يبدو أن مسألة إغتيال الكاتب السعودي خاشقجي، ستفتح كثير من الملفات المخفية، وتبين الدور الأمريكي الداعم لخراب المنطقة العربية خصوصاً، والعالم بالعموم، وكيفية توزيع الأدوار! وهذا لم بعد خافياً. كون الإدارة الأمريكية بسياستها المتعجرفة، تعرف أبجديات من إستطاعت جعلهم طوع الأمر وهي الراعي والحامي لهم مقابل أموال النفط .
الملاحظ أن إسرائيل بدأت التحرك بأسرع مما كان متوقع، والدليل الزيارة الأخيرة للسلطنة “عُمان” كذلك مشاركة الفريق الرياضي الإسرائيلي، في دولة الإمارات وعزف السلام الوطني لدولة الإحتلال، وبالطبع هذا محل إستهجان لكل العرب، الذين ينتظرون تحرير فلسطين .
المماطلة الأمريكية في الحقيقة المرة الصادمة، فيما لو تم كشف المستور وكيفية إستدراج خاشقجي للقنصلية، فأنه سيسقط محمد بن سلمان، وهذا مالا تريده! كونه ينفذ المخطط الأمريكي في المنطقة العربية، وما شهدته الدول العربية كسوريا والعراق وليبيا واليمن كان من نتاج مملكة الشر، التي لا ترعوي عن تشغيل كل الادوات، لإستدامة سيل الدماء، كذلك تصفية كل من يعارض نهج عائلة آل سعود .
المناورة في أكثر من مكان برز في الفترة الأخيرة، وبالخصوص حول تخليص السعودية من الوحل اليمني، الذي دخلته ولا تعرف كيفية الخروج منه، وما تكبّدتهُ من خسائر طوال السنين الفائتة، والتغطية الإعلامية المزيفة التي تقلب الحقائق، وتصورها للناس وكأنها منتصرة! بيد أنها تكبدت خسائر جسيمة وكلها مخفية، وتستعين بالطيارين الأمريكان والإسرائيليين! بضرب المدنيين إنتقاماً لانهم يرفضون وجود الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين المغتصبة .
تطلب أمريكا من اليمنيين إيقاف الحرب على شرط تقسيم اليمن! وهذا مالا يقبله العقل، فما دخل إيقاف الحرب مقابل التقسيم؟ ومن أعطاكم الحق بفرض شروط تعجيزية! وشروط أخرى كثيرة منها عدم القصف بالصواريخ، لإيهام العالم بأن المعتدي هم اليمانيون، وليس السعودية التي صرحت بأنها ستحتل اليمن خلال مدة شهرين، وإنهاء دور المقاومين بعد الفشل الأمريكي بتوطين تنظيم القاعدة، لفرض حالة الإنفلات وإستباحة اليمن .
الدور التركي ومسرحية المعتقل الأمريكي وتبرئته، متزامناً مع قضية خاشقجي لا تنطلي إلا على السذج، والتوغل التركي في الأراضي السورية دون إعتراض الجانب الأمريكي! وتحديد المناطق التي لا يسمح للقوات السورية التحرك بها، يقودنا الى السيطرة الكاملة على الأرض، وهم بالأمس (الامريكان) يساعدون القوات الكردية (قسد)، مع تزويدهم بكل الإمكانات مع وعود بإنشاء دولة وهم مصدقين، اليوم إنتهى الدور بعد إنتهاء الصلاحية! أعطت الضوء الأخضر لداعش بمهاجمتهم، والإستيلاء على كل المعدات سواء الكردية والأمريكية منها .
أمريكا من جانب مسيطرة، وتهاجم كل من لا يتلائم مع توجهاتها، وتدعي للعالم بأنها ضد الإرهاب وتحاربه، وعندما قامت وحدات من الحشد الشعبي بمهاجمة الإرهابيين، تصدت الطائرات الامريكية، وضربت الحشد الشعبي ولمرتين! ناهيك عن المساعدات اللوجستية التي تقدمها للإرهابيين، وتنقلهم من مكان لآخر! وعلى مرأى ومسمع العالم، فكيف إستطاع الدواعش من الهجوم على قوات قسد؟ وطردهم من المناطق التي خصصها لهم الأمريكان قبل فترة وجيزة. فهل كانت نائمة هذه المرة؟ حالها حال المرات السابقة !.