23 ديسمبر، 2024 8:57 م

أمطار واتهامات وانفجاريات

أمطار واتهامات وانفجاريات

أمطار غزيرة وهجمات مسلحة واتهامات خطيرة سحبت الأضواء وكانت العنوان البارز وحديث الناس, فقد تعرضت العاصمة بغداد وعدد من المحافظات، الى موجة أمطار شديدة أسفرت عن إلحاق أضرار مادية وبشرية كبيرة بين المواطنين من جراء هدم المنازل وسقوط ضحايا بالصعق الكهربائي، الامر الذي ادى الى تعطيل الدوام الرسمي في بغداد و معظم محافظات البلاد باستثناء الخدمية منها , الامر الذي ادى الى تصاعد وتيرة تقديم الخدمات والتصريحات وتبادل الاتهامات وتقاذف الكرات، إذ عد المواطنين غرق معظم شوارع ومناطق العاصمة والمحافظات نتيجة سوء إدارة المشاريع والفساد، محملة الجهة المسئولة عن هذا الملف بالتقصير المباشر تجاه هذا الأمر، في حين ترى الجهة التي في ملعبها الكرة إن كمية الأمطار التي سقطت تفوق طاقة وقدرة البنى التحتية لتصريف المياه وحملة المواطن جزءاً من المسؤولية نتيجة التجاوزات الكثيرة على الشبكة,وتيرة تبادل الاتهامات بين المسئولين تصاعدت مع تصاعد الامطار الى اعلى المستويات اذا حذرت جهات رفيعية المستوى بعض الجهات السياسية من ركوب موجة الامطار و اتخاذ معاناة المواطنين جسراً لنيل مكاسب انتخابية، من خلال سعيهم الى تعطيل وعرقلت العمل الخدمي كما وتطرق بعض المسؤولين الى الفساد المالي وسوء انجازات شبكات التصريف التي استلمت مبالغها مقابل تقديم مشاريع خدمية كشفت الامطار زيف ادعاء تلك الشركات وأسقطت الاقنعة عن الوجوة التي سهلت منح تلك الشركات فرصة العمل والتعاقد,المواطن الذي يعاني من الامطار لم يكن بمأمن من الهجمات المسلحة التي طالت بعض المناطق واستهدفت الناس الابرياء مستغلة الظروف الجوية وانشغال الموئسات الأمنية بمساعدة المواطنين, هذا المشهد الذي امتزجت فيه قوى الخير والشر لتستهدف المواطن  الذي يعاني أصلاً من تردي الاوضاع المحيطه به جعلنا امام لوحة طغت عليها صبغة الأسود والأحمر المطعم بالرمادي الداكن لوحة لا يحتضنها أطار سريالية لا جدار يرغب بان يحملها وكأن يد الفنان الذي رسمها كانت ترتعش وريشته معطلة ويعاني من انكسار واحباط في مكان لا يعرف قيمة الفن وفنان مسحت من مخيلته كل معاني الجمال والتامل  الى غدا مشرق وسماء صافية وطبيعة نتيجة الاوجاع التي يشعر بها,كيف لفنان مرهف نرجسي الانطباع الرسم في غابة ينهش القوى فيها الضعيف كلما حاول ان يكذب نفسه او يغمض عينه على ان هولاء بشر وليس وحوش مفترسة تتجلى حقيقة أفعالهم في ذاكرته ليوقن بأنهم وحوش كاسره بوجوه بشر, و الا كيف ان يكون انسان يمتلك ذرة من الإنسانية ويسرق من مال الفقراء والايتام والارامل وتكون نيجة هذا العمل الفاسد ان تغرق مدن ويستشهد أبرياء بالسعق الكهربائي وتتلف ممتلكاتهم كيف يكون انسان ويقتل اخيه البرئ المتخم بالاوجاع والجراحات والمتعب من هموم الحياة بدم بارد كونه هدف مكشوف ليرضي أسياده القذرين ممن لفضتهم الشعوب لترميهم بمزبلة التاريخ عاجلاً ام اجلاً