18 ديسمبر، 2024 7:48 م

أمريكا وإيران .. ومشاريع التقسيم

أمريكا وإيران .. ومشاريع التقسيم

قراءة الواقع , فلسفة بحد ذاتها , والتنبوء قد يكون مجرد خيال .. وفي الطرف الاخر , حيث مراكز البحوث ورسم السياسات تفيد , أن واقعا جديدا لمنطقة الشرق الاوسط , جرى رسمه وتقاسمه , ما بين أمريكا ومن ورائها إسرائيل وروسيا ومن ورائها إيران .. الهدف الاسمى لتلك الدول , السيطرة على منابع النفط والغاز في منطقة الشرق الاوسط الجديد , ما يبرر أهداف الحملة المقبلة للمربع العالمي , التي بدأت ملامحها تبرز للعيان ..
أمريكا سيطرت على العراق بكل تفاصيله , والحكومات التي تتشكل , لا تعنيها بشئ .. نفط العراق صار في الجيب , شئتم أم أبيتم .. والتقسيم قادم لا محالة , وهو مجرد وقت وأعادة ترتيب .. والكورد , أول من سيحقق نبوءة جو بايدن في تقطيع أوصال الوطن .. والسياسييون السنة , يرسلون خميس الخنجر الى بغداد , وهو يحمل رسالة مفادها , إما أن نكون معا في القرار , أو نحن ماضون للاقليم السني .. والسياسييون الشيعة ينتظرون صندوق إعمار المدن المحررة , وتأهيل من سيحكم التحالف الوطني .. والمواطن ( شيعة وسنة ) ضائع ما بين إنقطاع الكهرباء وشحة الماء والركام القابع تحت الخيام في درجة نصف الغليان .. وبعد خراب البصرة , بات العراقيون اليوم , يدركون المغزى الحقيقي لوجود وبقاء الاحزاب السياسية الناهبة لمقدرات الشعب وأستئثارها بالسلطة ..
إنسحاب أمريكا من العراق , ليست بالصدفة أو أرعبتها جحافل المقاومة , وتلك بدعة أخرى .. بل سلمت إدارة السلطة العراقية الى إيران , ألا أنها سمحت لنفسها بالعودة الى أرض الرافدين , تحت باب مساعدة العراقيين في محاربة داعش .. ومنها تقاسمت طهران وواشنطن , بغداد بما حملت .. مثلما صورت الولايات المتحدة التمدد الشيعي الايراني , طنطلا يخيف الدول الخليجية , التي سارعت بفتح خزائنها الى ترمب , ليأخذ ما لذ وطاب , لان الغاية تبرر الوسيلة .. ألا أن المنطق يقول ( لا أمريكا ستحارب إيران , ولا طهران سترعبها الاستفزازات الصورية لواشنطن ) ..
أمريكا وإيران , لا تريدان للعراق وضعا صحيا مستقرا , لان الهدوء قد يخلق عاصفة قوية تهز مصالح تلك الدولتين وتطيح بالاحزاب الصنيعة لهما في العراق , وقد نشهد ولادة تيار شعبي عروبي , يضع العراق والعراقيين على الطريق الصحيح .. لذلك , نراهما ينشران البلبلة والفتنة الطائفية تارة , ويهددان الوجود العراقي عن طريق داعش ولقيطاتها , تارة أخرى .. وما تصويت مجلس النواب العراقي على قانون سانت ليغو للانتخابات , ألا حلقة أخرى من حلقات التأمر على العراق والعراقيين , وتعزيز سلطات الاحزاب الكبيرة والمدعومة من أمريكا وإيران , والتي عاثت في العراق الفساد والخراب ونهب مقدرات الشعب ..
ومن أجل ذلك , على العراقيين بجميع مكوناتهم وأديانهم , أن يتوحدوا وينظموا الصفوف بوجه الرياح الصفراء التي تريد النيل من العراق والعراقيين , من خلال رفض مشاريع التفتيت والانقسام , التي يراد منها تقسيم المجتمع العراقي الى كانتونات طائفية , وتبديد ثرواته ..