18 ديسمبر، 2024 6:50 م

أمريكا وإيران تّصادمٌ بعد تّخادمٌ…!

أمريكا وإيران تّصادمٌ بعد تّخادمٌ…!

لايمكن إعتبار مايجري في مضيق باب المندب،إلاّ حرباً معلنة بين أمريكا وبريطانيا من جهة،وبين الحوثيين وإيران من جهة أخرى،أو مايجري من تبادل قصف صاروخي مباشر، بين باكستان النووية، وإيران الذاهبة الى إمتلاك اسلحة نووية تدميرية،أو ما تقوم به إيران وفصائلها الولائية، من قصف مباشر على محافظة أربيل، والقواعد الأمريكية العسكرية في العراق وسوريا،فهي حرب بالإنابة ،غير معلنة بين أمريكا  وإيران،أليس هذا هو المشهد الآن في منطقة الشرق الأوسط،زائداً حرب غزة المدمّرة،التي أحرق الجيش الصهيوني، الأخضر واليابس في عموم مدن غزة، وقتل وهجّر اهلها ، تماماً كما فعله داعش الإجرامي في مدننا الغربية وخاصة الموصل،إذن حرب غزة، تلد حرباً أخرى،في عموم الشرق الأوسط، وهذا مايمهّد لحرب عالمية ثالثة،يتحدث فيها جميع المراقبين والسياسيين في العالم،وساحة هذا الحرب،قد أفصحت عنها الأحداث على الأرض، ولكن مالم تفصح عنه هذه الأحداث، هو أن،مَن سيطلق شرارة هذه الحرب أمريكا أم إيران،لأنهما هما جناحا المعادلة العسكرية في المنطقة ، وهما من يتحكّم بمصيرها، ومستقبلها،لهذا تعمل كل منهما ، الإعلان إعلامياً على عدم الرغبة ،في توسعة حرب غزة الى خارجها، وهما في الواقع تواقيّن الى الإسراع في حسمها لصالح أحد الطرفين، لسبب بسيط ،هو أنّ المصالح الإستراتيجية للطرفين مهددة من الطرف الآخر،وهذا وحده سبباً يكفي ، للقول بأنّ أمريكا وإيران ، مصممتان على إبقاء طرف واحد منهما ،يسيطر ويهيمن على عموم المنطقة، فقد ولّى زمان التخادم السياسي،يوم كانت أمريكا تدعم الفصائل، وافقت على إنشاء الحشد الشعبي في العراق، لمواجهة خطر تنظيم داااعش على الطرفين كما (يزعمان)، والتخادم العسكري ايضا إنتهى مفعوله، لإنتهاء خطر دااااعش المزعوم على الطرفين،بعد القضاء عليه، وتدمير مدن الغربية كلها، إذن لم يبق في الساحة إلاّ أمريكا وإيران ، تتصارعان على مصالحهما، بعد إنتهاء التخادم بينهما، والآن جاء وقت التصادم ،فقرار الحرب بيد الطرفين، وهو إما أنْ تنتصر أمريكا وتقصي إيران عن هيمنتها على المنطقة، بفصائلها العسكرية الولائية،وإما أن تطرد إيران وفصائلها، أمريكا من الشرق الأوسط، وتغلق معسكراتها وقواعدها العسكرية،وحتى سفارتها في بغداد ،فلمَن ستكون الغلبة ياترى،هذا هو المشهد العسكرية المتفجّرفي المنطقة بين امريكا وايران، والتي كانت شرارة الحرب قد إنطلقت من غزة وفصائلها،وللإجابة على سؤال ماهومستقبل الشرق الأوسط، وماهو شكله بعد التصادم الأمريكي – الإيراني المفترض، والذي جميع الأدلة والواقع ،يؤكد هذا التصادم،إبتداء ما قامت به أمريكا من إنشاء تحالف دولي إستراتيجي ،مكوناً من عشرين دولة عظمى،لمواجهة مايسمى الخطر الحوثي ، وماتقوم به ميليشياته بقصف السفن والبواخر المارة عبر مضيق باب المندب، أو القصف بالصواريخ الباليستية الإيرانية، لمدن الكيان الصهيوني،أو ماتقوم به الفصائل العراقية العسكرية في سوريا والعراق ،من قصف صاروخي لقواعد امريكية عسكرية في سوريا والعراق،يهدّد بشكل مباشر المصالح الإستراتيجية الإمريكية في الشرق الاوسط،إضطرّت أمريكا للردّ عليه، بقصف مقرات الفصائل المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي ،في داخل العراق وسوريا،وإغتالت قادة لهم ،وللحرس الثوري،أبرزهم مساعد قائد جيش القدس قاسم سليماني(رضي الموسوي)في سوريا، أو أحد أبرز قادة حركة النجباء أبو تقوى السعيدي في العراق،وقد كانت عملية اغتيال قادة الفصائل الولائية،وقصف مقراتها ،إنتهاء الهدنة المعلنة بين الطرفين ،وبدء مرحلة الحرب المعلنة بينهما،لهذا نرى القصف اليومي للفصائل،على قواعدها في أربيل وعين الأسد بالأنبار،وعلى قواعدها في حقول النفط بسوريا،والردّ الاأريكي والبريطاني،في وقت تسعى حكومة السوداني بدعم ودفع من الاطار التنسيقي،والبرلمان العراقي وبقوة،الى طرد التواجد الامريكي من العراق،مقابل معارضة تامة ورفض من الحزب الديمقراطي الكردستاني، وتحالف السيادة وتقدم،في ظرف أزمة برلمانية، وصراع شديد على إنتخاب رئيس مجلس النواب، وتدخل إيران في إبعاد مرشح حزب الحلبوسي،بتهمة الإجتثاث وتمجيد البعث،إذن حكومة شبه مشلولة أمام حل الازمات، وعدم السيطرة على ضبط إيقاع الفصائل المسلحة، وتعطيل كامل لجلسات مجلس النواب، ليأتي القصف الإيراني على أربيل، بسيل من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة،ليخلط الاوارق على حكومة السوداني، ويحرجها أمام الامريكان وأمام حكومة الإقليم، ويضعها في فوهة المدفع الأمريكي،إنّ القصف الايراني لأربيل، جاء ليرسل رسالة إيرانية واضحة، على أن إيران جاهزة لمواجهة أمريكا ،إن لم تنسحب من العراق،حتى يخلو لها الجو، وتفرض سيطرتها الكاملة على العراق، بما فيه الاقليم،وأن اليد الإيرانية تطال المصالح الامريكية ،أينما كانت،والرسالة الأخرى هي لتخفيف الضغط على الحوثيين ،ومعركتهم في باب المندب ،مع تحالف الدول العظمى ،والتي تتوسع حربها بسرعة مذهلة، جعل من الرئيس الامريكي بايدن إعلان  (الإستمرار بقصف التواجد العسكري)، ومنصات صواريخه في عموم محافظات اليمن ومضيق باب المندب،وفعلاَ تم قصف 13 منصة صاروخية للحوثيين، في محافظات الحديدة وصعدة وذمار وغيرها،وتم ردّ الحوثيين بقصف وتدمير باخرة امريكية في عدن، بمعنى توسعة حرب غزة،بدأت فعلاً من باب المندب، الى أربيل، الى جرف الصخر، الى حقول كونيكو السوري الى البوكمال، وهكذا تتوسع الحرب ،وتتضاءل فرص السلام في المنطقة، في وقت نسيت حرب روسيا اوكرانيا،أو حرب السوادان الاهلية،وتتهيأ المنطقة لحرب لايعلم نهايتها إلاّ الله، وسط ضعف دول الخليج العربي ومصر والاردن، أن لم تصطف مع طرف منهما، على مواجهة مشعلي هذه الحرب، وإصرارهم على إحراق الشرق الاوسط بحرب عبثية،لاطائل منها ، سوى شهوة السيطرة والهيمنة على الشرق الاوسط عسكرياً ، ونهب موارده وإذلال شعوبه وتقسيم أرضه ،ومايجري من صراع إقليمي ودولي، هو نتيجة هذا التغوّل الامريكي – الإيراني، وسباقهما في الهيمنة على المنطقة ، لإنجاح مشاريعهم الإستراتيجية، فالمشروع الأمريكي هو إقامة الشرق الاوسط الكبير، والمشروع الإيراني التوسعي الكوني،هو أقامة وبعث الإمبراطورية الفارسية المندرسة،تحت غطاء ديني وقومي وبأداة مذهبية ، لتضليل شعوب المنطقة، هذه هي مشاريعهما ، التي يعلنوها كل يوم على لسان قادتهما،وتتطبق على الارض ،على شكل توسّع وتمدّد وسيطرة عسكرية وسياسية، فلا نستغرب إذن من هذا الصراع المحموم بينهما، وإن قاتل كلّ طرف بالإنابة عنه طرف آخر ،بالترغيب والترهيب والدعم السياسي والاعلامي والعسكري،وإزاء هذا الصراع المحموم بينهما ،تتولّد فكرة حرب عالمية ثالثة ،بعد أن انتقلت فكرة الى حقيقة ،وإنتهت حالة الصراع بينهما من التخادم الى التصادم المحتوم ،ستثبته الايام القليلة المقبلة ، بعد أن شاهدنا ملامحها ،على شكل قصف بواخر ،وقصف قواعد عسكرية ، وقصف في مدينة أربيل بصواريخ ايرانية طالت الأبرياء، وقصف إيران لأراضي باكستان بنفس الصواريخ الباليستية، وثم الردّ الباكستاني العاجل على القصف الإيراني وداخل أراضيها، كل هذا يمكن له، أن يكون مقدمة وتمهيداً لحرب أخرى، بعد حرب غزة،لنقول أنّ حرب غزة، تلد حرباً أخرى، في المنطقة ….