19 ديسمبر، 2024 3:19 ص

أمريكا وإيران بين الإتهام الساذج .. وعدم التجريم الدامغ ؟!

أمريكا وإيران بين الإتهام الساذج .. وعدم التجريم الدامغ ؟!

لماذا تُتهم إيران إتهاماً ساذجاً في أمريكا  حول فبركة إغتيال سفير آل سعود عادل الجبير… ؟ و لا تُجرم في العراق على ما إرتكبته و ترتكبه بمساعدة و بمباركة أمريكا , أمريكا التي جلبت للعراق كل هذه المصائب بما فيها تنظيم القاعدة , و تفننت بأساليب القتل و الترويع و التعذيب السادي التي طالة جميع شرائح أبناء الشعب العراقي و عملت بكل ما لديها من أسباب القوة و الهيمنة من أجل إشعال الحرب الطائفية و لم تستطع , خاصةً بمساعدة عملاء إيران الذين سلمتهم  السلطة  منذ بداية المشوار , أي منذ تشكيل مجلس الحكم سيء الصيت و حتى هذه اللحظة  , كيف تتجرأ الإدارة الأمريكية على إستغفال جميع بني البشر و الضحك على عقولهم بهذه البساطة , بتوجيه تهمة إغتيال مفبركة و لربما عارية عن الصحة أصلاً , في حين تغض الطرف بكل وقاحة و إستخفاف عن ما ترتكبه إيران من جرائم قل لها مثيل في العالم …جرائم موثقة بأدلة دامغة لا غبار و لا لبس فيها بدأت منذ عام 1979…عندما وصل الخميني للسلطة و حتى أن نشوب الحرب الإيرانية على العراق التي إستمرت لـ8  سنوات , و أيضاً بعد أن توقفت  الحرب كانت إيران تدعم و تمول عصابات القتل و الإغتيالات  داخل العراق طيلة فترة الحصار و حتى إحتلاله على يد القوات الأمريكية  في 2003 و حتى الآن ؟!.
أليس من حقنا كعراقيين أن نسأل الإدارة الأمريكية هذه السؤال : لماذا يا أمريكا الكيل بمكيالين و ذر الرماد في عيون الخليجيين و خاصةً آل سعود ؟ , بالأمس القريب كنتم تُخيفوهم من العراق و جيشه و  قادته و أسلحته ؟ و اليوم تُخيفوهم و ترعبوهم بالمارد الإيراني و أن أذرعه تتمدد في كل الإتجاهات و باتت تستطيع أن تطال حتى سفراء الدول في عقر البيت الأبيض ..؟  عجيب أمور غريب قضية ما هي اللعبة و ما هو السر وراء ذلك و لماذا سفير ؟ و ليس أمير أو وزير أو ولي عهد ,,, ! لماذا أمريكا العظمى ؟ باتت تلف و تدور و لا تعرف أو تتعمد نسج هذه الإتهامات السخيفة و الساذجة التي لم تعد تنطلي حتى على أكثر الشعوب سذاجةً و بلادةً و التي تضر بها قبل غيرها كدولة عظمى .
صحيح بأن أمريكا هي من روج و فبرك الأكاذيب و الحيل و سخر الماكنة الإعلامية الضخمة من أجل إحتلال و تدمير العراق و ارتكب  جرائم قتل بحق ملايين العراقيين منذ عام 1991 و حتى الأن , لكن في المقابل يُجمع المراقبين في داخل العراق و خارجه بأن ما ارتكبته إيران و ترتكبه من عمليات سرية و علنية رافقت الإحتلال نذكر منها على سبيل المثال إبادة الآلاف في منطقة ( الزركة ) قرب مدينة النجف , حرب النجف , إبادة أصحاب الحسن الصرخي و كيف تم التعامل معهم , صولة الفرسان في المحافظات الجنوبية و كيف تمت إبادتهم على يد الإيرانيين و القوات الأمريكية معاً, العصيان في مدينة الصدر و كيف تم تدمير المساكن على رؤوس أهاليها ,  تدمير سامراء , و غيرها من الجرائم الموثقة و العالقة في أذهان كافة العراقيين , ناهيك عن أن أمريكا تعلم علم اليقين بأن العبوات اللاصقة و الصواريخ و الأسلحة الكاتمة و تفخيخ السيارات كلها مصدرها إيران , و أمريكا أيضاً تعلم علم اليقين بأن الجارة إيران و مخابراتها تسيطر سيطرة تامة على كافة المحافظات خاصةً المحافظات الوسطى و الجنوبية و إنها أي الإطلاعات الإيرانية تقف وراء اغتيال الطيارين و المهندسين و الأطباء و العلماء و شيوخ العشائر و الشخصيات الوطنية التي تعارض الإحتلال الأمريكي و التدخل الإيراني السافر في شؤون العراق , هذا بالإضافة إلى الممارسات المخالفة لجميع المواثيق و القوانين الدولية التي تقوم بها إيران تجاه العراق كإحتلال أبار النفط و تحويل مجاري مياه الأنهر و حرمان العراق منها و تدمير الزراعة بالكامل , علاوةً على تحويل مجاري مياه البزل المالحة و الملوثة بإتجاه الأراضي العراقية و خاصة تلويث مياه شط العرب و تدمير الثروة السمكية , جرائم إيران في العراق يعلمها القاصي و الداني و أمريكا على رأسهم , حيث تعلم علم اليقين بأن إيران تلعب دور خطير أخطر بكثير من ما قامت به قواتها و مخابراتها و شركاتها الأمنية , لكنها تلزم جانب الصمت و لا تجرأ أبدا لا سراً و لا علناً على توجيه أصابع الإتهام تجاه إيران …؟؟؟, حقيقة الأمر لغز محير ,  بينما تتذرع بصرف الأنظار عن هذه الجرائم التي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية إلى محاولة يائسة و بائسة عن طريق توجيه اتهامها لإيران بمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن ؟ في حين آلاف الأبرياء من حملة الشهادات العليا و الطيارين و القادة العسكريين لم يحركوا ضمير أمريكا الميت في العراق على توجه ليس الإتهام فقط …! بل تجريم إيران رسمياً على ارتكابها للجرم المشهود لتلك الفظائع و الجرائم و هذا الخراب و الدمار الذي تنشره في كافة أرجاء العراق بمساعدة و مباركة و صمت الولايات المتحدة الأمريكية و الدول العربية و الجامعة العربية و منظمة المؤتمر الإسلامي .

أحدث المقالات

أحدث المقالات