23 ديسمبر، 2024 1:08 ص

أمريكا وإستعراض دولَةَ الميليشّياتِ في العراقِ      

أمريكا وإستعراض دولَةَ الميليشّياتِ في العراقِ      

من المؤمل أن تجري حكومةٌ العبادي إستعراضا عسكريا، يومَ غد في شوارع بغداد لمناسبة 14تموز عيد الجمهورية العراقية ،ويتزامن هذا الاستعراض مع المظاهرة المليونية التي دعا لها مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري يوم الجمعة المقبلة ، فما هي اهداف الاستعراض واهميته ودوافعه ، وهل هو فعل على مظاهرات الصدر، أم ان هناك تخوفا من انقلاب عسكري كما يشاع ،تحضر له جماعات ضد العبادي وحكومته ،أم هو تمهيد لاعلان الحرس الثوري العراقي، لان من يشرف على الاستعراض هي الميليشيات وقادتها ،وما تواجد القطعات العسكرية، ماهي الا تغطية لتمرير هدف لا تريد الحكومة كشفه، قبل ان تحقق هدفها من وراء الاستعراض، لاسيما وان الصمت الامريكي المريب واضحا ، وهذا ما يقلق الشارع العراقي الذي اخذ يتساءل عن اسباب الاستعراض ولماذا في هذا التوقيت بالذات، ومن وراءه، علما ان جميع الاستعراضات العسكرية في العالم،تكون عادة بعد انتهاء الحرب، وعودة الجيوش الى ثكناتها العسكرية مكللة بالنصر ، الا ان استعراض جيش العبادي وميليشياته يثير اسئلة ملحة يهدف من ورائها الى عمل خطير لايمكن التكهن نتائجه الكارثية ،ويدخل العراق في حرب اهلية طائفية ، في ظل تهديدات قادة الميليشيات وتنامي نفوذهم بشكل غير مسبوق وتدخلهم في الملف الامني والسياسي والعسكري، تدفعهم ايران ، وتصريحات (العامري واوس الخفاجي والخزعلي وعصاباتهم)، يقابلها زيارة الصدر ،وارتدائه الزي العسكري الى موقع فاجعة الكرادة ،واطلاق تصريحات معادية وناقدة لايران ،وللميليشيات وقادتها واصفا اياها( بالوقحة المنفلتة التي لايتشرف بها ويقصد بالحشد الشعبي)، 
اذن هناك احداث جسام وخطيرة جدااااا ستحصل خلال اليومين القادمين طرفاها الصدر وسرايا السلام التي شكل لها (قوة الرد السريع)، والطرف الاخر هو الميليشيات الايرانية  والعبادي، نحاول هنا تفكيك لغز الاستعراض العسكري الاستباقي للميليشيات لمظاهرات الصدر، وامكانية اصطدامه مع الصدر ومظاهراته  وسرايا السلام ، لذلك سننطلق من تهديدات اوس الخفاجي زعيم سرايا الخراساني باقتحام السجون العراقية وقتل المعتقلين فيها ، وفعلا نفذ تهديده وذهب الى الناصرية مع عصابته ، وعلى اثر تهديده هذا ،ارغم فؤاد معصوم رئيس الجمهورية على الموافقة الفورية ،على تنفيذ اعدام وجبة من الارهابيين المحكومين بالاعدام ،وكان قبله هادي العامري قد هدد حكومة العبادي ،وفرض عليها الغاء نقل المفتشين العامين التابعين لمنظمة بدر في عدد من الوزارات، وواطلق تهديدا اخر ضد كل من يرفض مشاركة الحشد الميليشياوي في معركة الموصل قائلا(كل من يرفض ينطح رأسه بالحائط وسندوس على رأسه)، فهل هناك اكثر واخطر من هذه الوقاحة ، وهزالة وضعف العبادي وحكومته من عدم الرد واحالة هذه العصابات وقادتها الى القضاء ، وهذا يؤكد ان الميليشيات هي من يحكم البلد وليس العبادي وحكومته وبقية الاحزاب والكتل ، فهي عبارة عن خراعة للاخرين ممن لايملكون ميليشيات تدعمها ايران، هنا نقول ان دولة الميليشيات الايرانية هي من يحكم العراق، وما الاستعراض القادم ماهو الا اعلان قيام الحرس الثوري العراقي ، وما على العبادي الا الخضوع والموافقة على كل اوامر وطلبات قادة الميليشيات، ولا ننسى ان نوري المالكي هو من يقف وراء كل هذه المؤامرة للقفز الى سدة السلطة ،كما صرح قبل ايام، ولكن سيأتي عن طريق انقلاب عسكري تقوده الميليشيات باستراض عسكري يشرف عليه فيلق القدس الايراني، ويوجهه المالكي شخصيا ، هذه اهم اهداف الاستعراض العسكري، ولكن ماهو موقف الصدر وتظاهراته المرتقبة ، الصدر هيأ لتظاهرات غاضبة ضد حكومة الفساد، واعلن انها ستكوت سلمية ولكنها مليونية، وكانت زيارته الى موقع التفجير في الكرادة ابلاغ رسالة لكل المتظاهرين ، ان التظاهرات هي رسالة اخيرة ،لابد من تحقيق اهدافها في التغيير الجذري الذي ،(دعونا له قبل اشهر وسميناه شلع قلع)، لذلك طلبت حكومة العبادي من الصدر، ان يؤجل تظاهراته ،خوفا من فتنة لحرب اهلية طائفية، يا سلام عليك يافهيم ، الاستعراض بالميليشيات وهتافها ورفع صورة قادة ايران ورموزها، ليس استفزازا للعراقيين ، ولكن حين يخرج الشعب سلميا للمطالبة بالاصلاح والتغيير الحقيقي، يكون فتنة وتحضير لحرب طائفية ،هنا لابد ان نوضح ان الموقف الامريكي هو داعم للصدر ، والمتواطىء مع العبادي، لانه هو من يخطط من خلف الستار لحرب شيعية –شيعية، وهذا مغزى صمت السفارة الامريكية في بغداد وادارة اوباما، عن ما يجري في بغداد من استعراضات ميليشيات عسكرية،او تظاهرات مليونية تهدد المنطقة الخضراء والبرلمان كما حصل قبل شهرين، اذن الموقف الامريكي تكتيكي لخلق حرب شيعية –شيعية يحضر لها منذ زمن، وقد نجح في تفكيك وشق التحالف الوطني الشيعي ،وصولا الى هذا اللحظة التي يقوم بها العبادي بإستعراضه العسكري، لتصادم الاطراف فيما بينها، ولكن يهدف قادة الميليشيات الى استلام الملف الامني كله ورسميا في بغداد ، 
والذي كان يخطط له منذ سنوات لاحكام السيطرة كاملة على بغداد وحزام بغداد والتطهير الطائفي الذي ينتظر سكان بغداد واطرافها لاعلان الامبراطورية الفارسية وعاصمتها بغداد، نحن نرى ان الايام المقبلة ستكون فاصلة بين تاريخين في العراق، اما ان تحكم قبضتها الميليشيات على العراق واعلان الحرس الثوري العراقي، أو اقتحام المتظاهرين بقايدة الصدر المنطقة الخضراء والملايين خلفه لشلع الحكومة والبرلمان من جذورهما ، وهذا هو الخيار الارجح والاصح ،الذي يبعد العراق عن حرب اهلية طائفية ويفشل المشروع الفارسي الايراني وميليشياته الى الابد، في وقت تخوض حكومة العبادي معارك ساخنة ومصيرية ايضا مع تنظيم داعش، وهذا يرسل اشارة واضحة ان المشروعين داعش والميليشيات ،تقف وراؤه ايران  بامتياز، فهي الرابح الاكبر لكل الجرائم التي تقوم بها داعش او الميليشيات ، ويقع ضمن مصلحة المشروع الفارسي الايراني، لان ايران هي الدولة الوحيدة التي تتزعم الارهاب الدولي، وترعاه وتدعمه عسكريا واعلاميا وماليا، وما تصريح زعيم حزب الله اللبناني ،الا دليل صارخ على ان ايران هي راعية الارهاب العالمي، وتشكل تهديدا للسلم والامن العالمي ، وهكذا هي الان في العراق تقف وراء كل قطرة دم تراق ،سواء كان الفاعل المجرم داعشيا او ميليشياويا ، وهذا كلام قائد القوات الامريكية في احدث تصريح له قبل يومين ، فهل عرفتم الان لماذا يقام غدا الاستعراض العسكري في شوارع بغداد وليس في ساحة الاحتفالات كما هو متعارف عليه ،انظروا الى صمت ايران وتصريحات قادتها ازاء العراق خلال استقبل عمار الحكيم ،كيف تعاملوا معه كجندي مطيع لديها، مبدين له استعدادهم في ارسال قوات للعراق بحجة محاربة داعش، وتقديم اية مساعدة فورية لحكومة العبادي ،وهذا دليل ان القرار العراقي بيد المرشد في ايران وليس في بغداد ، الاستعراض سوف يكون استعراض قوة وتخويف للصدر واتباعه ، ورسالة لمن يفكر بانهاء دور الحشد الميليشياوي ومحاربته او وصفه بالميليشيات ، 
الاستعراض العسكري يحمل مفاجآت اخرى، لا يمكن التكهن بها الان ، ولكنها بكل تأكيد خطيرة على مستقبل العراق،ان لم تدخله في اتون الحرب الطائفية واحداث انقلاب عسكري، على العملية السياسية واعلان الجمهورية الاسلامية العراقية ، وهو المرجح ،لتفويت الفرصة على الادارة الامريكية،المشغولة الان بحرب داعش والتحضير لمعركة الموصل المرتقبة، والعملية الايرانية هذه واستراضها وانقلابها، يؤكد حقيقة ان ايران تدعم داعش وتأمره، ولاتريد القضاء عليه لانه يعني القضاء على مشروعها في العراق، فهي تريد خلط الاوراق على حكومة العبادي ،التي تحظى بدعم امريكي واضح وادارة اوباما، وانشغالها في الحرب على داعشن ،اذن اهداف ايران مزدوجة كمواقفها ،في التعامل مع داعش وامريكا ، فهل تعي ادارة اوباما ما تخطط له ايران وميليشياتها في العراق ،اجزم ان امريكا ليست غافلة عما تفعله وتخطط له ايران، ولكنها تمهلها كي تمسكها متبسة بجريمتها ومخططها الاجرامي ، لان الدور قادم عليها بكل تاكيد والدلائل تشير الى ذلك بوضوح ،بعد القضاء على داعش في سوريا والعراق وذلك ليس ببعيد ولكنه اكيد…..