18 ديسمبر، 2024 7:55 م

أمريكا .. وقراءتها بالمقلوب !

أمريكا .. وقراءتها بالمقلوب !

يكاد لا يختلف إثنان حول الجهد الأمريكي – الصهيوني الذي بُذل في إعداد وتهيأة التنظيم الإرهابي الذي يدعى اختصارا ب (داعش)، وهذا ليس افتراء وإنما تدعمه الحقائق على أرض الواقع. وكانت أمريكا قد خططت لابتلاع الشرق الأوسط والهيمنة على البترول العربي على وجه الخصوص وكانت متكأتة على الفكر الوهابي أيديولوجيا لكونه يحمل صورة الإسلام ظاهرا وفي الباطن هدفه القضاء على كل ما يسمى إسلاما من ناحية والسيطرة على خيرات المنطقة من ناحية أخرى.
ولا بد لأمريكا والصهيونية العالمية ومن ورائهم الفكر الوهابي التكفيري ان يعترفوا جميعا بفشلهم الذريع في ملفي سوريا والعراق ، وبدأ هذا الفشل على أرض الرافدين حينما تناخى أبناؤها بكافة شرائحهم والحقوا بالتنظيم الإرهابي هزيمة منكرة لم تصدقها أمريكا نفسها على الرغم من الهالة التي رسمتها لنفسها من عظمة وهيبة زائفة ! حيث كان المسؤولون الأمريكيون يصرحون بالأمس القريب بأن هزيمة داعش تحتاج إلى ثلاثين سنة على أقل تقدير ! لثقتها المطلقة بجهاز مخابراتها وبالمخابرات الإسرائيلية، اللذين هما من أسسا وخططا ورسما وأعدّا بناء هذا التنظيم الإرهابي الذي بُني على الفكر الوهابي ( الإسلامي ) لأجل قتل المسلمين والاستيلاء على ثرواتهم الاقتصادية والمالية بكل مفاصلها.
والآن وبعد هزيمتهم شر هزيمة، وفشلهم الذريع والمخزي، باتت أمريكا تتخبط في تصرفاتها وبدأت قراءتها للأحداث بالمقلوب، أي تحاول تغيير نظرة العالم إلى هزيمتها على أنها هي صاحبة الفضل في القضاء على التنظيم الإرهابي والقضاء عليه زيفا وإدعاء، ولولا جهودها ووقوفها إلى جانب العراق وسوريا لما كان ممكنا القضاء عليه، وهذا في الحقيقة أمرٌ يضحك الثكلى. حيث نرى الإعلام الوهابي المسخ يطبل هذه الأيام بدور التحالف الذي تقوده أمريكا بالقضاء على داعش في آخر جيوبه في سوريا ! لكن الحقيقة أن قلب أمريكا ينزف دما لما لحق بها وبتنظيمها من هزائم على أيدي رجال العراق الأشاوس الذين أبهروا العالم بأسره بتلك الشجاعة التي قلّ نظيرها على الرغم من التضحيات الجسام لأبناء العراق وسقوط شهداء لو وِزَن أحدهم بأمريكا وكل من يدور بفلكها لرحجت كفته .. ولكن الغيارى أثبنوا للعالم معنى النزال والرجولة والإباء وتمكنوا من إفشال أكبر مخطط في العصر الحديث، الأمر الذي جعل تصرفات أمريكا وكلبها المسعور ( ترمب ) تصرفات هستيرية فتارة تعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني اللقيط وتارة تمنحه الشرعية على أرض الجولان العربية وأخرى تدعي انها سوف لن تخرج من العراق، ولكن أنّى لها ذلك فالأمر ليس بيدها وإنما متروك لأبناء الرافدين الذين سيقررون وسيستمع الآخرون وهم صاغرون .