لماذا تُتهم إيران إتهاماً ساذجاً في أمريكا حول فبركة إغتيال سفير آل سعود عادل الجبير… ؟ و لا تُجرم في العراق على ما إرتكبته و ترتكبه بمساعدة و بمباركة أمريكا , أمريكا التي جلبت للعراق كل هذه المصائب بما فيها تنظيم القاعدة , و تفننت بأساليب القتل و الترويع و التعذيب السادي التي طالة جميع شرائح أبناء الشعب العراقي و عملت بكل ما لديها من أسباب القوة و الهيمنة من أجل إشعال الحرب الطائفية و لم تستطع , خاصةً بمساعدة عملاء إيران الذين سلمتهم السلطة منذ بداية المشوار , أي منذ تشكيل مجلس الحكم سيء الصيت و حتى هذه اللحظة , كيف تتجرأ الإدارة الأمريكية على إستغفال جميع بني البشر و الضحك على عقولهم بهذه البساطة , بتوجيه تهمة إغتيال مفبركة و لربما عارية عن الصحة أصلاً , في حين تغض الطرف بكل وقاحة و إستخفاف عن ما ترتكبه إيران من جرائم قل لها مثيل في العالم …جرائم موثقة بأدلة دامغة لا غبار و لا لبس فيها بدأت منذ عام 1979…عندما وصل الخميني للسلطة و حتى أن نشوب الحرب الإيرانية على العراق التي إستمرت لـ8 سنوات , و أيضاً بعد أن توقفت الحرب كانت إيران تدعم و تمول عصابات القتل و الإغتيالات داخل العراق طيلة فترة الحصار و حتى إحتلاله على يد القوات الأمريكية في 2003 و حتى الآن ؟!.
أليس من حقنا كعراقيين أن نسأل الإدارة الأمريكية هذه السؤال : لماذا يا أمريكا الكيل بمكيالين و ذر الرماد في عيون الخليجيين و خاصةً آل سعود ؟ , بالأمس القريب كنتم تُخيفوهم من العراق و جيشه و قادته و أسلحته ؟ و اليوم تُخيفوهم و ترعبوهم بالمارد الإيراني و أن أذرعه تتمدد في كل الإتجاهات و باتت تستطيع أن تطال حتى سفراء الدول في عقر البيت الأبيض ..؟ عجيب أمور غريب قضية ما هي اللعبة و ما هو السر وراء ذلك و لماذا سفير ؟ و ليس أمير أو وزير أو ولي عهد ,,, ! لماذا أمريكا العظمى ؟ باتت تلف و تدور و لا تعرف أو تتعمد نسج هذه الإتهامات السخيفة و الساذجة التي لم تعد تنطلي حتى على أكثر الشعوب سذاجةً و بلادةً و التي تضر بها قبل غيرها كدولة عظمى .
صحيح بأن أمريكا هي من روج و فبرك الأكاذيب و الحيل و سخر الماكنة الإعلامية الضخمة من أجل إحتلال و تدمير العراق و ارتكب جرائم قتل بحق ملايين العراقيين منذ عام 1991 و حتى الأن , لكن في المقابل يُجمع المراقبين في داخل العراق و خارجه بأن ما ارتكبته إيران و ترتكبه من عمليات سرية و علنية رافقت الإحتلال نذكر منها على سبيل المثال إبادة الآلاف في منطقة ( الزركة ) قرب مدينة النجف , حرب النجف , إبادة أصحاب الحسن الصرخي و كيف تم التعامل معهم , صولة الفرسان في المحافظات الجنوبية و كيف تمت إبادتهم على يد الإيرانيين و القوات الأمريكية معاً, العصيان في مدينة الصدر و كيف تم تدمير المساكن على رؤوس أهاليها , تدمير سامراء , و غيرها من الجرائم الموثقة و العالقة في أذهان كافة العراقيين , ناهيك عن أن أمريكا تعلم علم اليقين بأن العبوات اللاصقة و الصواريخ و الأسلحة الكاتمة و تفخيخ السيارات كلها مصدرها إيران , و أمريكا أيضاً تعلم علم اليقين بأن الجارة إيران و مخابراتها تسيطر سيطرة تامة على كافة المحافظات خاصةً المحافظات الوسطى و الجنوبية و إنها أي الإطلاعات الإيرانية تقف وراء اغتيال الطيارين و المهندسين و الأطباء و العلماء و شيوخ العشائر و الشخصيات الوطنية التي تعارض الإحتلال الأمريكي و التدخل الإيراني السافر في شؤون العراق , هذا بالإضافة إلى الممارسات المخالفة لجميع المواثيق و القوانين الدولية التي تقوم بها إيران تجاه العراق كإحتلال أبار النفط و تحويل مجاري مياه الأنهر و حرمان العراق منها و تدمير الزراعة بالكامل , علاوةً على تحويل مجاري مياه البزل المالحة و الملوثة بإتجاه الأراضي العراقية و خاصة تلويث مياه شط العرب و تدمير الثروة السمكية , جرائم إيران في العراق يعلمها القاصي و الداني و أمريكا على رأسهم , حيث تعلم علم اليقين بأن إيران تلعب دور خطير أخطر بكثير من ما قامت به قواتها و مخابراتها و شركاتها الأمنية , لكنها تلزم جانب الصمت و لا تجرأ أبدا لا سراً و لا علناً على توجيه أصابع الإتهام تجاه إيران …؟؟؟, حقيقة الأمر لغز محير , بينما تتذرع بصرف الأنظار عن هذه الجرائم التي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية إلى محاولة يائسة و بائسة عن طريق توجيه اتهامها لإيران بمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن ؟ في حين آلاف الأبرياء من حملة الشهادات العليا و الطيارين و القادة العسكريين لم يحركوا ضمير أمريكا الميت في العراق على توجه ليس الإتهام فقط …! بل تجريم إيران رسمياً على ارتكابها للجرم المشهود لتلك الفظائع و الجرائم و هذا الخراب و الدمار الذي تنشره في كافة أرجاء العراق بمساعدة و مباركة و صمت الولايات المتحدة الأمريكية و الدول العربية و الجامعة العربية و منظمة المؤتمر الإسلامي .