23 ديسمبر، 2024 11:04 ص

أمر دبِّر بليل..!

أمر دبِّر بليل..!

ماحصل قبل أيام سجله العراقيون بصفحات سوداء.. بسواد رايات داعش، وهو ليس افتراءً منهم او جهلا بتقييمهم لما يدور حولهم من أحداث، لاسيما حين تكون جوهرية وتمس صلب حياتهم، ومستقبل بلدهم.

نعم..! ماحصل تحت قبة مجلس البرلمان لم يكن مستساغا من قبل الذين يمثلهم هذا المجلس، فالجميع ممتعض مما أفضى اليه التكليف بتشكيل المؤسسات التنفيذية الممثلة بالوزارات، والتي من المفترض ان يعول عليها في بناء البلد. فإن ماجرى قبل أيام لم يكن بمستوى الحد الأدنى لمفاهيم كثيرة، أولها الوطنية ثانيها المهنية ثالثها الأخلاقية، ولن أتكلم عن رابعها وهي مخافة الله، فهي على مابدا لم تكن بحسبان القائمين على التصويت والمؤيدين له والموافقين عليه والمقرّين بصلاحيته والمصفقين له. فباستطلاع سريع لأي منظّر لآراء الشارع العراقي، وكذلك بقراءة مقالات الكتاب والمثقفين المشهود لهم بحبهم للعراق وولائهم له، نرى الجميع قد أعلن استهجانه للآلية التي تم خلالها انتقاء الشخوص للمراكز القيادية في الوزارات، حيث كان متوقعا من الجميع ان القادم سيكون أفضل بكثير مما مضى، ولم يكن توقعهم هذا إلا من خلال البرامج التي كانت قد طرحت من قبل رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، فالرجل رسم من خلال تصريحاته خلال الشهر السابق للتصويت طريقا معبدا، تزهو على جانبيه الورود، وزف البشائر التي تنتظر المواطن في نهاية هذا الطريق، وقص شريط افتتاحه امام الشعب وباسم الشعب، في برامجه التي سينفذها أعضاء مجلسه التنفيذي الـ super) men)، ولكن الصدمة كانت قوية وغير متوقعة بتاتا، يوم إعلان أسمائهم، وكأنه -وهو كذلك فعلا- أمر دبّر بليل..

لقد كان العراقيون ينتظرون وزراء يأخذون بأيديهم الى النجاح والفلاح، بسلوك الطريق السليم في أداء أعمال وزاراتهم ومؤسساتهم، وهم -العراقيون- يدركون جيدا من سيكون لهم عونا في هذا ومن سيكون (فرعون).. كما أنهم لم ينسوا الأسماء التي تسببت بتدني أداء الوزارات خلال العقد الماضي من السنين، وكما قال جون كنيدي: “سامح أعداءك لكن لا تنسَ أسماءهم”. ولاأظن أحدا ينكر الإهمال الذي طال مؤسسات المجلس التنفيذي بشكل متعمد، ومارافقها من سبات طويل ونوم عميق غط فيه أعضاء ورئيس المجلس التشريعي، الذي كان حريا به البقاء بعينين يقظتين، لاسيما وهو أعلى سلطة تمثل الرقيب الأول على أداء الوزراء في أعمال وزاراتهم.

ان المسرحية التي مُثلت قبل ثلاثة أيام تحت قبة “مسرح” البرلمان العراقي، أجاد أبطالها أيما إجادة.. وكان السيناريو محبوكا بشكل يمنع أي اعتراض على نصوصه المدونة مسبقا خلف الكواليس وفي خنادق معتمة، إذ من المؤكد أن صفقات كانت قد عقدت تحت جنح ليل مدلهم، لايستبين دهاليزه إلا خفافيش الظلام، استغفلوا فيه الشعب بعد أن ظن انهم حراسه وحماته، وسلمهم “الجمل بما حمل” في أضحوكة كانوا قد ضحكوا عليه بها وكان اسمها (الانتخابات).

المواطن ياساسة ويامسؤولون وياوزراء ويامن كلفت بانتقائهم، ينتظر وزارء يعلنون بملء أشداقهم؛

“حي على الفلاح”.. للمحافظة على البلد.

“حي على الجهاد”.. لتحرير البلد.

“حي على خير العمل”.. لبناء البلد.

حي على العراق.. للنهوض به واللحاق بباقي الأمم.

ولاينتظر وزيرا ليس له هم غير ملء جيوبه.. وتسيير متطلبات حزبه.. وإرضاء كتلته تحت شعار الأٌقربون أولى بالمعروف. وإلا فليعلق رئيسا المجلس التنفيذي والتشريعي خلف كرسيهما شعار “داعش” مادام أعضاؤهما ورئيساهما يحققون ذات النتائج التي تحققها “الدولة الإسلامية”.

*[email protected]