6 أبريل، 2024 11:40 م
Search
Close this search box.

أمريكا والسير على حافة السكين

Facebook
Twitter
LinkedIn

الفشل السياسي والعسكري لأمريكا وأدواتها في سورية أصبح واضحاً جداً، هناك تخبُّط لا ينفصل عن كونه نتاج هزل سياسي يقوده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على صعيد السياسة الخارجية، الذي بات يُدرك فشل الرهان الأمريكي في الإقليم، فيما شكلت سورية نموذجاً لقصة الفشل الأمريكي في المنطقة بأكملها.

بعد أكثر من ثمان سنوات من التآمر على سورية، عجزت أمريكا وحلفائها عن حسم حرب سورية، ولم تنجز في سورية أي انتصار ملموس سوى تدمير البنى التحتية وقتل المدنيين، وهو ما يؤكد بأن استراتيجية أمريكا تنطلق في أساسها على ركيزة أساسية دعم الإرهاب والاستثمار فيه، وليس محاربته أو القضاء عليه، وتهدف لإسقاط الدولة السورية كبوابة دخول للهيمنة على المنطقة بأكملها، لكن الجيش السوري أخرسهم وسجل انتصاراً باهراً وملموساً على الإرهابيين ودك حصونهم ودحر فلولهم ، حيث أظهر تقرير لمؤسسة “غلوبال فاير باور” الأمريكية، أن الجيش العربي السوري ما يزال يحتل الموقع الرابع عربياً والـ 36 عالمياً حيث أن سنوات الحرب لم تنل من قدراته العسكرية. وهو ما يُعتبر أحد أكبر الانتصارات التي تضرب المشروع الأمريكي الغربي في سورية والمأمول آن تدرك القيادة الأمريكية حجم مغامرتها اليائسة في سورية وتبادر إلى مراجعة حساباتها، وتجنب التورط بقدر الإمكان بالمستنقع السوري.

وعلى خط مواز، تدعم القوات الأميركية تحالف “قوات سورية الديمقراطية” (قصد) لذلك يبقى رهان أمريكا السياسي والعسكري في سورية يعتمد على المكون الكردي بشرق الفرات، والوجود الأمريكي هناك تحت عنوان مواجهة تنظيم داعش، هذا الرهان يصطدم بالصراع بين تركيا والأكراد في المنطقة. 

لذلك أوجدت أمريكا حليفين “الكردي والتركي” في شرق وغرب الفرات، لخلق بيئة اللعب بالمتناقضات ولتحقيق مكاسب كبيرة من أجل إضعاف الدولة السورية والضغط عليها في أي محادثات مقبلة، وأن تكون هناك ورقة ضغط على روسيا، وعلى علاقة الحكومة السورية مع إيران والتحكم في الموارد النفطية هناك لتكون هي المسيطرة على كل هذه الموارد، فكان قرار الرئيس الأمريكي ترامب المفاجئ في ديسمبر الماضي، عن خطط لسحب جميع الجنود الأميركيين، البالغ عددهم ألفي جندي، من شمال شرقي سورية وتراجع فيما بعد، وقال إن حوالي 400 مقاتل سيبقون للمساعدة في استقرار المنطقة الكُردية، التي تمتد على الحدود بين العراق وسورية جاء لترجيح كفة الحليف الكردي مُقابل الحليف التركي، لذلك فإن أي انسحاب أمريكي جديد من شمال سورية سيؤدي إلى عمليات عسكرية تركية جديدة، خاصة أن تركيا تعتبر قسد هي مجموعة إرهابية مثل حزب العمال الكردستاني.

من هنا فإن الخيار الأمثل لقوات سورية الديمقراطية هو في الرجوع للحضن الوطني السوري، وهذا بدوره ينزع الذريعة التركية في مُهاجمة شرق الفرات ويخرج أمريكا من المنطقة نهائياً خاصةً بعد القضاء على تنظيم داعش الإرهابي والتنظيمات المتطرفة الأخرى في شرق الفرات.

مجملاً…. على الرغم من أن أمريكا وبعض حلفاؤها يضعون الإستراتيجيات والمخططات، للوصول الى أهدافهم، ولكن ما أكثر هذه المخططات التي اصطدمت بإرادة الشعب السوري وتكسرت على صخرة مقاومته، وأثبت الجيش السوري أن سورية تعبر المستحيل ومهما اشتدت المصائب عليها لا تتأثر بل تخرج منها أقوى وأكثر إصراراً وعزيمة في مواجهة الإرهاب. وهذا يعني أن أمريكا تسير على حافة السكين بفضل الانتصارات المتوالية ومن قوة الصمود والثبات لمقاتلي الجيش العربي السوري.الذين يدافعون عن وطنهم بروح فدائية وبشجاعة منقطعة النظير.

[email protected] 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب