10 أكتوبر، 2024 1:21 ص
Search
Close this search box.

أمريكا وخطة كراسوس

أمريكا وخطة كراسوس

يمتلك عدة عربات لسقاية سكان الأحياء الفقيرة في روما, رجل كان الجميع يهرع اليه في حال العطش, أو في حالة حدوث الحرائق, ليساعدهم في إطفائها, ولكنه كان يشترط شراء المنازل المحترقة بثمن بخس, قبل الشروع بالإطفاء, وبهذه الطريقة الإنتهازية, إستولى على عشرات المنازل, وصار عنده فرقة لإطفاء الحرائق مكونة من (500) رجل بكامل تجهيزاتهم, وهذا الرجل أسمه لينوس كراسوس.
إشعال فتيل أزمة في بلد ما, لا يحتاج من أمريكا سوى حرب أهلية صغيرة, يتصاعد دخانها شيئاً فشيئا,ً ومن ثم ستكون هذه الحرب, بداية لفقدان الإستقرار الأمني وهنا تبدأ شرعنة التدخل الأجنبي لتدارك الأزمات, والذرائع موجودة, وهي الحفاظ على الأمن والسلام ومحاربة الإرهاب والتطرف, وهذا ما قامت به أمريكا, بعد أن غذت الصراع الطائفي والقومي بين مكونات العراق, والمحصلة السيطرة على منابع النفط بشتى الطرق, فهي تغذي حروباً مزاجية للحفاظ على مصالحها.
إستمرار الصراعات بين الأطراف المتنازعة وبقائه على قيد الحياة, يؤدي الى الإقتتال والسيطرة على المناطق النفطية لشراء الأسلحة, فالحرب تستمر طالما يستمر تدفق النفط ,فكأن أمريكا تقدس النفط كإله, رغم أنها لا تعرف المقدسات, ولا تؤمن بالخالق.
دعم وتمويل الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح من جهة, ومحاربة هذه الجماعات بالشعارات والتصدي لها من جهة أخرى, هي مسرحية هزيلة, حيث تتفاخر أمريكا بنموذجها الأقتصادي في العالم, والدليل أن التفاخر يسبق السقوط دائما, ولكن من ينصب نفسه قائداً على العالم, ويقلب الموازين ويكيل بمكيالين, لن يصمد في البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة, ولن يجد له ولياً ولا نصيراً.
كراسوس وأمريكا وجهان لعملة واحدة في التعاطي مع الأزمات, التي تعصف بالعراق فهي تشتري الذمم لمصلحتها, وتعطل المساعي الرامية, لتصحيح المسار السياسي والإقتصادي, لكي تطيل مدة تدخلها, وتمرر مخططها التآمري, وتستنزف موارد بلدنا تحت عناوين مكافحة الإرهاب والتكفير, وكأنها خفاش للصدى يهمس: مزيداً من الموت والدما, لتعيش نمواً ضخماً غير مبرر يملأ سقوف الكهوف, بحجة حماية الحضارة تحت الأرض, وتمارس لعبة العقل والنقل بين العملاء والعقلاء والرؤساء.
سأقول ما أريد قوله بأقل عدد ممكن من الكلمات :العادات السبع لأكثر الناس غدراً وبغضاً: الخوف من التغيير, والتشكيك بالنوايا, والطمع والحسد والغيرة, والطائفية وإثارة الفوضى.

أحدث المقالات