11 أبريل، 2024 10:09 م
Search
Close this search box.

أمريكا وإسرائيل سبب كل مآسي العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

من خلال متابعة البرامج التي تبثها معظم القنوات الفضائية العراقية ، وخصوصاً القنوات التابعة للمليشيات والفصائل المسلحة أو التابعة للسياسيين ورؤساء الأحزاب والمتنفذين ، نجد إن معظم السياسيين العراقيين والشخوص المؤثرة والرموز الدينية تُعْزي معظم المشاكل التي يعاني منها العراق منذ عام ٢٠٠٣ ولحد الآن الى “الإحتلال الأمريكي” للعراق مهما كانت طبيعة تلك المشاكل سواء كانت سياسية أم إقتصادية أم إجتماعية أم أمنية . ويلاحظ بوضوح ، ومن خلال تصريحات هؤلاء الساسة والمقابلات والحوارات التي تجرى لهم ضمن البرامج التي يديرها العديد من الوجوه الإعلامية المعروفة ، بأن جميع المشاكل والأحداث السلبية سببها أمريكا ، بل ليس أمريكا فقط وإنما بسبب أمريكا وإسرائيل معاً . وهنا يمكن إعطاء مثال واحد فقط للدلالة على نمط التفكير والمنطق الذي يتحلى به القادة العراقيون المسؤولين عن إدارة شؤون البلد والمؤثرين في قراراته المباشرين منهم أو من يُساهم من خلف الكواليس . ففي إحدى اللقاءات لأحد الرموز المؤثرة في المشهد العراقي يُدلي هذا الرمز بكل قناعة وثقة بأن سبب مشاكل العراق جميعاً هي أمريكا ؛ مشكلة الكهرباء هي أمريكا ، مشكلة سوء الخدمات هي أمريكا ، سوء المستشفيات والخدمات الصحية هي أمريكا ، مشكلة تردي الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية والأمنية هي أمريكا ،،،، الخ . وعند تعجب مقدم البرنامج من هذا الطرح العام سأله كيف ذلك ؟ فأجابه بكل ثقة وبدون تردد ” لأن أمريكا رَبّت إخوتي ( ويعني الساسة الذين حكموا ويحكمون العراق ) على السرقة والفساد ،، إذا من يتحمل مسؤولية جميع مشاكل العراق من فساد وتخلف وقتل وتهجير وتبذير الموارد وسرقتها وغير ذلك بالأساس هي إمريكا . ويشارك معظم السياسيين والقادة العراقيين هذا الرأي . إن مثل هذا التسويق للأفكار وإفهام المجتمع بإن كل ما يحيط به من مآسي وتخلف سببه أمريكا ما هو إلا دلالة على فهم الساسة العراقيين الذكي والواضح والواعي والمنطقي والمبرر لأسباب تخلف العراق ومشاكله العويصة . والبعض يذهب الى أكثر من ذلك ليُحَمِل إسرائيل أيضاً مع أمريكا أسباب مآسي العراقيين . وتجدر الإشارة إلى إنه ليس هناك أي إعتراض على هذا المنطق والتحليل العميق للأسباب التي جعلت العراق بهذا الوضع المزري والمأساوي خصوصاً وان الشارع العراقي مؤمن ومقتنع بكل ذلك . ولكي نُقْنِع البعض ممن لا يؤمنون بهذا الطرح أو يشككون بدور أمريكا وإسرائيل في تخلف العراق بإعتبارهما السبب المباشر الأول والأخير في كل ما يحصل في العراق من مشاكل وفي مختلف المجالات سوف نستعرض بعض المشاكل والأحداث والأمور التي تحدث في العراق كدلالة واضحة لا تقبل الشك مطلقاً على إن سببها أمريكا وإسرائيل :
١- من أهم المشاكل التي يعاني منها العراق هي مشكلة الفساد المالي والإداري الذي شمل معظم القادة والسياسيين العراقيين وفي كافة مفاصل الدولة الرئيسية منها والفرعية . إن إنتشار هذه الظاهرة السلبية جاءت بسبب أمريكا حيث قامت بتربية القادة العراقيين على السرقة والفساد الإداري وكما أشار اليها أحد الرموز في إحدى اللقاءات التلفزيونية. ولكي يقتنع العراقيون بذلك ، وما أسهل إقناعهم ، ولإعطاء الدليل على ذلك نذكرهم بالمعاهد والمراكز التدريبية التي أنشأتها أمريكا منذ عام ٢٠٠٣ لتدريب الساسة والقادة العراقيين على الأساليب العلمية في كيفية سرقة وإهدار المال العام دون مسائلة وأحدث طرق المراوغة والمجابهة عند إكتشافها ، وكان من أبرز المحاضرين والمدربين بوش الإبن وأوباما ورئيس جهاز المخابرات . كذلك قامت إمريكا من خلال هذه المعاهد بنقل التجربة الإسرائيلية في كيفية تسعير بيع المناصب وكيفية الدفع بالدولار أو بالعملة المحلية . ويمكن معرفة مواقع تلك المراكز والمعاهد التدريبية من الإنترنت .
٢- إن مشكلة ظهور داعش وسقوط عدد من محافظات العراق كالموصل والأنبار وغيرها واحتلال حوالي ثلث مساحة العراق من قبل داعش كان بسبب أمريكا . حيث من المؤكد ، وحسب تصريحات المسؤولين الأمريكان ، إن أمريكا خصصت عدد من الطائرات العسكرية وملئتها بالدواعش الذين جمعتهم من مختلف دول العالم بعد أن دربتهم على أساليب القتال ورمتهم بواسطة المضلات على محافظات العراق . كما قامت أمريكا بالتشويش على أجهزة الإتصالات وبالأخص أجهزة الإتصال الخاصة بالقائد العام للقوات المسلحة العراقية مما تعذر عليه الإتصال بالقطعات العسكرية لإعطاء الأوامر بصد العدوان الداعشي الأمريكي والقضاء عليه حيث كان بالإمكان معالجة هذا العدوان خلال دقائق . وهذا ما يثبت وجود مؤامرة أمريكية . ومن حسن الحظ تم إكتشاف ضلوع إسرائيل بهذه المؤامرة من خلال تعاونها الإستخباراتي مع قيادات داعش ، إذاً ثبت إنها كانت مؤامرة مزدوجة أمريكية إسرائيلية . كما يجب أن لا يخفى على العراقيين إن التحالف الدولي الذي شكلته أمريكا كان في الحقيقة موجه لدعم داعش في إحتلاله لبعض محافظات العراق . أي دليل أكثر من ذلك لإقناع العراقيين .
٣- أما بالنسبة لنقص ورداءة الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وصحة وتعليم وصرف صحي فإن السبب الحقيقي في هذه المأساة هي أمريكا وإسرائيل معاً . فقد أشارت بعض الوثائق السرية للغاية لوكالة الفضاء الأمريكية ( NASA ) الى وجود مشروع سري يستهدف إرسال بشر الى كوكب المريخ ، ولإنجاح هذا المشروع لا بد من أن تقوم وكالة الفضاء بإجراء تجارب على كيفية تحمل الإنسان العيش في ظروف صعبة للغاية لأن في المريخ لا يوجد كهرباء ولا ماء صالح للشرب ولا مستشفيات ولا مدارس ولا مجاري للصرف الصحي وغيرها من مستلزمات العيش الكريم للإنسان . ولغرض اجراء هذه التجارب وقع إختيار أمريكا على العراق لإختبار مدى تحمل الإنسان للبقاء حياً دون توفر مثل هذه المستلزمات . والسبب في إختيار العراق لإجراء تلك التجارب هو توفر البيئة الطبيعية لها ، وعليه قامت أمريكا بمنع تشييد المستشفيات والمعاهد والمدارس والكليات في العراق وإتلاف مشاريع الماء الصالح للشرب ومحطات الكهرباء العملاقة وتخريب الطرق والبنى التحتية المتطورة مما جعل العراق أسوء بلد للعيش فيه . وبذلك توفرت ظروف التدريب للبعثة التي سترسل الى كوكب المريخ ومن المرجح إضافة بعض العراقيين الى البعثة لكوكب المريخ بإعتبارهم مؤهلين لظروف العيش على ذلك الكوكب دون حاجة الى التدريب .
٤- أما بالنسبة للمشاكل الآخرى مثل انتشار الجريمة والإغتيالات والمخدرات وغيرها من الظواهر السلبية العديدة فإن السبب في وجودها وإنتشارها هي أمريكا وإسرائيل . فإنتشار المخدرات في العراق جاء من خلال استخدام أمريكا لطائراتها المتواجدة في قواعدها لرش المحاصيل الزراعية في مختلف مناطق العراق بمادة الهيروين بحجة مكافحة الآفات الزراعية ، وهذا ما سبب إنتشار تعاطي المخدرات عند العراقيين والإدمان عليها. وَمِمَّا يؤسف عليه إتهام البعض من الجهلة لإيران بأنها مصدر انتشار المخدرات في العراق ، وهذا بالتأكيد إتهام باطل . وللعلم فإن الشخص المعمم الإيراني الذي أتهم بتهريب المخدرات في البصرة وخلق مشكلة للضابط البصراوي لم يكن إيرانياً بل كان أمريكياً ويحمل الجواز الأمريكي المرقم ( US 50039 H ) . وبالنسبة لإنتشار الجريمة والإغتيالات والقتل فالدليل واضح أوضح من الشمس ، حيث قامت السفارة الأمريكية في بغداد وباستمرار بتوزيع كتب وكراسات ومنشورات على المواطنين عن كيفية ممارسة القتل واساليب الإغتيالات الحديثة مستعينين بذلك بأفلام هوليوود. وأخيراً وبالنسبة لإنتشار الفساد الخلقي والدعارة فإن إسرائيل وراء كل ذلك حيث صدّرٓت الى العراق خلال الأعوام ( ٢٠٠٤ – ٢٠١٨ ) ما يقارب من ( ٣٢٩ ) عاهرة سنوياًعلى أساس عاهرة لكل مئة ألف نسمة .
فهل يحتاج الشعب العراقي الى أدلة قاطعة ومقنعة على إن أمريكا ، وكذلك إسرائيل ، هما سبب كل مشاكل ومآسي العراق ، وإن أمريكا هي السبب الأول والأخير الذي يمنع القادة والسياسيين العراقيين والرموز وتيجان الرؤوس وكل مسؤول عن الشأن العراقي من محاولة بناء البلد وتطويره وتوفير كل الخدمات الراقية للمواطن بكل إخلاص وتفاني ونزاهة وكفاءة . والسؤال هنا : ما هو الحل ؟ الحل هو لا بد أن تزول أمريكا وإسرائيل من الوجود وتنمحيان من خارطة العالم عندها سنجد كيف سينهض قادة ورموز العراق العظام الأكفاء لتطوير العراق وجعله محط أنظار العالم . ( طبعاً عندها لن يكن أي وجود أو إسم لأمريكا أو إسرائيل ) بفضل نضال “محور المقاومة “.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب