تمتّد العلاقات الأمريكية – الإيرانية،الى فترة تواجد مرشد الثورة الايرانية الخميني في فرنسا، بعد خروجه من العراق،وربما قبل ذلك،حينما كان في العراق،لتهيئته لقيادة الثورة على شاه ايران محمد رضا بهلوي،بعد شيطنته في داخل ايران،وهكذا كان على متن الطائرة المتجهة الى طهران، التي حملت مرشد الثورة خميني ،مسؤول (السي آي أي) الامريكي،يجلس جوار المرشد،وشاهده العالم كله،ينزل مع الخميني في مطار طهران،وهكذا تطورت العلاقات بين الادارة الامريكية –الايرانية لتصل الى ذروتهافي الحرب الإيرانية – العراقية،وفضيحتي إيران –غيت أو الكونترا،بالتعاون مع إسرائيل،في عهد الرئيس رونالد ريغن،وهكذا تواصل التعاون التسليحي والسياسي والإعلامي بين الطرفين، حتى وصل هذا التعاون والتخادم ،الى مشاركة إيران،في إسقاط نظام صدام حسين وإحتلال العراق، بإعتراف قادة إيران، ومنهم الرئيس هاشمي رفسنجاني، وأبطحي نائب الرئيس خاتمي،وصولاً الى تقاسم الحكم في حكومات العراق المتعاقبة منذ الاحتلال والى يومنا هذا،ولكن هذا الزواج الكاثوليكي برأئي، قد انتهى الان بينهما، بعد الصراع على النفوذ في المنطقة ،وبروز ظاهرة تنظيم داااعش الإرهابي، وتغوّله في الشرق الاوسط، وسيطرة نظام طهران ،على أربعة عواصم عربية ، وتراخي قبضة أمريكا العسكرية والسياسية في المنطقة ،وتهديد طهران المصالح الإستراتيجية الأمريكية ،بعد أن توتّرت العلاقات الامريكية، مع دول الخليج العربي،بعد مجيء الرئيس بايدن الى الحكم، وهجومه الإعلامي على السعودية والإمارات ،وإيقافه التعاون التسليحي والإقتصادي بينهما،فشعرت إدارة الرئيس بايدن ،أن علاقاتها ومصالحها الإستراتيجية في الشرق الاوسط في مهب الريح، وإن الحصار الإقتصادي والنفطي التأريخي على إيران، لم يؤثر عليها ،ويوقف خطر توسعها في المنطقة،وإن مشاركة إيران في حرب روسيا على أوكرانيا، بتزويده بالمسيّرات والصواريخ الباليستية، هو معركة مع أمريكا بالإنابة، خاصة وأن ادارة الرئيس بايدن هي الممّوّل الرئيسي لتسليح وتموّيل الحرب هناك، لصالح أوكرانيا، واجبرت اوروبا بالمشاركة معها لمواجهة غزو بوتين لاوكرانيا، عن طريق الناتو،من هناك ،كان على ادارة الرئيس بايدن أن تواجه خطر ايران ،في العراق وسوريا واليمن ولبنان وتقوض نفوذها فيه،وخطر دااااعش الإجرامي، والذي تخادمت امريكا وايران في مواجهته والقضاء عليه في سوريا والعراق،كل من زاويته ومصلحته الاستراتيجية ،ومن هنا بدأ التصادم الامريكي – الايراني،بعد كل هذه التخادمات في المصالح البعيدة المدى،اليوم هو يوم التصادم الاستراتيجي الامريكي مع طهران،بعد نفاد صبرها الاستراتيجي ، وفقدانها الكثير من مصالحها في المنطقة، بعد إخراج روسيا من حلبة الصراع في سوريا، وانكفاء الصين عن حرب روسيا ضد اوكرانيا، الآن نرى أن التحالف الصيني –الروسي – الإيراني قد تلاشى، بعد زيارة الرئيس الصيني لمنطقة الخليج العربي، وتوقيعه اتفاقيات اقتصادية ونفطية إستراتيجية ،مع دول الخليج والسعودية، مما أقلق ادارة بايدن وارعبها ،واطار صوابها خوف من تخلي دول الخليج والمملكة العربية السعودية عنها، وخاصة في أزمة النفط التي تعاني منها الولايات المتحدة الامريكية وتخفيض انتاج النفط العربي،وكذلك التحالف الاستراتيجي مع السعودية،لهذا إستشعرت ادارة بايدن بالخطر وفقدان زمام الامور في الشرق الاوسط، فسارعت الى اعادة العلاقات مع دول المنطقة ،لتضييق الخناق على طهران، بعد فشل الإتفاق النووي الايراني ،في مؤتمر فيينا ،فكانت إسرائيل تمارس الحرب السرية – السيبرانية ،على المواقع الحسّاسة لمفاعلات طهران ،وإغتيال علماء الأسلحة النووية والباليستية،وتدمير مؤسسات الطاقة الكهربائية والنفطية ،لتعطيل نهجها وإصرارها على إمتلاك القنبلة النووية والاسلحة والصواريخ المحرمة ،خاصة بعد أن أيقنت اسرائيل ، أن إرسال إيران فصائل ولائية مسلحة ،الى حدود سوريا معها ، يشكّل خطراً حقيقياً يهدّد مستقبلها القريب، وبالرغم من إن إسرائيل تقصف يومياً معسكرات ومواقع هذه الفصائل ،وتمنع تزويدها بالسلاح والعتاد من العراق،فإن هذا لم يمنع إيران، من الإستمرار في دعم وتسليح الفصائل ،لمواجهة خطرأمريكا واسرائيل، وإبقاء الحرب خارج إيران، وبعد وعجز أمريكا وإسرائيل ،عن مواجهة إيران ،وفصائلها في العراق وسوريا ولبنان واليمن، حوّلت الصراع الآن الى شوارع ومدن ايران كلها ،على شكل تظاهرات غاضبة،لإسقاط نظامها،والتخلّص منه ،لأنه أخذ يشكّل عقبة كأداء ،في طريق إقامة ( مشروع الشرق الاوسط الكبير) حلم أمريكا وهدفها الأوحد في المنطقة،لهذا إدارة الرئيس بايدن تعمل مع بريطانيا وفرنسا والمانيا، على إحالة الحرس الثوري الايراني وفصائله على لائحة الإرهاب الدولي، وهي مرحلة خطيرة تدعم تظاهرات الشعب الايراني، إضافة الى دعم أوروبا وأمريكا للمعارضة الإيرانية، وتزويدها بكل ماتحتاجه ، ومنها ابن الشاه ومريم رجوي زعيمة مجاهدي خلق ومنظمة الاحواز،فهل نستطيع القول الآن، أن التحالف الدولي لأمريكا ، بدأ فعلياً يعمل لإسقاط نظام طهران من الداخل،عكس سيناريو غزو العراق وإحتلاله، الذي بدأ بتجييش الجيوش ل(30) دولة ،جميع المعطيات الدولية تذهب الى هذا السيناريو، لسبب بسيط هو أن أمريكا وتحالفها بغزو العراق ، قد فشل فشلا ذريعا، وفدمت إدارة المجرم بوش ،أكثر من خمسة الآف قتيل على يدّ المقاومة العراقية البطلة، فلا تريد تكرار السيناريو الفاشل ثانية بإيران، ثم أنها (دول التحالف الامريكي)، لاتريد التغيّير من الخارج ، كي لاتخسر الشعب الإيراني، ويصطّف مع ملالي طهران،هي ودول التحالف تدعم وبقوة التغيير الداخلي، وهذا مانراه في ثورة الإيرانيين ،دعماً اعلامياً وسياسياً وعسكرياً واضحاً،وهذا يضمن لها ،إضعاف وتراخي النفوذ الإيراني في سوريا والعراق واليمن، ولبنان، الذي يعاني من سوء وإرتباك وفشل في الحكم، وتصادمه مع شعبه هناك، فحال سوريا أسوأ من العراق، والعراق أسوأ من لبنان واليمن وهكذا، تتحّكم أمريكا بمصيرالشعوب، وتزعم زوراً وبهتانا أنها تريد فرض الديمقراطية والحرية ،في أنظمتها المصنوعة في واشنطن،أكذوبة ديمقراطية أمريكا تظهرسوأتها في العراق،فلاحرية ولاديمقراطية بل فشل سياسي وحكومي وإفقارالمواطنين، وقمع حريات ،وسيطرة أحزاب على النفوذ السياسي والعسكري والأمني في البلاد، هذه هي ديمقراطية أمريكا في العالم فتباً لهكذا ديمقراطية،تضحك بها على الشعوب ،إن التصادم الأمريكي–الإيراني، قادم بعد إنتهاء التخادم، وأن المصالح الإستراتيجية تبرّر هذا لإمريكا، مثلما تبررّه لإيران، والضحّية دائما الشعوب المقهورة ،وقلنا سابقا ونؤكد مقولة وشعار لا توجد عداوات دائمة،بل توجد مصالح دائمة ،هكذا اليوم تنتهي مصالح امريكا مع ايران ،لتبدأ فصلاً آخر من العداوة بينهما، والعقوبات الأوربية والأمريكية القاسية على إيران وقادتها وحرسها الثوري الآن ،أولى هذه الإشارات ..فإنتظروا التصعيد ….!!!