لا نريد ان نجتر الاحداث والمعلومات والتصريحات حول من صنع داعش وأوجدها في المنطقة ، وما هي غايته ، لان هذا الكلام اصبح يعرفه حتى الاطفال وأصبح السؤال عنها ،كمن يسأل هل البيضة من ألدجاجة ام الدجاجة من البيضة وهو سؤال سخيف طبعا ،ولكن ما يهمنا اننا الى اين نسير كشعوب ، ونحن ندفع يوميا ألاف الشهداء ،ومئات الالاف من النازحين مع تدمير منظم للبنية التحتية ،بسبب هذه الاكذوبة التي اسمها (داعش)، وهي تنظيم اسلامي متطرف يعمل بأجندة خاصة به، يريد من ورائها(أسلمة ) العالم كله وفتحه فتحا اسلاميا متطرفا ،يهدم فيه كل الاديان والمذاهب والقوميات ،قبل ان يهدم ويفجر اصنامها بشرا وحجرا على مقاسه هو ، هنا ما يهمنا ان نكشف حقائق غير تاريخية ،حقائق يفندها الاجرام بأنواعه على الارض ،قام بها داعش والميليشيات وغيرها بشكل منظم ومقصود ،بدعم وتخطيط واضح هو هدم العراق كله وتفكيكه وتفتيته ، بإشراف امريكا وإسرائيل وإيران ،المثلث الشؤم والعدو التاريخي للعراق قبل العرب ، فقبل الغزو الأمريكي كانت هذه الدول تحتاج الى جيوش لتدمير العراق والعرب ،وفعلت ايران في حربها لثماني سنوات وفشلت ،ونزلت الى ساحة المعركة امريكا بجلالة قدرها، واحتلت العراق وأزاحت أعتى واقوى جيش في المنطقة ،وأسقطت اخطر نظام في المنطقة يهدد مصالحها ،ولكن ايضا فشلت ولم تستطع تفكيك وتفتيت شعب العراق على اسس طائفية وعرقية ومذهبية ،عندها كان البديل الاخر هو صناعة دينية متطرفة تنهي ما عجزت امريكا وإيران والصهيونية من تحقيقه، فكان تنظيم الدولة الاسلامية داعش بديلا عنها ،وكانت ميليشيات ايران مكملا لها على الطرف الاخر،اليس هو هذا المشهد التدميري العراقي الان ،تحت يافطة تحرير العراق من داعش، بقيادة ميليشيات ايران (الحشد الشعبي الكفائي)،وجعلهما يتقاتلان على ارض العراق لأسباب طائفية ،ولأهداف وأجندات مشتركة مع ايران وإسرائيل ،وهي الاجهاز على العراق ارضا وشعبا وحضارة وتاريخا،اذن معارك امريكا مع داعش ليس لسواد عيون العراقيين نازحين ومهاجرين ومهجرين ، وإنما لمصالح امريكية –صهيونية –ايرانية بعيدة المدى ، وتنفيذ مشاريع التقسيم والتفتيت ، وهذا ما يحدث الان في سوريا واليمن ولبنان وليبيا ، ولنعد الى معارك امريكا في العراق ضد داعش، فنرى انها تخطط منذ عام لإخراجه من الموصل ،فأعدت جيشا من ابناء ألعراق وأشرفت على تدريبهم وتسليحهم لخوض معركة الموصل التي هي على الابواب ، ولكن دعونا نعيد مآسي معارك صلاح الدين وآمرلي وجرف الصخر وسليمان بيك ومعارك ديالى وغيرها قبل عام ،ممن خاضتها الميليشيات الايرانية والجيش والشرطة ،ضد داعش ، وباشتراك طيران امريكي حاسم للمعارك ،نرى ان التدمير الكامل لبنية المدن ،هو العنصر الاهم لدى الطرفين داعش والميليشيات ،وهذا هو هدف امريكي وتخطيط صهيوني وتنفيذ ايراني ، فالمناطق التي حررتها امريكا والميليشيات والجيش والحشد الشعبي قبل عام ، لم يعد لها اهلها لحد الان ولن يعودوا ابدا ، لسببين اساسيين وهدفين طائفيين ،هما ان المدن هذه دمرت بالكامل ولا تصليح حتى للبناء والعيش ، والسبب الاخر هو للتغير الديموغرافي للمدن لصالح ايران ،اذن معارك امريكا مع داعش يحقق هدفين بآن واحد
هما التدمير الكامل والتغيير الديمغرافي ،وهي اهداف مشتركة كما ترون لأعداء العراق ، نأتي اليوم الى معركة امريكا مع داعش في بيجي والموصل والانبار والحويجة وغيرها ،فهنا معاركها تحقق لها اضافة الى ما سبق ،اهدافا سياسية ،لاسيما بعد دخول روسيا على خط الحرب على داعش في سوريا ،وأصبحا في تسابق واضح لتسريع عملية التدمير الممنهج في كلا ألبلدين تحت يافطة محاربة الارهاب ،وهو في حقيقته تدمير المنطقة وإعادة اعمارها ، لابتزاز حكوماتها وقتل شعوبها وتفتيت وتقسيم ارضها والهيمنة عليها لقرون طويلة ،فسواء قامت حرب عالمية ثالثة بين روسيا وأمريكا ،او لم تقم فان الخاسر الاكبر هم ألعرب وان الرابح الاكبر هي الدول العظمى ،وتحديدا امريكا وروسيا ،ولكن ما يعنينا هنا هو كيف تدير امريكا الحرب على داعش في العراق،بعد ان خسرت وهزمت في سوريا بسبب تدخل روسيا في حربها على داعش وأخواتها ،وسحب البساط من تحتها هناك،وتم هذا بتنسيق عسكري جوي اعلن عنه أمس بمعنى ان لا تصادم امريكي-روسي جوي هناك، لكن على الارض لم يحصل تفاهم ، وهذا ما تقرره المعارضة السورية بكل فصائلها، فهي من يقرر حجم التدخل الامريكي وحاجتها له ، وهزيمة روسيا على ارض سوريا ، وما نراه على ارض العراق مختلف جدا فأمريكا هي من يدير المعارك كلها هنا،ومن يدير حكومة ألعبادي ومن يسلح كل اطراف الصراع ،وبعلم كل الاطراف ،ولكن هنا الرابح ايران وليست امريكا ،لسبب بسيط ،لان ايران هي من يتحكم بالأرض عن طريق هيمنة ميليشياتها التي تسلحها وتدربها وتمولها بحجة محاربة داعش ، كما تدعي امريكا نفسها ، فمعركة الفلوجة حضرت لها حكومة العبادي قبل اقل من عام ،حشد وجيش وتسليح حديث وبراميل متفجرة وصواريخ محرمة دوليا ومدفعية ثقيلة ،وأحالت المدينة الى تراب،مع تهديدات لقاسم سليماني وهادي العامري وحيدر العبادي ووعود بشرب الشاي في شوارع الفلوجة والصلاة بجوامعها،إلا ان هذا لم يحدث ولن يحدث ، لان امريكا لا تقبل بهكذا (نصر) يحسب لإيران وليس لها،فأوقفت المعارك هناك وهكذا صدرت اوامر امريكية بسحب الحشد من الانبار والفلوجة ،وحصلت خلافات بينهما، وذهب وفد الحشد الشعبي لروسيا وتحالف معها واعلن عن التحالف الرباعي نكاية بأمريكا حليفة العبادي،والآن معارك بيجي انتهت بإشراف امريكي حسم المعركة مع داعش في اهم واخطر مواقع داعش واقصد به (جبال مكحول –البيجي-الفتحة-)،ولكن تم تنفيذ الهدف الاخطر وهو تدمير بيجي تدميرا كاملا بحيث لم تعد تصلح للعيش لمئات السنين،ومن قام بهذا التدمير داعش والميليشيات على حد السواء ،ونأتي على معركة الموصل التي تحضر لها ادارة اوباما منذ عام ، ومنعت حتى طيران العبادي من التقرب من اهدافها ضد داعش هناك ، وهذا موثق ،فالموصل معركة التاريخ ، وهي من سيحدد مصير امريكا في ألعراق لأسباب يعرفها الجميع ،لموقعها الاستراتيجي ،ورجالها وعلمائها وتاريخا وحضاراتها وثقافتها المنفتحة على الاخر بلا تعصب ديني او طائفي ، فأمريكا تريدها معركة لها تسجل لها (نصرا) تحتاجه الان مع روسيا، التي تعول على هزيمة داعش في الرقة عاصمة داعش،كما الموصل عاصمة داعش، اذن معركتان مختلفتان والهدف واحد ، لذلك اعتقد ان معركة امريكا في الموصل حاسمة لها اما بهزيمتها(وعندها تدمر كل شيء فيها)، وإما تفرض سيطرتها الجوية والعسكرية التي حضرت لها منذ عام ،معركة امريكا بالموصل مع داعش معركة مصيرية لأمريكا ننتظر نتائجها في الايام المقبلة ،بالتزامن مع معركة روسيا في حلب قبل نهاية هذا الشهر كما اعلنت روسيا ،فهل الصراع الامريكي –
الروسي مع داعش يوحد الدولتين ألعظميين ام يفرقهما وتنشب بسببه الحرب العالمية الثالثة ،المصالح هناك هي من يقرر الحرب ….