ننظر الى التدخل الايراني العسكري العلني في شئون المنطقة ،على إنه جزء من بنود الاتفاق النووي الامريكي-الايراني في إطلاق يد إيران العسكري وتغولها ،مقابل التوقيع على منع ايران من امتلاكها القنبلة النووية للاغراض العسكرية ،ولو الى حين متفق عليه سريا مع ايران ، ولكن الاكيد ان التغول الايراني ،وتأسيس جيش شيعي تقوده ايران في المنطقة ، لتنفيذ وتحقيق حلم ايران في اقامة امبرطورية فارس ،هو السمة الابرز ،لما يجري الان على الارض من سيناريو ايراني،ومباركة امريكية ، فما هي سمات هذا المشروع ،واين وصلت مراحله، وكيف نواجه (كعرب وعراقيين)، هذا المشروع القومي الفارسي ،التي تستخدم ايران (الشيعة العرب)، لتنفيذه ،دون ان ترسل جنديا ايرانيا واحدا له، أي تستخدم اذرعها واتباعها (كبندقية مؤجرة) لهذا المشروع الجهنمي،الذي سيدخل المنطقة في حروب طائفية ،وقومية ،وعرقية،لقرون طويلة ، وهذا ما خططت له امريكا تماما، أي تطلق يد ايران كشرطي لها في المنطقة ، كما استخدمت الشاه من قبل ، ورمته على قارعة الطريق، بعد انتفاء الحاجة من خدماته ، ما نراه اليوم من تحشيد ايراني ،لتأسيس جيش قوامه(10 مليون ) متطوع ،كما صرح احد قادة ايران ، هو بداية اولية لهذا المشروع، ورأينا كيف تم تأسيس (58) ميليشيا طائفية في العراق مسلحة تسليحا وتدريبا ايرانيا كاملا كما لم يسلح يسلح الجيش العراقي،وتحمل صور الخميني وخامنئي وقادة اخرين وشعارات طائفية تهدد باخذ ثأر الحسين (ع) من المكون السني،بشعارات تستميل بها وتشحذ بها دينيا شيعة العراق العروبيين ،(هيهات منا الذلة)،و(يا لثارات الحسين ) ،لتأجيج واشعال فتنة طائفية لتبرر لهم الثأر والاحتراب الطائفي الاهلي، وقد فشلت في هذا على الصعيد الشعبي،وفوت عليهم الفرصة اهلنا في الجنوب وافشل الحرب الطائفية الاهلية، وبقي يهوس بها ويعمل على اشعالها الاحزاب الايرانية وفضائياتهم والميليشيات فقط ،وهكذا جيش حزب الله ، الذي يقاتل في سوريا، وجيش الحوثيين يقاتل في اليمن ،باشراف ورعاية وتسليح ودعم ايراني علني امام كل العالم،وقالها حسن نصر الله بملء فمه ،دون خجل او خوف ، فماذا بقي اذن،سوى اعلان الحرب الايرانية باذرعها في عموم المنطقة ، بقيادة ايرانية ، فهل نشهد حربا شيعية-سنية ،في مرحلة قادمة ،يكون طرفاها ايران والسعودية ، ويدفع ثمنها الشعب العربي فقط ،دون الشعب الايراني، لانها المعركة ستكون خارج الاراضي الايرانية بالانابة عن حكام طهران وجيش طهران،أي بالبندقية المؤجرة عربيا (حزب الله والحوثيين وميليشات ايران في العراق)،وهل نعد هذا التغول هو (فخ امريكي لايران) ،تماما كالذي وضعته للعراق ،ابان دخول الكويت، لنرى ونحلل ما يجري على الارض ،لنعرف الهدف من هذا التغول الايراني الغير مسبوق في المنطقة، لان ما نراه على الارض ،يؤكد بما لايدع مجالا للشك،ان النظام الايراني قد تلبسته حمى الحرب ورعاية الارهاب ،ودعم التطرف والارهاب باسم الدين والطائفية ، كمنطلق لتحقيق التوسع والتمدد الايراني الفارسي في عموم المنطقة والهيمنة عليها ، فنرى الخطاب الايراني،خرج من السرية الى العلن ،
وان تصريحات اذرعه واتباعه في المنطقة،كزعيم حزب الله وقادة الميليشيات العراقية وقادة الحوثيين ، خرجت من الانكار والتضليل والتسويف (والتقية )، الى الافصاح والتباهي والتهديد والتبجح عبر الاعلام بتبعيتهم لايران والعمل لتحقيق مشروعها الفارسي القومي، وكلنا رأى وسمع وشاهد خطابات حسن نصرالله وهادي العامري وابو مهدي المهندس واوس الخفاجي وقيس الخزعلي واخرهم تهديد السفير السعودية في العراق بالقتل (بشرف)، اذن القضية لم تعد تصريحات فقط،وانما تحولت الى خطر حقيقي يهدد بتفجير المنطقة كلها، لاسيما وان القضاء على تنظيم داعش ،وصل مراحله النهائية في العراق وسوريا، وما نتحدث عنه ،هو مرحلة ما بعد داعش،أي الصفحة المقبلة بعد انتهاء صفحة داعش السوداءنوابتداء صفحة الميليشيات الايرانية الاشد سوادا من الاشهر القادمات على منطقتنا العربية ، وهكذا تثبت الدلائل ،ان داعش والميليشيات وجهان لعملة واحدة ، بمعنى ان من يدعم ويرعى تنظيم داعش،هو نفسه من أسس وسلح ورعى ودعم الميليشيات في المنطقة ، وهكذا تثبت ايران انها راعية الارهاب الاول في المنطقة ، وانها تستخدم بنادق مأجورة لتنفيذ اهدافها القومية الفارسية لتفريس المنطقة واخضاعها لسيطرتها بالقوة وتغول الميشيات باسم الشعارات الدينية،التي افرغها العراقيون من محتواه البائس بشعار (باسم الدين باكونة الحرامية)ن وحولوا العمائم ورجال الدين من رؤساء الكتل السياسية الى مسخرة ونكتة في الشارع العراقي ،ان ما نريد ان نكشفه للرأي العام ، هو ان المشروع الايراني يمضي بقوة الى اعلان الحرب العربية-الفارسية ، وان قاادسية اخرى ستشهدها المنطقة بين ايران والعرب ، وهذا ما تعلنه وتعمل عليه ايران ،في وقت يسكت العرب وحكامهم عن ما تفعله ايران في العراق وسوريا ،وتهيأ له في اماكن اخرى كاليمن والسعودية وغيرها ، خاصة بعد بروز تحالفات جديدةتمكن ايران بالمضي قدما وبسرعة في تنفيذ مشروعها الكوني في التوسع والتشيع الصفوي،وان اعلان روسيا وتركيا وايران عن تحالف عسكري في المنطقة بحجة مواجهة امريكا وافشال مشروعها ،اقامة الشرق الاوسط الجديد ،وتقسيم دول المنطقة وتجزئتها على مقاسها ، مبتدئة باقامة دولة على الشريط التركي –السوري ، فاغاظ هذا الامر كل من ايران وروسيا وتركيا وسوريا والعراق ، وهكذا دخل الجيش التركي لافشال اقامة كيان كردي هناك ،بموافقة ودعم ايران وروسيا وسوريا ، دخل الجيش التركي والجيش الحر الى مدن جرابلس وغيرها،واخراج وحدات الشعب السوري من منبج بقرار امريكي ارضاء للتحالف الروسي الايراني التركي، مقابل المضي بمواجهة داعش امريكيا في معركتها الاخيرة الفاصلة في الموصل والرقة معا ، اعتقد ان الاوضاع شديدة التعقيد والصعوبة، وشديدة الضبابية ايضا، ولكن من يتابع ما يجري على الارض يتأكد ان الرابح الوحيد من كل هذه الزوبعة ،هما امريكا وايران فقط ، فهل تتوقف ايران عند هذا الحد بعد داعش، لا، فايران ستتحول الى دول الخليج بدعم امريكي لحلب الدول الخليجية، وايجاد عدو مفترض لها وابتزاها وتخويفها(حسب الرؤية الامريكية)، ولكن في الحقيقة ،ان الخطر الايراني الان هو الاول ويأتي بعده الخطر الاسرائيلي ،بالرغم من ان اسرائيل تشارك ايران في كل حروبها مع العرب ، وتعمل على اضعافهم عبر التاريخ مع ايران ،لتبقى في مأمن عن الخطر (العربي) كما كان مع العراق قبل تدمير العراق، ومحو دولته بغزو وحشي امريكي، لهذا الغرض،
ان التغول الايراني الان له ما يبرره، وهو ضعف العرب وتشتتهم وضياع بوصلة التعاون العربي المشترك وضعف اداءاو انعدام او فاعلية الجامعة العربية ، في مواجهة التحديات التي تواجه مصير ومستقبل الامة العربية برمتها،تاريخا وحضارة وارض، فعندما تأسس التحالف الاسلامي العربي ،استبشرنا خيرا نوقلنا ان الرادع العربي امام ايران قد ظهر، ولكن خاب املنا وما زلنا ننتظر الذي لايجيء، بعد ان تمكنت ايران من تأسيس جيشا شيعيا تقوده لتهديد الدول العربية حصرا وليس غيرها،وتهدد به الامن القومين ومستقبل العرب كلهم ، فكيف اذن نواجه هذا الغول الفارسي الايراني المتغول، لاجتياح الارض العربية ،كما هو يعلن ويصرح ويهدد على لسان اتباعه ومريديه وقادته وميليشياته ،ان مواجهة المشروع الايراني الفارسي هذا، هوباعادة اللحمة العربية والقرار العربين ودعم المقاومة العراقية والاعتراف بها دوليا ودعمها ماليا وعسكريا ودوليا ، بعيدا عم الاعلام الايراني ،الذي يريد ونجح في شيطنة المقاومة ورجالها، بوضعها في سلة الارهاب الداعشي وتنظيم داعش الاجرامي ، ان دعم العراقيين ممن يرفض التواجد الايراني والتغول الايراني والتدخل الايراني ،من رجال دين ورؤساء عشائر وشخصيات وقوى وطنية لم تشارك في العملية السياسية ،مثل هيئة علماء المسلمين والجبهة الوطنية والقومية والمشروع الوطني العراقي وغيرهم،هو كفيل بافشال مشروع ايراني الفارسي ،الذي اخذ ابعادا خطيرة بفعل الدعم الامريكي له ، هكذا نجهض المشروع الفارسي الايراني ،ونفشل اهدافه التوسعية الدينية ومشروعه الكوني لها، ان الخطر الايراني ،يدق ابوابكم ايها الخليجيون ،ايها العرب اينما كنتم ولاتصدقوا،اكذوبة امريكا فإنها عدوة الشعوب ولا صديق لديها سوى مصالحها …………………..