23 ديسمبر، 2024 6:08 ص

أمريكا وروسيا…؟ بأي حضن نكون

أمريكا وروسيا…؟ بأي حضن نكون

لم يكن العراق طيلة الفترات الزمنية الماضية يضع نفسه في حضن أي قوى إقليمية أو دولية، وإنما كان في جانب الدول غير المنحازة، ولم يضع نفسه في خانة التبعية لهذا الطرف أو ذاك وضد أي تحالف من شأنه أن يظلم هذه الدولة أو تلك. العراق هذا الذي كان قائداً لدول عدم الإنحياز لمعرفته بالكامل بأن التبعية سوف تؤدي به إلى تفتت الدولة وتؤجج الصراعات الداخلية فيه. واليوم وبعد تناقل الإخبار بدخول العراق في حلف رباعي أمني يضم إيران والعراق وسوريا وروسيا لتبادل المعلومات الإستخباراتية والأمنية ومحاربة قوى التطرف التي تجعل أجزاء من المدن العراقية وسوريا بدعم كامل من روسيا وإيران بعيداً عن أمريكا هذه الدولة التي ابتلى العراق من المخططات التي أرسلتها في الواقع العراقي من حالة الإالإخفاق الطائفي وعدم الوضوح الكامل في غاياتها الإستراتيجية بمستقبل العراق وبانسحابها من العراق بعد أن كانت نداً سياسياً وإقتصادياً وعسكرياً، ووصول هذا البلد إلى حالة من التشتت والإنقسام وتصريحات المسؤولين الأمريكيين بأن الحل الوحيد هو الوصول إلى تقسيم البلد على الطريقة الطائفية مناطق شيعة وسنة وأكراد، هذا هو الحل الذي وصلت إليه هذه الدولة التي وضعت المركب العراقي في بحر تجذبه الأمواج يميناً ويساراً. إذن ما هو الهدف الجديد من التحالف الرباعي الأمني الذي يصب حسب المعلق إلى إنقاذ سوريا والعراق من الإرهاب الذي سمي بداعش؟ وهل أن الغاية منه وضع هذين البلدين تحت الوصاية الإيرانية والروسية؟ أم أن الهدف منه هو الوصول إلى حل يرضي المجتمع الدولي والقبول بالأمر الواقع والسير في طرق إعادة ترميم ما دمره الإرهاب وعدم قدرة الأنظمة على مجابهة قوى الشر والخروج من سياسه القطب الواحد الذي حول هذين البلدين إلى ركام وضعفت قوتهما والإعتماد على أطراف محلية غير قادرة على صنع حلول للمشاكل الداخلية؟؟؟

غير أن هذا الحلف الرباعي الأمني حسب ما يقال قد يضع العراق وسوريا تحت الوصاية ويؤجج الطائفية وهذا أخطر مما كان يخطط له الأمريكان من محاولات التقسيم الطائفي، ومن هذا الباب يجب أن يعرض هذا الحلف أمام البرلمان العراقي قبل أن تتم المباشرة فيه وأن المرحلة التي يمر فيها العراق وسائر بلدان المنطقة تتطلب من العراق أن يكون حذراً من أي توجه يقوده إلى الإصطفاف مع هذه الدولة أو تلك وأن يكون له وزنه وقوته بين الدول وأن يبتعد عن الإنجرار في تحالفات تؤثر عليه مستقبلاً ويبقى العراق البلد الذي لا ينحاز لأي كتله دولية أو طرف هدفه التوغل في الشأن العراقي والتصرف في شؤونه الداخلية والخارجية.