هناك طرق عديدة ومتنوعة للتعبير عن الخوف تختلف بإختلاف الأشخاص وطبيعتهم وحجم المصالح التي يخافون عليها لتعكس الصور الحقيقية سلبية كانت أم ايجابية في التعبير عن حالة الخوف لكن حين تخرج هذه الطرق عن مسارها الحقيقي وحجمها الطبيعي تتحول إلى كارثة تشبه كارثة الخميس التي أسقطت كل أساطير البطولات الورقية في الإعتماد على النفس والمزاعم الوهمية في القوة والقدرة على مواجهة مصير مابعد رحيل أخر جندي أمريكي ( مع الاحتفاظ بقليل من الخميرة للتدريب ومأرب أخرى لا يعلمها إلا الله وأصحاب يوم الوفاء ) تلك الفرحة العظيمة التي اخطأ الساسة في التعبير عنها نتيجة عوامل كثيرة أبرزها الخوف من مخالب الأطراف الأخرى التي قد تطال حصاد 8 سنوات من السلب والنهب واكل السحت الحرام فذهب كل طرف باتجاه معاكس للطرف الأخر وبعيد عن هموم وأوجاع هذا البلد يحمي نفسه و غنائمه من يوم أسود يشبه تاريخه مستعينا بكل الطرق الشرعية وغير الشرعية المتاحة أمامه حتى لو كان هذا الطريق طريق الشيطان الأبيض (الجندي الأمريكي ) وفق مبدأ أمريكي ابيض ينفع في اليوم الأسود ! لقد أجهضوا بصراعاتهم الدامية أمنيات سنوات تيتمت أفراحها ووأدت أعيادها وهي تنتظر يوم رحيل الإحتلال لتشد رحالها نحو البناء والاعمارمستنجدة بالخيرين من أبناء هذا الوطن لكن يبدو أن الإحتلال حين رحل خلف وراءه أنواع كثيرة ومتنوعة من أنواع الإحتلال نجد من الصعوبة اليوم التحرر منها ولعل مايحدث في حلبة الصراع السياسي ماهو إلا واحدا من تلك العوامل المعوقة التي أغلقت كل المنافذ للخروج والتحرر من إحتلال فئة ضالة إحتلت بجهلها العقول النيرة وأسرت كل أفكارها نحو التقدم والتطور. اليوم انقلعت شوكة الإحتلال لكن بعض من جذورها السرطانية ظلت متشبثة في هذه الأرض مستظلة بجذور خبيثة نبتت خلسة من الزمان وبيقظة من لحظة حظ منحت كراسي لمن لم تجرأ أمانيهم يوما حتى مجرد الحلم بيها ! لم تكن فرحة الجلاء نقية وصافية بالقياس إلى حجم الدمار الذي صاحب زلزال الإحتلال وذلك لان شوائب الخوف من المجهول وما سيتمخض عنه من اهتزازات ارتدادية قد تصبغ أيامنا بسواد يدفعنا ظلامه إلى الاستعانة بالشيطان الأبيض لأنه هو صاحب الامتياز الأوفر حظا في حل الأزمات خاصة عندما تكون من صنيعته هو ! لقد دفن غبار الإحتلال بريق أيامنا الآمنة والأمينة ؛ السهلة والبسيطة في مقابر الطائفية فهل ستنجو الأيام الباقية القادمة من ذاك الغبار أو ذاك العار…؟ ومن سيفيق من غيبوبة السلطة العمياء ويمد لها يد العون ؟ ومن سيهجر حلبة الصراع الوحشي ؟ ومن سيمزق مذكرات الإعتقال الصادرة بحقنا في العيش الكريم ؟ ومن ؟ ومن؟ ومن؟ ومن؟ اسئلة لن تجيب عليها سوى دفاتر الايام القادمة من عام 2012 لأنها في أعناق كل من سيكتب سطورها ويساهم في رسم ملامحها . لاتذهبوا بعيدا في تشاؤمكم إنتظروا … إنا معكم منتظرون لنا موعد مع الصبح اليس الصبح بقريب ؟
اسمع طرقات على باب اعوامي دعوني اغادركم لأفتح الباب للضيف القادم عله يحمل في عربته هدية لنا تحقق حلمنا بذاك الصبح الموعود . كل عام وسماء العراق وأرضه وما بينهما بخير انفجاري يشبه ميزانيته الانفجارية .
الآهي في عامنا الجديد إرحمنا من سياسينا كلهم دون إستثناء رحمة بعبادك العراقيين !