23 ديسمبر، 2024 8:17 ص

أمريكا وطبول حربها في الخليج ….!             

أمريكا وطبول حربها في الخليج ….!             

تتسارع الاحداث بشكل واضح ،نحو حرب عالمية ثالثة أانكرها البعض وتوهم الآخر، أنها مجرد تحليلات لااكثر ،ونسي الحشود العسكرية والاستحضارات الهائلة التي تحتشدها امريكا في المنطقة، منذ غزوها للعراق عام 2003 ولحد الان، بحجة محاربة الارهاب الدولي ،ونوه عنها هنري كيسنجر في اكثر من لقاء معه وهو عراب السياسة الامريكية الخارجية،حين قال،(طبول الحرب تدق في الخليج ومن لم يسمع صداها أصم وأعمى )، والان لم يبق لا أصم ولا أعمى ولا أبكم، لم يسمع بها ،ويراها تمشي على الارض ،وصداها يشق عنان السماء، ولكن متى تأزف لحظة إنطلاقتها ، هذا ما سنحاول الاجابة عنها بتحليلنا هنا ، ونقصد ما بعد معركة الموصل والقضاء على تنظيم داعش ودحرهم في الموصل ، ممكن ان تكون الاجابة أدق وافصح ، لاسيما وان ادارة اوباما تصعد لها الان ،فهل هذه التصريحات وفشل الاتفاق الامريكي-الروسي يدخل في جزء منه في البروباغندا ضد داعش، أم هو تحضير اولي لحرب طويلة الامد ،تأخذ المنطقة كلها الى حرب عالمية ثالثة ،تحرق الاخضر واليابس ،وتعيد رسم خارطتها من جديد،أم هي تبادل نفوذ ومصالح ، بين روسيا وامريكا في كل من سوريا والعراق، إن المؤشرات تقول غير ذلك تماما، فامريكا تريد ان تأخذ الكعكة كلها ، وروسيا تريد ان تقاسمها ايران بها ، السيناريو الامريكي لايستثنى إيران من مشروعها في التغيير ،ولكن بعد القضاء على تنظيم داعش ومشتقاته النصرة وغيره في سوريا ، 
والميليشيات الايرانية في العراق ، في حين ينفتح السيناريو الروسي على إيران وميليشياتها وحزب الله بتحالف ستراتيجي بعيد الامد ،لتحقيق حلم روسيا في عودتها بقوة الى المنطقة وخاصة سوريا ،ولهذا هي الان في طور تأسي قواعد برية وبحرية في طرطوس وغيرها لتضمن تحقيق مشروعها في الهيمنة الابدية هناك ، وتتقاسم النفوذ مع ايران ،الا ان هذا لن يضمن مصالح امريكا واهدافها المستقبلية، في اقامة اكبر مشاريعها التاريخية العسكرية في العالم ،هو اقامة الشرق الاوسط الكبير ،الذي من خلاله تضمن هيمنتها وسيطرتها على العالم كله ،من خلال سيطرتها واحتلالها آبار النفط العربية وموارد المنطقة المتنوعة ، أذن هو صراع ارادات (نكون او لانكون)،بالنسبة للطرفين الامريكي والروسي، وهكذا تتصادم الرؤى والمصالح ،وتشتعل حمى التصريحات والتهديدات، وربما تفضي الى حرب عالمية ثالثة ،اذا استمر تقاطع المصالح واستهداف كل طرف لمصالح الطرف الاخر ،لذلك تأتي التخوفات التركية ،في معركة الموصل وسيطرة ايران عليها، يؤجج الصراع الطائفي ،في ظل تغول ايراني واسع في العراق،وسيطرة ميليشياتها على العراق ،وتنفذ اجندتها في بسط نفوذ ايران وربطها مع سوريا ،من خلال سيطرة ميليشياتها على الموصل ، وهذا عامل انفلات طائفي واحتراب طائفي خطير ،تنفذه الميليشيات لتحقيق هدف ايران في الموصل اخر قلاع العروبة ،ومن هذا المشهد الملتهب ،لايمكن تكهن ما سيحدث بعد معركة الموصل والقضاء على داعش هناك، فالجميع يدرك ان داعش هو عامل اعاقة لمشاريعهم ،وهو عدو الجميع ،وعلى الجميع واجب محاربته والقضاء عليه ،رغم ان امريكا وايران ،تدعمان داعش لاهداف عسكرية واهداف استراتيجية ،تخدم اهدافا سياسية ، ولكن ما يقلق الجميع ،ان زوال تنظيم داعش بعد تحرير الرقة والموصل ،سيفتح الباب على مصراعيه لحروب لها عدة رؤوس ،طائفية وقومية ومذهبية ودولية ، ومن أولى هذه الحروب ، حرب عالمية  ،لسبب بسيط وهو تقاطع المصالح والاستحواذ على النفوذ بالقوة للدول العظمى كبريطانيا وفرنسا وامريكا وروسيا ،وان ايران ستكون متفرجة لانها قد ستكون الهدف الثاني ،للدول العظمى ،لانفلات نفوذها الارهاب في دعم ميليشيات حزب الله والحوثييين وميليشيات عراقية اسستها في العراق ،لزعزعة المنطقة كلها ،وتشكل خطرا كبيرا على مصالحها في الرق الاوسط ،لفترة طويلة ، وهذا ما تؤكده التصريحات الغربية وتعلن عن الخطر الايراني الداهم على المنطقة بعد الانتهاء والقضاء على خطر تنظيم داعش ، وبهذا تشتبك المصالح هنا ،وتفترق هناك ، ولكن يبقى الدور الامريكي هو المهيمن على المشهد، وتأتي تهديدات رئيس الاركان الامريكية يوم امس(وهو اخطر تصريحات امريكي منذ عقود)، حيث (هدد روسيا والصين وايران بحرب معلنة )، 
وهذه التهديدات لم تأت من فراغ ،وانما ضمن الاستراتيجية العسكرية الامريكية ،التي تصر على السيطرة، والفوز بكعكة ما بعد داعش، وتدمير العراق ،لوحدها دون ان يشاركها بها احد ، وهذا الاصرار على الذهاب الى النهاية في نشر الارهاب الدولي ودعمه ،هو احد اسباب ظهور تنظيمات اسلاموية ارهابية في نظر الغرب ، ويجب محاربتها والقضاء عليها ،وشيطنة كل من يعارض سياستها في الشرق الاوسط، وأول المعارضون هو المكون السني  في العراق،ومقاومتها وهزيمتها ،ولهذا نرى ان الخاسر الاوحد في العراق هو المكون السني،واكثر المتضررين هو المكون السني،بل واول المستهدفين ،والدليل هو ،ان عقدة ادارة اوباما الان هي إيجاد(شريك سني قوي لامريكا)، وهذا ما فشلت به امريكا طوال سني احتلالها للعراق ومازالت ، وهو ايضا احد ابرز الاسباب لظهور تنظيم داعش، ونتيجة اكيدة لسياسة واشنطن الفاشلة في العراق، وتهميشها واقصاؤها لمكون على حساب مكونات اخرى اقل منه عددا ، وهذا الاستهداف للمكون ولد حكومات فاشلة، طوال سنوات الاحتلال وسيبقى ،طالما هناك مكون اساسي مهمش ومحارب امريكيا ، ليس لسبب الا لانه يرفض الخضوع والانبطاح للسياسة الامريكية ، نحن نرى ان معركة الموصل (كما نوهنا)،ستكون (فاصلة بين عصرين)، وانها ستغير خريطة المنطقة سلبا وايجابا ،وهذا ما تؤكده كل الدلائل على الارض،من تصعيد واضح نحو حرب متعددة الرؤوس، تفضي الى حرب واحدة هي حرب عالمية ثالثة ، أوتفرد امريكا في الهيمنة والاستحواذ على النفوذ في المنطقة ،واعطاء روسيا من الكعكة العراقية-السورية كما يقول المثل(من الجمل اذنه)، وبها ستهيمن امريكا على المنطقة ربما لقرون طويلة خاصة بعد انشائها لقواعد عسكرية كثيرة في العراق ،واولها واهمها قاعدة القيارة العسكرية الاستراتيجية ،ذات الاهمية القصوى على صعيد المنطقة كلها ، لموقعها الجغرافي ،وقربها من سوريا والبحر الابيض المتوسط ،والقريبة من اوربا ، وموقعها الجيوسياسي العربي ،من دول الخليج وممراتها البحرية ،وقربها من النفط العربي ،وغيرها ،قلنا ان حربا عالمية نراها ونسمع قرع طبولها ،ولكن في النهاية من يجرأ ويقرر اعلان هذه الحرب،ويعرف نهايتها الكارثية على المنطقة وعلى مصالح ومشاريع الدول العظمى، اعتقد  لا أحد يجرؤ الان على اعلان الحرب رغم التصعيد والوعيد والتهديد الامريكي،ولكنه يدخل في خانة التخويف والتسويق الاعلامي والسياسي، لكسب الوقت، واستدراج الاخرين لمناطق حرب لايريدونها وليس بمقدورهم خوضها  عسكريا ،
 ولكن ما يجري تحت الطاولة امريكية –الروسية شيء مختلف تماما ،عن تصريحات وتهديدات ترسل اشارات غير مطمئنة للعالم ، كل هذا يجري، وداعش يحتل مدنا وقرى وبلدات عراقية وسورية وليبية ويشكل خطرا على الجميع ، وبغير طرد داعش والقضاء عليه في الموصل والرقة ،ستبقى حمى التصريحات قائمة ومتصاعدة بين الاطراف كلها ، القضاء على داعش وبقية الفصائل المتطرفة، كفيل بنزع فتيل حرب عالمية مرتقبة في الشرق الاوسط، تكون الموصل والرقة ساحة لها ،وهكذا يعيش العالم الان، ويرقب التطورات والاستحضارات العسكرية، لانطلاق معركة الموصل التاريخية الفاصلة ،حتى تهدأ حدة التصريحات ويعود الاخرون الى وعيهم ويجنبوا المنطقة من دمار اكيد ،يذهب ضحيته ملايين البشر ويكون العرب ضحيته الاولى …………….