8 أبريل، 2024 5:27 م
Search
Close this search box.

أمريكا والعقاب الجماعي في العراق..!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد غزو العراق وتدميره،وبعد حصار قاسٍ وطويل، تعيد اليوم الإدارة الامريكية نفس الحصار،ولكن هذه المّرّة، أقسى وأمرّ، فبعد تدميره، تمارس قتل شعبه، من خلال إشاعة الفتن والصراعات ،وإشعال حروب طائفية، وحروب بين المذهب الواحد ، والطائفة الواحدة ، للإجهاز على ماتبقى من العراق،ومَن يقرأ المشهد السياسي والإجتماعي العراقي، يصل الى نتيجة واحدة لاغيرها، هي إنتظار لحظة إشعال حرب أهلية داخلية،بين جميع الطوائف والمذاهب، بعد أن هيأت السفيرة رومانيسكي أجواء هذه الحرب(وفلتت الى واشنطن)، بإجازة طويلة، أي أشعلت الحرب ،وقعدتْ تتفرج على دكتها، والبداية ،من فرض عقوبات على 14 بنك ومصرف إسلامي عراقي، تديره أحزاب السلطة لتهريب الدولار الى ايران وتركيا، وتعرف امريكا كل خيوط اللعبة لتهريب الدولار ولمن ،واليوم الحكومة العراقية تتخبط في قراراتها ، وتعمل بكل قوتها ،لمعالجة تخفيض الدولار دون أي نتيجة، والشعب العراقي يعيش أسوأ حالاته المعيشية والخدمية، وسط درجات حرارة هي الأندر في التاريخ، وحكومة السوداني وأحزابها تعرف أن الكونترول ليس بيدها، وإنما بيد رومانسيكي وبايدن والFB، والقادم من العقوبات أدهى وأمر ،وسيشمل ربما حتى البنك المركزي العراقي ، وتجميد أموال العراق في الخارج، وحتى حجز وتجميد أموال رؤوس حيتان الفساد وأحزابها ،وربما أقسى من هذا بكثير،كل هذا يجري، وإجراءات حكومة السوداني خجولة ،لاترقى الى قرارات مصيرية، تنقذ شعب العراق من محنته ومعاناته الكبيرة في العيش، وسوء الخدمات ،في الكهرباء والفساد الأكبر في التاريخ، وفشل الوزارات، في مواجهته والقضاء عليه،والذي يمارسه كبار رجالات الدولة،ورؤساء وأعضاء قيادات أحزابها،ومن يتسلّط على وزاراتها ودوائرها في المحافظات،ويومياً تظهر لنا- سرقة قرن كبرى- أبطالها من ألاحزاب والمتنفذين فيها ،وحواشي المسؤولين في الدولة، دون أن تجرأ حكومة السوداني، ألقبض على الرؤوس الكبيرة فيها، وخاصة بعد أن إنفضح أمر حكومة السوداني، بأنها وقعّت بنوداً وإتفاقاً مع الفدرالي الأمريكي، ولم تنفذْ هذه الشروط والبنود، فقامت إدارة بايدن والفدرالي بفرض عقوبات على المصارف والبنوك،وقد أعطت مهلة للسوداني الى الشهر ال11 لتنفيذ بقية البنود ، وبعدها( الله يستر)، ماذا سيتخذ الفدرالي الأمريكي، من قرارات مصيرية مع العراق،وللحقيقة، أن السيد السوداني عاجز جداً عن تنفيذ بقية البنود لإنها فوق طاقته، بل لم يجرأ على طرحها على المعنيين ، وأبرز هذه البنود،( حل الحشد الشعبي ودمجه في الجيش والاجهزة، ونزع سلاح الميليشيات والفصائل)، وهنا مقتل الحكومة وأحزابها، وورطتها مع السفيرة الامريكية ،ألين رومانيسكي،التي هي الوحيدة في العالم ،التي لها صلاحيات الرئيس بايدن،وغيابها عن بغداد هذه المدة ،وبقاؤها في واشنطن،وراؤه ألف علامة إستفهام، بعد هدنتها مع الفصائل،وتوقّف قصف السفارة والقواعد،وهذا يعني بوضوح،أن إدارة بايدن عندها طبخة سياسية جديدة في العراق،دشنتها بفرض عقوبات قاسية جداً ،على بنوك ومصارف حكومة السوداني وأحزاب السلطة،فما هي السيناريوهات ،والطبخات التي تعدها إدارة بايدن للعراق، في مرحلة مابعد العقوبات المصرفية،نعتقد وحسب مايجري على الأرض، من صراع سياسي محتدّم ،قبيل إنتخابات مجالس المحافظات،وهناك سيناريو أمريكي سياسي هذه المرة،تستثمره في أجواء الإنتخابات، لتحقق ماتريده داخل العراق، وهو دعم كتل سياسية موالية لأمريكا ، في تحقيق فوز كاسح، وإبعاد الخط الإيراني عن مصدر القرار، تمهيداً لإزالته، في مايسمى الإنقلاب الناعم،ودعم صراع وإحتراب شيعي –شيعي، بين زعيم التيار مقتدى الصدر وجماعة الإطار التنسيقي، قبل الإنتخابات، لخلق أجواء فوضى تحقق لها ماتريد، من تدخل مباشر، خاصة وهناك الآن مناورات عسكرية واسعة بين اسرائيل وامريكا ،وحلفائها في المنطقة، لتخويف ومواجهة خطر ايران المفترض ، إضافة الى هذا السيناريو هناك سيناريو أمريكي بريطاني أوروبي آخر، حسب المعلومات المتسربة، من أجواء هذا السيناريو لإحداث (تغيير سياسي شامل )،ينهي أزمة العراق،ويقضي على السلاح المنفلت ،ويعيد مركزية القرار ،فإما تستجيب الأحزاب وفصائلها المسلحة، لهذا التغيير دون إراقة دم، أو إغراق العراق ببحر من الدماء، لاسامح الله،لهذا نجد هناك صمت عربي، وأوروبي، وامريكي، تجاه مايجري في العراق،وهذا الصمت يسبق عاصفة سياسية ،وربما غير سياسية محتملة،ولنعد قليلاً الى الوضع السياسي العراقي،لكي لانضع اللوّم على التدخل الخارجي ،بكل أنواعه(امريكا وايران وتركيا وبريطانيا ودول الخليج) وغيرها،هل نجحت الحكومة واحزاب السلطة، بمعالجة معاناة الشعب، ورفعت من سقف خدماتها له، التي يعاني ويقاسي الأمرّين منها،أم هو غائص في بحر فساده وملذاته ،دون ان يكترث لمعاناة شعبه، ومنها ، قضايا عويصة لا حلَّ لها ، كالقضاء على الفساد العمودي،والمخدرات، وجيوش العاطلين الخريجين(6ملايين دخلوا رواتب رعاية اجتماعية بائسة)،وإعادة المهجّرين وهم بالملايين، والنازحون وهم بمئات الآلآف ، وأزمة الكهرباء والغاز، وإعمار المدن المحررة ،وغلق مخيمات نازحيها،والسلاح المنفلت الأقوى من سلاح الدولة ، وانفلات سلاح العشائر ومايعرف بالدكات العشائرية،ناهيك عن الصراع السياسي ، السني-السني والكردي- الكردي والشيعي – الشيعي، والذي يعدّ سبباً مهما في الفوضى التي يشهدها العراق،حيث تغلب المصالح الحزبية والمناطقية والعشائرية، على مصلحة العراق وشعبه ،نعم عدم وجود تفاهم بين هذه القوى السياسية ،وصراعاتها على المناصب والمكاسب ،ورفعها شعار الفساد أولاً ،هو من أوصل العراق، الى هذا المستوى المريع من الفوضى والخراب ، وعليه يجب إستئصال هذه الآفة السرطانية ،التي أجهزت على ماتبقى من العراق ، ونهبت موارده وعطّلّت الحياة فيه، ولهذا أصبح التغيير لابد منه ،بالنسبة لأمريكا وبريطانيا، لأنهما يعتبران هما المسؤولين عن خراب ودمار العراق، بعد التحريض على غزوه وتدميره، وهما ألآن مسؤلان عن إعادته الى وضعه الطبيعي،لأن فشل عملية النموذج الديمقراطي، التي صدّعت رؤوسنا به أمريكا وحلفاؤها قبل الغزو ،قد أنجب إبناً غير شرعي في العراق، لابد من إجراء عملية جراحية كبرى ،قبل موت جنين الديمقراطية المشوّه والهجيني،ولا نستبعد أي سيناريو أمريكي وبريطاني مقبل ،على العراق، لتصحيح المسار الديمقراطي المزعوم ، ومن هنا بدأ مسلسل العقوبات الامريكية، كعقاب جماعي على شعب العراق أولاً ،وعلى المصارف والبنوك العراقية، كخطوة أولى،نحو إعلان السيناريو الأكبر القادم الذي خططّت له وبنَتْ عليه آمالها ،مع قوى التغيير الأخرى،إنه الهوَس الأمريكي في إذلال الشعوب وإستعمارها…!!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب