23 ديسمبر، 2024 6:33 ص

أمريكا وإيران ،المجابهة قبل المواجهة..!!

أمريكا وإيران ،المجابهة قبل المواجهة..!!

إعتمد الرئيس الامريكي دونالد ترمب في ستراتيجّيته الجديدة في المنطقة، ومع إيران تحديداً، على ثنائية المجابهة قبل المواجهة،بعد أنْ نجح في عقد صفقات عسكرية وسياسّية ،مع الرئيسين بوتين وأردوغان ، والذي سمّاها وزير الخرجية ماك بومبيو ب( غسل العارالذي خلفه الرئيس السابق باراك اوباما)، ففي تعاملها مع إيران إستخدمت الإدارة الامريكية ،طريقة المجابهة (The confrontation)، وفرضت حصاراً تأريخياً قاسياً ،خنقت فيه إيران إقتصادياً وإعلامياً وعسكرياً ونفطياً،ونجحت في إقناع حُلفائها الغربيين الاوروبيّين،في تنفيذ الحصار بحذافيره،كي تستنزف القدرات الاقتصادية كلها ،في هذا الحصار،وتسقطها إقتصادياً، قبل المواجهة العسكرية (Military action)،التي جعلتها في آخر المطاف ،أي حتى إنهاك الإقتصاد الإيراني بشكل كامل،وعندها تستخدم القوة العسكرية (Military action)) معه، وزيارة ماك بومبيو وزير الخارجية الامريكي للمنطقة، أفصحت عن جملة مؤشرات إستراتيجية في مرحلة مابعد الزيارة، فقد زار الوزير تسع دول في المنطقة، منها ستة دول خليجية والعراق والاردن ومصر،وتمّ في هذه الزيارة، الأتفاق على تشكيّل تحالف عربي –أمريكي لمواجهة وتحجّيم إيران، وإنهاء دورها التخريّبي المُزعّزع لأمن المنطقة وإستقرارها، وشرح أهداف وغايات الإنسحاب الامريكي من الاراضي السورية، والذي وصفه بومبيو ب(الإنسحاب التكتيكي)،وإعادة الانتشار العسكري في العراق ، والتهيئة لعقد آخر مؤتمر دولي في وارسو عاصمة بولندا ،لإعلان أكبر تحالف دولي أوروربي لمناقشة الملف الايراني ومواجهة التحديات الايرانية للمصالح الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة ،ورعاية إيران للارهاب العالمي ، أما الصفقات التي عقدها مع الرئيس بوتين ،تتضّمن إلموافقة الروسية على إخراج إيران وميليشياتها وحزب الله من سوريا ،وإبقاء نظام البعث والاسد في سوريا، وحماية المصالح الإستراتيجية الامريكية هناك ، مقابل إنهاء التواجد الايراني في العراق ،ونزع أسلحة الميليشيات التابعة له ،وتسليمها للدولة ،ومحاكمة من تلطخّت يداه بدماء العراقيين، وإعادة الحكم (للسُّنة)،لأن الأحزاب الشيعية والاسلاموية ،فشلت في قيادة العراق حسب الرؤية الامريكية وشروطها لبوتين،وأنتجّت ظاهرة تنظيم داعش الارهابي بسياستها الانتقامية والطائفية الثارية ،والذي دمّر المحافظات السنّية فقط، بعد أن أدخلها نوري المالكي بأوامرإيرانية لهذه المحافظات، إنتقاماً منها لهذه المدن، التي لها ثارات وأحقاد تأريخية طائفية معها ،وحرب الثمان سنوات ،التي تجرّع فيها الخميني (كأس السُّمّ الزُّعاف) ،كما أعلن هو بنفسه هذا،هذه هي صفقة بوتين –ترمب، أما صفقة ترمب – أردوغان فهي إطلاق يد الرئيس أردوغان في كل من العراق وسوريا، مع المحافظة على مصالح تركية والاكراد في سوريا، وتحرير محافظة أدلب السورية من قبضة جبهة النصرة وداعش بالتعاون مع روسيا وتركيا والنظام السوري، تمهيداً للقضاء على الارهاب في عموم الاراضي السورية، كما حصل في العراق، إذن هذه هي ستراتيجية الرئيس ترمب ، في طرد إيران وحزب الله والميليشيات العراقية التابعة لها في كل من العراق وسوريا، وفرض الأمن والإستقرار فيها، بعد الإنتهاء من هزيمة التنظيمات التكفيرية كالنصرة وداعش وغيرهما، نعود الى تسارع الاحداث في تنفيذ ستراتيجية الإدارة الأمريكية في العراق، فنرى إلأنتشارالسريع المفاجيء في القواعد العسكرية للمحافظات المحررّة، وإنشاء قواعد جديدة في العراق، منها خمس قواعد في محافظات دهوك واربيل والسليمانية ، في التون كبري وحرير وحلبجة ومخمور ودهوك ،وفي الموصل جبل سنجار ومخموروغيرها، إذن الانتشار العسكري الهائل في العراق، وعودة الجيش الأمريكي لقواعد جوية، في عين الأسد وبلد والفتحة والقيارة والتاجي وديالى ، وتحشّيد أمريكا العسكري في المنطقة ،من تهيئة صواريخ الباتريوت وفتح القواعد العسكرية ،في قطر والكويت والاردن والبحرين وغيرها، وتحريك حاملات الطائرات جون بيتيس وجورج بوش التي تحمل الاف الطائرات والجنود والضباط ومفاعلات نووية على ظهرها،و65 قطعة بحرية مزودة بأحدث الاسلحة وتحضير خطة جهنمية كبرى هي خطة ايقاف الاجهزة الالكترونية في عموم ايران ،بما فيها مفاعلاتها النووية، وإستعداد إسرائيل بكل قوتها العسكرية لضرب طهران ، لهو إشارة واضحة ،على تهيئة وتنفيذ الفعل العسكري( Military action) كخطة لاحقة، إذا فشلت المجابهة ( الحصار الاقتصادي القاتل )((The confrontation، كما تطلق عليها الإدارة الامريكية في ستراتيجيتها،وهذا ماسيقرّره مؤتمر بولندا في وارسو، الشهر المقبل، ولكن ماهو ردّ حكومة عادل عبد المهدي، وهو يرى بأم عينه، كيف يزور الرئيس ترمب العراق بدون( إحم ولا دستور ولاسيادة ولابطيخ) معتمداً على الاتفاق التي وقعها المالكي،أو زيارة وزير الخارجية دون سابق إذار ،في وقت يخرج علينا عبد المهدي ليكذب (عيني عينك) ،ويقول التواجد الأمريكي في العراق يتناقص يومياً، وقد تناقص من 12 الف الى 8 الاف ،هكذا يضلل عبد المهدي الشعب ،ويغض الطرف عن عاصفة التسريبات ،والاخبار والافلام والوثائق ،التي تنشر في صفحات التواصل الاجتماعي أو عبر الفضائيات، ومنها محاكمة نوري المالكي وقادة الميليشيات وكبار الفاسدين ،أو السيطرة على أوامر الطيران المدني والعسكري العراقي أمريكيا،وتجوّل الجيش الامريكي ونائب قائد الجيوش في بغداد وشارع المتنبي، أو دعم مؤتمر مشيغن للمعارضة ،ضد العملية السياسية، وإتهام البعثيين بإقامة ودعم هذا المؤتمر ،في وقت رفض حزب البعث المشاركة فيه وانتقده بشدة ،وهذا كُلّه يؤكد حقيقة تخبط وفشل العملية السياسية ،والأحزاب،ولائها لإيران، أو خوف سطوة النفوذ والهيمنة الايرانية وميليشياتها، وكلها تؤكد عودة الانتشار الامريكي في كل القواعد العسكرية والجوية، وإنشاء قواعد عسكرية ومطارات جديدة، ونحن ننظر الى مثل هذه التصريحات والتسريبات ، التي نعتقد أن الادارة الأمريكية وشبكاتها ومخابراتها، تسربها هنا وهناك ، لتمارس الحرب النفسية أولاً ، وتُمهّد أرضية نفسّية، لجسِّ نبض الشارع العراقي ،ومدى تقُبلهُ تواجد أمريكي طويل المدى، بديلاً عن الإحتلال الإيراني وميليشيّاته،إنها الحرب النفسية التي تسبق إعلان الحرب على إيران، تماماً كما فعلت أثناء غزو العراق، نعم هناك تغييّرات جذرّية ستحصل في المنطقة كلّها ، وسيُعاد رسم خريطة المنطقة ، بعد التخّلص من خطر النظام الايراني، وتغوّلهُ في المنطقة إعتماداً على أذرعه فيها، لإكمال البدر الشيعي، الذي بدأَ يأفل سريعاً في ظلِّ العقوبات الإقتصادية الخانقة، والتواجد الأمريكي على الحدود العراقية السورية ،الذي قطع الإتصال بين طهران وسوريا ،في قاعدة التنف وربيعة وسنجار والانبار، وإحتلاله أربع عواصم عربية ،والذي بدا النظام يدرك هذه الحقيقة ، وإقتصاده يترّنح أمام الحصار التأريخي، ومنعه من تصدير نفطه الى العالم، وإنتهاء مُهلة عزلها عن العالم نهائيا بعد شهرين من الآن، إذن أستراتيجية الأدارة الأمريكية، نجحت الآن في تقويّض التواجد الايراني وتحجيمه ،في كل من سوريا والعراقبصفحتا الاولى ، والآن الإجهاز على إقتصاده وإنهاكه ،بشكل كامل في الصفحة ما قبل الأخيرة ، حيث تؤكد تصريحات وتهديدات المرشد الخامنئي وقادة الحرس الثوري ،والملالي ضد امريكا ، بعد حذف الاصفار عن العملة الايرانية ،أن إلحصار بدأ يفعل فعله ويؤثر على إيران،وهكذا يعطي ثماره في خنق إيران، وإستسلامها لشروط الادارة الأمريكية ال(12) المهينة ،ويتجرّع بعدها المرشد خامنئي كأس سمّ الحصار،كما تَجرّعَ خميني كأس سمّ الحرب مع العراق، قبل أنْ تُعلن الإدارة الامريكية المواجهة العسكرية ، وقيادة تحالف دولي وعربي عسكري لأسقاط نظامها المتهريء ، نعم الإستراتيجية الامريكية ألآن مع طهران هي المجابهة ،وإلإستنزاف الاقتصادي والنفطي، قبل المواجهة العسكرية التي جعلتها الادارة الامريكية وحلفاؤها آخر المطاف كنتيجة حتمية ،على ضرورة إسقاط نظام الملالي في طهران،وآخر الدوّاء الكَيُّ كما يُقال ….