23 ديسمبر، 2024 12:06 م

أمريكا وحلفُها المشبوه يقتضيان الطردَ من العراق

أمريكا وحلفُها المشبوه يقتضيان الطردَ من العراق

ورد في مقدمة تقرير(1) بخصوص مذكرة تريد الحكومة الأمريكية رفعها إلى الكونغرس ما يلي:
[[” أفادت وثيقة من وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) معدة لرفعها الى الكونغرس ان الولايات المتحدة تعتزم “شراء اسلحة لرجال عشائر سنة في العراق منها بنادق كلاشنيكوف وقذائف صاروخية وذخيرة مورتر للمساعدة في دعمهم في معركتهم ضد متشددي داعش في محافظة الأنبار” حسب ما ورد في الوثيقة دون التطرق لتسليح الجيش العراقي.]]

وورد في نهاية التقرير المذكور ما يلي:

” هذا وقد طالبت الحكومة العراقية من الحكومة الامريكية الالتزام باتفاقيات التسليح المعقودة بينهما، حيث تمتنع الحكومة الامريكية بتسليم السلاح المتطور للعراقية بحجة التخوف من استهداف شركائهم الاكراد.”
أقول:

يُجهد الامريكيون أنفسهم في سبيل اختراق صفوف الشعب العراقي عن طريق تأجيج الفتنة الطائفية والقومية بإستخدام بعض العملاء الذين يسيئون للسنة العرب وللشعب الكردي وللشعب العراقي عموماً.

إن هذا التكتيك متمم لخطوة إرسال داعش الى العراق لكن التكتيك قد فشل لان العراقيين جيشاً وحشداً شعبياً حاصرها في أماكن محددة وستُدحر فيها هي، داعش، وخلاياها النائمة التي استيقظت والتي مازالت في حالة نوم إحتياطي؛  ولم ولن يستطيعوا اسقاط كامل النظام كما خططوا له منذ البداية ومنذ الضربة الآولى التي عقدوا عليها الآمال العريضة فتهشمت.

ورد في التقرير: [[وقالت الوثيقة إن قوات الامن العراقية “غير مرحب بها على نحو خاص في الانبار ومناطق اخرى يمثل السنة غالبية بها” وارجع ذلك الى تواضع ادائها القتالي وانتشار الانقسامات الطائفية بين صفوفها.]]

 

بدءاً فإن تشكيك الأمريكيين بقدرات الجيش العراقي قد تكرر بمناسبة وبغير مناسبة لحد الملل والفضيحة من جهة ما يخفيه هذا الإلحاح المفتعل من نوايا سيئة تتمثل بالدعوة المبطنة إلى صرف النظر عن هذا الجيش والبحث عن سبيل آخر بديل. حرّكت أمريكا عملائها لتشخيص ذلك البديل فجاء مقترح اياد علاوي(3) في فضائية العربية بتأريخ 16/9/ 2014 لإستدعاء قوات “درع الجزيرة” بالتنويه. وقد ألح على طلب التدخل البري الخارجي أيضاً مجلس محافظة الأنبار وبالأخص رئيسه صباح الكرحوت، ذلك المجلس الذي وصفه محافظ الأنبار السابق ووزير الكهرباء الحالي السيد قاسم الفهداوي في فضائية (الحرة – عراق / برنامج “حوار خاص”) بتأريخ 10/11/ 2014  بالفاسد.

كما طرح قبل أيام معدودة وزير الحرس الوطني السعودي الأمير متعب بن عبد الله رأياً بهذا الإتجاه أثناء إجتماعه بوزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل حيث نقلت الصحافة عنه بتأريخ 22/11/2014 قوله “مكافحة تنظيم داعش تستدعي وجود قوات بريّة” وكأنه لم يسمع عن وجود جيش عراقي وحشد شعبي دحرا داعش في جرف الصخر وبيجي وصلاح الدين وديالى وغيرها من أماكن وعرة لم تستطع القوات الأمريكية إختراقها.

 

يلاحظ مما جاء في وثيقة وزارة الدفاع الأمريكية إهمالها المتعمد للحشد الشعبي في الوقت الذي تتحمس فيه لعشائر الأنبار وهي حشد شعبي أيضاً إذا ما وافقت عليها الحكومة العراقية التي تحرص على فرز السيئين الذين باعوا الأسلحة التي جهزتهم بها الحكومة العراقية سابقاً فوصلت الى أيادٍ أخرى وأصبحت في نهاية المطاف في يد داعش وذلك حسب ما أفاد به الخبير العسكري اللواء المتقاعد عبد الكريم خلف في فضائية (الحرة – عراق) بتأريخ 22/11/2014.

إن عدم الترحيب بالقوات العراقية والحشد الشعبي، الذي تشير اليه الوثيقة، يروّج له عملاء الامريكيين من الطائفيين المنبوذين من قبل جماهير الأنبار والجماهير السنية في جميع المناطق لذلك انضموا الى داعش وصاروا يقتلون أبناء العشائر الشريفة الأصيلة كعشائر البو نمر.