البارحة كان يوماً غريباً في نهاية أسبوع يتسم بالملل والغريب في هذا ذلك اليوم أني سمعت خبر أعفاء مسؤول قسمنا وبناءً على أمر وزاري والذي يعرف عنه بكونه محبوب من قبل المدير العام ويمتلك شبكة علاقات واسعة بعضها يصل للبرلمان العراقي وقد كانت لي معه قصة فقد أقدم على أعفائي من مسؤولة الوحدة المناط بي بطريقة تتسم بالمكر والدهاء وأنعدم المهنية والأخلاق حيث أجبرني على الأعفاء بالتدخل في تسير العمل أدت إلى أرباك العمل كما كان يستغل أي أنفعال يحدث بيني وبين فريق العمل الخاص بي ويتباكى على مشاعرهم مما حدا إلى تقديم الأعفاء وهذا يدل على عدم التحلي بأبسط أخلاق الأسلام و أقول أخلاق المهنة أو ما يحصل عليه الأنسان من سمو خلقي بعد أجتياز المراحل الدراسية وخصوصاً الجامعية.
وفي غمرت حالة الذهول التي كنت أعيشها رأيت بعض زملائي المهندسين ونحن نمثل مرؤسيه و هم حالة نشوى وفرح وكأن أعفاء مدير القسم ليس تغير أداري بل خسارة مكسب وأن كان الأعفاء يدل على عدم تمكنه من أداء مهامه بصورة جيدة عند تلك الحالة تذكرت كيف كشفت لأحد أصدقائي عن مخالفات لمدير القسم التي كنت أعرفها من خلال عملي وقد أشار إلي بالأبلاغ عنه لدى أحدى الجهات الرقابية (مكتب المفتش العام وديوان الرقابة المالية) وقد رفضت ذلك وقد سألي بدوره عن سبب الرفض بإستغراب فقلت له : أني لو فعلت ذلك فأني أفعله في قرارت نفسي أنتقاماً وليس بدافع المصلحة العامة ولأني أومن بعدالة الله المبنية أصلآ على وحدانيته كوني مسلماً ولا أقول مؤمناً كون الأيمان منزلة لا يعرفها الأ الله ولكني رويت إليه قصة تحكي عن عدل الله تعالى ورفقه بعباده وحكمته في غضبه رغم الضبابية المؤلمة التي تخيم أحياناً على هذا العدل المطلق أو هذه الحكمة البالغة خلاصة˛ أن النبي موسى (ع) سأل ربه أن يريه سر عدله˛ فأوحى له الباري – جل وعلا – أن يأتي إلى غدير ماء˛ ويجلس على غصن شجرة قريبة من الغدير متخفياً عن الأنظار ففعل موسى (ع) ذلك بأنتظار الكشف الإلهي العظيم.
وبعد دقائق جاء فارس فأستحم في الغدير˛ وفيما هو يركب ظهر فرسه سقط منه ̋هميان̏ فيه مال˛ وبعد لحظات أتى شاب وسيم فأستحم هو الأخر وفيما هو يخرج شاهد كيس المال فأخذه وذهب إلى سبيله …. وبعد ذلك بلحظات جاء شيخ عجوز ليرتوي من الغدير˛ وفيما هو عنده˛ عاد ذلك الفارس مهماً مسرعاً مرتبكاً بعد أن فقد ̋هميانه̏. وبعد جدل حاد بينه وبين الشيخ˛ أستل الفارس سيفه وقتل الشيخ وتركه جثة هامدة فيما ذهب هو إلى حال سبيله بلا حسيب أو رقيب…
وأستغرب موسى (ع) من تعاقب هذه الأحداث وتعجب كيف يسلم السارق˛ ويقتل البريء˛ ويذهب المجرم بلا حساب !!
فجاء جواب العدل الإلهي أن تلك الأموال كانت لوالد ذلك الشاب˛ وكان قد أغتصبها منه هذا الفارس ظلماً وعدواناً˛ وأن الشيخ العجوز كان قد قتل والد الفارس غيلة وأخذ ماله ظلماً وعدواناً أيضاً˛ وأن هذا نصف الجزاء وسيأتي النصف الأخر في يوم الحساب.
فتعجب صديقي من ردي وبعد سماع خبرأعفاء مديرنا ألتقيته صدفة وذكرته بحيثنا وقال كنت على حق.
أن ما أريد أن أوضحه في مقالي هذا أن المنصب أياً كان ليس سوى أمانة يجب أدئها بمسؤولية ويجب أن نضع العدل الإلهي نصب عيننا عن التعامل مع الأخرين وأن نفرح عند أي سوء يصيب الأخرين.