هل تفضّل أمريكا وإسرائيل وإيران، التخادم أم التصادم بينهم،وهل مانراه من تصعّيد وصراع مخفّي،هو نهاية التخادم أم بداية حرب واسعة بينهم،لقد إلتبستْ الأمورعلى الرأي العام ، وتداخل الحابل بالنابل بينهم، في العراق واليمن وسوريا ولبنان، ألآن إتضحّت الرؤية تماماً، وأصبح اللّعب على المكشوف كما يقال،فأمريكا تسعى بحصارها لإيران ،التغيير من الداخل ، ولاتستبعد الحرب ،كضرورة قصوى وخيار أخير،والإنتخابات الأخيرة في العراق، مثال واقعي، للنفوذ الأمريكي، خسارة أحزاب ايران للانتخابات ،وإنحسار بل فشل النفوذ الايراني على أحزابها وفصائلها المسلحة الولائية،التي خرجت عن طاعة المرشد كإبن عاق،وتمرّد الكثر من فصائلها،على قرارات قائد فيلق القدس اسماعيل قاآني ،بزياراته الثمانية لبغداد، ومحاولاته رأب الصّدع المزّمن بين الصدر – المالكي،وفي اليمن تخلّت إيران بل أجبرتْ على التخلّي عن الحوثي، ورعَتْ أمريكا والسعودية بنجاح مؤتمر توحيد صفوف اليمينين المتخاصمين وتغيير الرئيس اليمني ،بمصالحة تأريخية ، أزعجت إيران والحوثيين معاً،وإعتبروها نهاية المشروع الإيراني في اليمن،أما سوريا، فقد كانت زيارة الرئيس بشارالأسد للمرشد الايراني ،وإلتماسه منه سحب الميليشيات والفصائل الولائية ،والحرس الثوري وحزب الله من الأراضي السورية،ضرورة ملحّة ،لإعادة سورية الى الحضن العربي وإنهاء القطيعة بينه وبين إخوته العرب،بعد إستلامه الضوء الأخضر الامريكي،أما في لبنان والعراق، فمازال الصراع على أشدّه، لتشكيل حكومة خارج النفوذ الإيراني،بعد أن خسرت أحزاب إيران في العراق ولبنان، مقاعدها في الانتخابات ،وخرج النفوذ الايراني من معركة تشكيل الحكومة،ففي العراق تصاعدت حدةّ الكلام، والتهديّد والوعيد بين الصدر ،وبعض الفصائل بشكل علني ،ووصل الى نزول سرايا السلام الى الشارع، في بغداد والنجف وميسان، وحصلت إغتيالات بين الطرفين، وتصاعدت لهجة الصدر اكثر في خطابه والمهلة الخيرة التي أعطاها للإطار التنسيقي ومدتها ثلاثون يوماً، كمحاولة لنزع فتيل الازمة ، والذهاب الى حكومة أغلبية ، بدون الإطار أو معاه بدون دولة القانون، وقد وصلت الأمور بين الصدر والإطار التنسيقي الى المناوشات الاعلامية والتحضيرات المسلحة ،والى طريق اللاعودة، وأصبح الإنسداد السياسي أبدياً،بعد محاولات إطارية يائسة لتفتيت كتلة الحلبوسي ، وفشل اقناع الكردستاني ، الذي ظلّ متماسكاً مع التحالف الثلاثي، رغم الترّغيب والترّهيب الذي مارسه الإطار وإيران معاً ضدهم،لا بل إستطاع السيد مسعود البرازاني ،بفتح خطوط حوار مع حزب الاتحاد الوطني ونجح، وهكذا الأمر في لبنان ،إذن الدور الايراني تراخى وتلاشى، في المنطقة وتحديداً لبنان والعراق،فعلى ماذا تعوّل إذن أمريكا وإسرائيل في تحجّيم إيران وتقزيمها ، وإنهاء دورها التخريبي والتدميري في الشرق الاوسط عموماً وتهديد مشروعها العالمي ومصالحها الاستراتيجية،أمريكا بيدها ورقة مهمة جداً، تخنق بها إيران، وهي ورقة الإتفاق النووي،والذي رغم الإغراءات الايرانية والتنازلات ، إلاّ أنها فشلتْ في تروّيض إدارة الرئيس بايدن في عودة إمريكا الى الأتفاق النووي ،بالشروط الايرانية ،وهي رفع كامل الحصار، والسماح لها بتصنيع الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وهذا لم يتم إلاّ بموقف الكونغرس الامريكي ،وإصراره على التصويت على إبقاء الحرس الثوري الايراني، على لائحة الارهاب والعقوبات الكاملة،بعد زيارة بينالي رئيس وزراء اسرائيل للبيت الأبيض ، وأخذ الضوء الاخضر من الكونغرس، بابقاء الحرس الثوري منظمة إرهابية ، والذي إعتبره المراقبون القشّة التي قصمتْ ظهرالإتفاق النووي الى الأبد،فماذا بقي لإيران في الخارج تعوّل عليه،بعد نجاح الصبّر الإستراتيجي الأمريكي، أزاء فصائلها المسلحة الولائية في العراق وسورية، وتنفيذها عدة عمليات عسكرية ضد القواعد والارتال العسكرية، وقصف يومي للسفارة والقواعد الامريكية داخل العراق وسوريا، بصواريخ إيرانية باليستية وكاتيوشا،في أربيل وعين الاسد وفيكتوريا وبلد وغيرها ،حتى حرّكت أمريكا الشارع الإيراني ،بدعمها الكامل للمعارضة الإيرانية مجاهدي خلق والأحواز وبقايا الشاه ،والبلوش وغيرهم ، وخرجت المظاهرات الغاضبة في عموم المدن الايرانية ،والمواجهات مع الحرس الثوري ،والتي مازالت تتفاعل، جاء هذا بعد حصول خرق اسرائيلي دقيق وواسع ، في أدق المراكز النووية الحساسة، والقيام بإغتيال رموزنووية ورموز الحرس الثوري للنظام ،آخرهم حسن صيادي خليفة سليماني في سورية، وإغتيال جنرالات في الحرس الثوري والباسيج،الآن حوّلت إسرائيل وأمريكا المعركة داخل العمق الايراني(وهذا هو التطر الجديد في سياسة امريكا مع ايران)، بعد ان كانت خارجها،وهذه الإستراتيجية الأمريكية منذ البداية، ظلّت تنتظر إنهاك إيران إقتصادياً وعسكرياً وشعبياً، حتى وصلت الى إحداث التغيير من الداخل، وهذا ماتعمل عليه الان، لآن امريكا قررت منذ فشل غزو العراق، بإرسال جيوش لإسقاط نظام صدام حسين عسكرياً ،أن لاتكرّر الخطأ التاريخي ،كما سمّاه الرئيس السابق دونالد ترامب،في ايران،وهذا مانراه الآن مجسداً في محاصرة إيران، وخنقها عسكرياً وإقتصادياً وسياسياً، بعد فشل مؤتمر فيينا ،إيران الآن تناور وتماطل وتضّلل وتسوّف كعادتها، وتبحث مخرجاً للإفلات من نيرالعقوبات ،والمأزق الذي هي فيه، وهو مواجهة الشعب الايراني الذي ثار عليها في شوارع ايران كلها يطالب بالتغيير واسقاط النظام،نحن نرى أن اسرائيل وامريكا تحولت من التخادم بعد القضاء على تنظيم دااااعش، الى التصادم المحتوم ، ليس بالضرورة ان تكون مواجهات عسكرية وتحشيد جيوش لاسقاط نظامها كما حصل في العراق، لا ، هي تصرّ على اسقاط النظام من الداخل بدعم المعارضة ماليا وعسكريا وإعلامياً، وهيأت للمعارضة جميع أسباب الإستمرار، ونقل المعركة داخلياً، بعد أن أصبحت ايران منبوذة عربيا وعالمياً،وخطورتها في دعم فصائلها واذرعها في المنطقة بات لايطاق، ويهدد العالم، ناهيك عن تبنيها وإشرافها على نقل وترويّج وزراعة وتجارة المخدرات في دول العالم، والشبكات التي تديرها هي من أثبتت الدور الايراني التخريبي ،إذن اضمحلال الدور الايراني في المنطقة، وإرتخاء قبضتها الفولاذية ، جعلها في موقف لاتحسد عليه ، وإن نهايتها على يدّ شعبها باتت قريبة جدا ،بدعم اقليمي ودولي وإشراف أمريكي وإسرائيلي واضح، هذا ماجنته براقش على نفسها،وتدميرها للدول العربية ، والمصالح الامريكية والاوربية ، لذا حان وقت الحساب،وأرى نهاية التخادم الامريكي الاسرائيلي مع إْيران قاب قوسين وأدنى،إن لم أقل إنتهى تماماً، بعد إنحسار أو إنتهاء خطر داعش ،الذي تلوح به ايران ضدهما، وماعرضته الحدث والعربية من إعترافات قادة القاعدة ودااعش بإيواء إيران لهما ، ودعهما مالياً وعسكرياً وتدريبياً وتسليحياً ،إلاّ دليل على الدور التدميري لإيران في دعمها وقيادتها للإرهاب العالمي،وهذا ما يجعل العالم، يتعاطف مع إسرائيل وأمريكا في معالجتها للدورالايراني ، بل ودعمها للتصّدي له ، وتقزيمه بكل الطرق،إيران اليوم في أضعف أضعف حالاتها العسكرية والاقتصادية والإعلامية والسياسية، فشلتْ في إحتواء إدارة بايدن ،في إعادة الاتفاق النووي ،الى سابق عهده، بعناد فارسي معهود، لم تدرك خطورة هذا العناد ،والمضي في التسليح النووي، وبناء المفاعلات وتصنيع الصواريخ والطائرات المسيّرة لتهديد العالم ،ممّا أوقعها في شرّ أعمالها، وثار شعبها عليها، بما يسمّى بثورة الجياع، وحِنق العالم عليها ، إنتهى عصرالتخّادم وجاء عصر التصّادم ، بين الكبار، فهل تتّعظ وترعوي ايران وتعود الى رشدها ، لا أعتقد وأجزم أنها ماضية في عنجهيتها وعنادها الفارغين، كما أطالتْ سِنيّ الحرب مع العراق ،وتجرّعت بعدها كأس السّم الزُّعاف العراقي….