تقف وراؤه ايران بكل ثقلها الديني والعسكري ، من ان وهذا المهم (تحيد وتكسب ) هذه الشريحة من الاحزاب والشخصيات والحركات من ان تثبت ولاءها للعراق وتعمل خارج مشروع الهيئة كصوت مناهض للعملية السسياسية ، حتى يتاكد للهيئة والمؤتمر نواياها وفعلها على الارض ، واحتضان اي عمل وطني لها تصحح فيه وتكفر من ذنوبها حين دخولها خطأ في مؤسساتها والعمل معها تخوفا او مصلحة او قناعة ، فالرجوع عن الخطأ فضيلة ، الا (وهنا الاهم ) من كان وراء عمليات التهجير والقتل والتاجيج الطائفي ومشارك هو وحركته وحزبه فيه ، وهناك امثلة كثيرة على ما نقصده وهو معروف للجميع دون الحاجة الى ذكر الاسماء ، لكن في اعتقادي ضمها الى المشروع فيه فائدة ربما ليست انية ولكنها بالتأكيد يحتاجها المشروع في لحظة ومرحلة مقبلة ، فالصفح من شيم الكبار ، ولا يمكن ان نضع الجميع في سلة الخيانة وعدم الولاء للعراق ممن عمل في العملية السياسية مكرها ومخيرا في بدء احتلال العراق، وانكشاف برنامج الاحتلال له فيما بعد وانسحب وانضم الى فصائل المقاومة ، نحن هنا لا نبرر من دخل للعملية السياسية ابدا ، ولكننا نؤكد على حقيقة واضحة ، ان من غير المنطقي والأخلاقي ان نضع جميع من دخل العملية السياسية منذ بدء الاحتلال الى الان في خانة واحدة وهي (الخيانة العظمى)، فمن الاجحاف ان نضع مثلا عدنان الدليمي مع نوري المالكي وهادي العامري وابو مهندي المهندس وموفق الربيعي وهمام حمودي وعزيز الحكيم واحمد الجلبي وغيرهم ، ولكن علينا كحاملي مشروع وطني جامع ان نميز هؤلاء ونضعهم في خانة هؤلاء رغم ان بعضا منهم مجرد الدخول مع هؤلاء والجلوس معهم هو خيانة عظمى ، ولكن ما اقصده تماما ،كي لا يفهم مني انني ابرر لمن دخل في العملية السياسية مع القتلة والطائفيين وأشباه الرجال ، بل اؤؤكد هنا ان من دخل معهم لهو اشد كفرا منهم، وأعمق خيانة لأنه (شرعن لهم ) العملية السياسية ، ولكننا نريد ان نفرز ونحيد من اخطأ مكرها وطائعا ، ونجعله داعما لمشروعنا الوطني الجامع لا كارها له ويعمل على افشاله ويقف مع صف أعدائه ان شعار المؤتمر الثاني ، الثبات والامل ، يعزز القناعة لدى العراقيين ان الامل ما زال قائما في ابنائه، لم تستطع الالة الاعلامية والعسكرية من قتله رغم وحشيتها وقسوتها وإجرامها ، وان ابناء العراق بكل طوائفهم ما زالوا ثابتين على موقفهم الوطني ، ومستمرون فيه رغم الصعوبات والعقبات التي تواجههم ، ورغم ظلم ذوي القربى وجحودهم من عراقيين وعرب مسؤولين  واحزاب وحكام ن فالمشروع الوطني قائم وذاهب الى النهاية رغم كل التضحيات ، وان الايام القادمة التي تلت المؤتمر ستكون حاسمة لأنها تحمل مفاجآت استثنائية تعزز انجاح مشروعها العراق الجامع ، وهنا اكد المؤتمر ان لا فيتو على اي طائفة او حزب او حركة او قومية او دين او شخصية من دخول المشروع وإنجاحه  بشرط ان لا يحمل افكارا طائفية او عمل مع حكومات طائفية انتجها المحتل لهذا ألغرض اي لتدمير العراق وتحطيم بنيته الاجتماعية ، نحن نرى في المؤتمر وما سيعلنه لاحقا من قرارات ، فرصة اكيدة لإنقاذ العراق من محنته، وأوضاعه المزرية وانهياره الاكيد على يد شرذمة طائفية تقود البلاد الى مزيد من الخراب والدمار وان مشروع الهيئة ومشاريع وطنية اخرى مساندة له ومقاربة لرؤاه وبرنامجه هي الكفيلة بإخراجه من دائرة العنف الطائفي المقيت ،الذي ادخله الاحتلال الامريكي والإيراني فيه ، خدمة لمشاريعهما ومصالحهما وإستراتيجيتهما في المنطقة ، ارى في مؤتمر الهيئة الثاني وما سيتمخض عنه ،فرصة لجميع القوى الوطنية ان تتوحد وتنسى الماضى ، وتعمل من اجل العراق وإنقاذه ، هدفا اوحدا لها ، ان مؤتمر الثبات والامل فرصة لتصحيح ألمسار وتجاوز الاخطاء والصفح عن الخطايا ، ويبقى الامل معقودا بناصية شرفاء العراق وأهله وطوائفه وقومياته ورجاله الخيرين ..نعم الى عراق الثبات والامل ،لا عراق الطائفية والتشرذم  والاحتراب ….

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب