20 ديسمبر، 2024 3:00 ص

أمريكا والحرب على سوريا

أمريكا والحرب على سوريا

كشف مارتن ديمبسي رئيس هيئة ألأركان للجيوش الأمريكية ،أثناء استضافته في اجتماع الكونغرس الأمريكي ،عن وجود خطة عسكرية متكاملة لاستخدام القوة العسكرية في سوريا ،جاء ذلك ردا على ضغوطات عضو الكونغرس جون ماكين وهو من اشد الأعضاء المتحمسين للحرب على سوريا لإنهاء ما سماها الحرب الداخلية الدائرة منذ سنتين في سوريا ،وألقى ديمبسي الكرة في ملعب الرئيس باراك اوباما الذي عده القائد العسكري الأعلى لهذه الأمة على حد قوله ،أي بمعنى أن الخطة جاهزة وقيد التنفيذ حتى انه سماها (الإستراتيجية الجريئة) وتنتظر إشارة من اوباما وإدارته ،هذا الكلام ما تتداوله الصحف الأمريكية والعالمية الآن بشكل واسع ،ولكن الأوضاع في المنطقة العربية تسير عكس التيار الأمريكي تماما ،مما يقوض تنفيذ الضربة الأمريكية أو تأجيلها على اقل تقدير ،فالوضع الأمني المنهار و المتفجر في العراق من تفجيرات وتهجيرات طائفية وعرقية، وصراعات سياسية داخل العملية السياسية الفاشلة التي تعاني من فقدان الثقة بين الكتل والأحزاب ،هو احد أسباب تأجيل الضربة والهجوم العسكري على سوريا ،لان انعكاسات الحرب ستكون وخيمة على تجربة المجرم بوش( الديمقراطية في العراق)  وتقويضها ،من جهة ومن جهة أخرى أن ما يجري في العراق ،هو إجراء إيراني منظم للتخفيف عن تردي الأوضاع العسكرية في سوريا ،والتي أصبحت لا تخدم النظام السوري، والأوضاع ليست في صالحه على الارض  ،لذلك عمد حكام طهران الى إشغال دول الجوار السوري (العراق ولبنان وتركيا )لامتصاص زخم تقدم المعارضة والجيش الحر وعرقلة تقدمها الى دمشق العاصمة وإسقاط النظام ،إضافة الى سقوط أنظمة الإسلام السياسي في مصر وتونس والثورة عليها من قبل شعوبها والإطاحة بها، بعد فشلها في احتواء آمال وطموحات الشعب العربي في هذه الدول وأصبحت مثار سخرية العالم كله ،وأصبحت عبئا ثقيلا على شعوبها تنذر بحرب أهلية كما هو الحال في مصر ، ونعود الى خطة ديمبسي العسكرية ومدى فاعلية وجرأة تنفيذها في وسط معارضة روسية وإيرانية وصينية شديدة، يقابلها تحشيد وتأييد عربي وغربي كبير للإسراع بالتنفيذ ،فأخبار المعارضة السورية على الارض تواجه صعوبات كبيرة في التسليح العسكري من عتاد وصواريخ مضادة للجو والدبابات والطائرات وأجهزة عسكرية أخرى مهمة للحسم العسكري،وتأخر المساعدات الأمريكية والغربية وتلكؤ بعضا منها خوفا من وصولها لجبهة النصرة ،ومما كذب هذا السبب  إعلان الحرب بين جبهة النصرة والجيش الحر بعد مقتل احد قادة الجيش الحر ،واظهر هذا تباين وجهات النظر وتردد فرنسا وبريطانيا وتذبذب مواقفهما عن تقديم الدعم العسكري والإعلامي للجيش الحر والمعارضة وما فشل عقد مؤتمر جنيف2 إلا احد أسباب التباس المواقف الأوربية تجاه الموقف الأمريكي المتذبذب والضبابي والمتلون في حسم أسلوب التعامل مع المعارضة وتسليحها وحسم معاركها مع نظام الأسد الدموي ،ومن ابرز أسباب تعقيد الموقف الأمريكي وعدم استطاعته تنفيذ خطة ديمبسي الآن هو تدخل إيران وحزب الله والميليشيات الطائفية العراقية المباشر في الحرب مع النظام ضد الجيش الحر ،وموقف روسيا والصين الرافض للتدخل العسكري الأجنبي في سوريا وإذا ما حصل هذا فهذا يعني قيام الحرب العالمية الثالثة في المنطقة وهو ما لا تريده ادارة اوباما في الوقت الحاضر لتشتت خياراتها وضعف تحالفاتها في المنطقة والعالم تحلفها الهش مع فرنسا وبريطانيا وألمانيا،إضافة لعدم قدرتها الاقتصادية على تحمل نفقات الحرب على عكس ما حصل في العراق والذي تحملت النفقات في غزوها للعراق دول الخليج العربي ،باختصار نقول أن الحرب على سوريا الآن من قبل ادارة اوباما محفوف بالمخاطر وقد يسقط إمبراطورية أمريكا الى الأبد ،فلذا سوف لن يقدم اوباما على حماقة أخرى، كالذي أقدم عليها المجرم بوش في العراق وأفغانستان ،الموقف في سوريا شديد الحساسية والخطورة ويحتاج الى وقت إضافي لحسم المعركة مع نظام بشار الأسد ونظام طهران ،ولكن المؤكد إن الحرب الأمريكية الغربية على سوريا وإيران قادمة ضمن خطة مارتن ديمبسي وان طال الانتظار …..

أحدث المقالات

أحدث المقالات