23 ديسمبر، 2024 7:23 م

أمريكا …وقسطرة الشريان النفطي العربي

أمريكا …وقسطرة الشريان النفطي العربي

إن الانخفاض التكتيكي الأمريكي لأسعار النفط , ما هو إلا عزيمة إمبريالية لضرب اقتصاد الدول التي لا تأبى الخضوع  لسياساتهم .. حيث يلاحظ انعدام تأثير ذلك بوضوح على بلدان الحلفاء الراشدون كالسعودية وقطر اللتان تمتلكان احتياط كبير من الإيرادات المالية تصل إلى اثنان أو ثلاث تريليون ,إضافة إلا أن  قطر تعتمد 100 % على الغاز .كما وتعتمد الإمارات 30% على النفط … بينما يكاد ينحصر تأثير ذلك الانخفاض بشكل كبير على معظم مناطق الشرق الأوسط الملتهبة بالإرهاب الداعشي ونيران الربيع العربي…

كما هو معلوم  إن داعش قد استحوذت على معظم الآبار النفطية  في العراق والشام بنسبة تصل إلى أكثر من 65 %في سوريا وما يقارب 40% في العراق ..وإنها تبيع ذلك النفط بأقل من 25 دولار للبرميل  الواحد ..وهذا ما يحتم على أمريكا وحلفائها العمل الجاد بإتجاه خفض إيرادات الدول المركزية فيها والمحافظة على التوازن المالي لدولتهم الإرهابية المزعومة هناك ….

 بدليل ما تدعوه لخفض الإنتاج , علما إن العراق لا يصدر أكثر من مليونين ونصف برميل يوميا  وهو حد أدنى من المفروض تصديره البالغ ثلاثة ملايين ونصف  برميل يوميا لا سيما  وأن الكثير من الآبار العراقية قد هجرت وأصبحت خارجة عن سيطرة الحكم المركزي ..  وخضعت لرعاية الشركات الأمريكية _الإسرائيلية والتي حملت عاتقها استخراج وتهريب وتسويق النفط  وحتى حمايته …كما هو الحال مع نفط  الشمال والشمالي الغربي والكركوكي اللذين اغتنموها من الهجمة الداعشية مؤخرا .. وهذه السياسة تقودنا إلى أن أمريكا تريد تضيق الشريان النفطي من الجنوب وفتحه من الشمال والشمال الغربي….

 إن المواقف الخجولة لحكومة التغير الجديدة ..هي من يسرت للأكراد تنفيذ المخططات الاستعمارية البعيدة المدى في العراق خصوصا ..حيث جنت على العراق قاطبة , من خلال الاتفاق النفطي الأخير بين بغداد وأربيل ..الذي تضمن غض البصر عن حقول كركوك وتسليمها  لهم , أي ما يقارب  6000 برميل نفط عراقي ..مع الاكتفاء ب150 ألف برميل من أصل 3000 برميل نفطي من حقول النفط الشمالي كله … بينما يستمر السعي الحثيث في أربيل الحاضنة للساسة الدواعش نحو إنشاء منطقة إقليم عازلة  في الجزء الشمالي الغربي من البلاد باسم إقليم سني بنفس شروط وضوابط إقليم كردستان مع تشكيل جيش خاص بهم مقابل  بناء قاعدة عسكريه فيه …

 لذلك على القادة الشيعة ممارسة دورهم الفعلي بكل شجاعة والعمل على رسم سياسة اقتصادية سليمة للبلد من خلال تفعيل دور القضاء ليقتص من الطغاة العابثين بمصلحة البلد وبسط الأمن والنظام فيه , وإتباع سياسة الاعتماد على النفس من خلال العمل على إعادة إحياء القطاعات الصناعية والزراعية أي تكريس النفط لخدمة الفرد وتوظيفه للاستهلاك المحلي ,لان سياسة  النفط مقابل كل شيء في حياتك قد انتهت مع البند السابع وجاء الآن عهد الاستثمار والاعتماد على النفس.. ولإتمام ذلك باللعب على المكشوف مع أعداء المصلحة الوطنية ..من خلال وقف نزيف التنازلات المستمر من هاجس الاتهام الطائفي أو  التهديد الانفصالي لإنه :

  1_  لا وجود للطائفية في ظل ممارسة العمل السياسي داخل البيت الديموقراطي …والذي يمثل الشيعة فيه النسبة الأكبر لأصوات  الناخبين وعلى كافة امتداداته الجغرافية والديموغرافية  .. 

2_ إن سيمفونية الانفصال الكردي هي في حقيقتها مجرد ورقة تهديد رابحة أوجدتها القيادة الكردية الحاكمة للتحقق منها مكاسبها .. فهي تعلم علم اليقين أن الدول الإقليمية المجاورة المعنية بالأمر لا ترضى بذلك وعلى رأسها تركيا التي تكسب بثواب أكرادهم من كردستان وحدها مئات المليارات نسبة للاستثمارات المشتركة  بينهما والتي حققت نجاح عمراني كبير في كردستان, إضافة إلى الأطنان  النفطية الهائلة …. من جانب آخر فيما لو انفصلت كردستان عمليا فإنها ستخسر 22 مليار دينار من نفط البصرة ويبفى لها 7 مليار دينار فقط .. وفق ما تشير إليها التقارير الإحصائية فهم يأخذون نسبة 17 % _25% من موازنة الدولة العامة..
والله على ما نقوله شهيد