نعم أمريكا تريد أن تقول إنها الأعلى والعالم هو الأسفل؛ واليوم تجدد هذا القول مع العراق. إنها غطرسة زعيمة الإمبريالية… ولكن في زمن الأفول.
بالأمس، نشرت الصحافة العالمية عن مشادة حصلت بين رئيس الوزراء السابق السيد نوري المالكي وبين قائد القوات الأمريكية الجنرال بتريوس حتى أن بتريوس صرح للصحافة العالمية بأن المشاجرة لم تصل حد التشابك بالأيدي!!!
أراد المالكي الأخذ بخطة وضعها هو باسم “فرض القانون” لإنهاء معاناة العراقيين، ولم يرد بتريوس ذلك ووقف الى جانبه السيد أياد علاوي ساخراً من خطة المالكي.
أخيراً نجحت خطة المالكي أي “خطة فرض القانون” وفًرضت على الأمريكيين وأتباعه من العراقيين.
غير أن الأمريكيين لا يريدون أن يكون المقابل، أياً كان ناهيك عن أن يكون زعيماً تحتل أمريكا بلاده كالمالكي، هو المنتصر وصاحب الرأي السديد والقوي على الساحة لا بقواته العسكرية بل بجماهيره المليونية السلمية المدعومة من مرجعية السيد علي السيستاني في النجف.
لذا غطت أمريكا فشلها أمام تحدي المالكي بحملة إعلامية عالمية، وهي الأقدر على ذلك بفعل أموال فقراء العالم التي راكمتها في خزائنها وبفعل طغمويين(1) عملاء لها في الداخل العراقي يقدمون لها الخدمات مقابل دعمها لهم، فراحت تقنعنا بأنها “نجحت” في ضرب الارهاب لحدود لابأس بها بسبب ضخ (15) ألف جندياً إضافياً في العراق.
تعود أمريكا اليوم وتبرز عضلاتها من جديد وتطرح بأنها ستضرب داعش في الموصل في الربيع بعد أن عارضت هذه الخطة بالذات التي وضعها الدكتور العبادي.
كانت خطة العبادي تقضي بتحرير الموصل في بداية ربيع عام 2015 ولكن الأمريكيين عارضوها حسب صحيفة النيويورك تايمز بتأريخ 8/12/2014 بحجة أن ذلك سيدفع داعش الى العودة الى قواعدها في سوريا. وهذا كلام غامض من جانب الكاتب (أريك سميث)؛ لكن الجنرال (جيمس تيري)، قائد القوات الأمريكية لمحاربة داعش، أوضح المقصود من وراء الإعتراض. إذ نقلت فضائية الحرة العالمية عنه قوله في مؤتمر صحفي في البنتاغون بتأريخ 18/12/2014 بأن العراق يحتاج الى ثلاثة سنوات لتحرير الموصل وذلك لتتمكن أمريكا في هذه الأثناء من تدريب قوات “المعارضة المعتدلة” في سوريا، حسب مفاد قوله.
مرة أخرى نجح فيها العراقيون ولا يريد الأمريكيون الاعتراف بذلك فنسبوا حملة الربيع المخططة لأنفسهم.
ولمَ لا وهناك من العراقيين من هو مشغول بتلميع صورة الأمريكيين وتحقير العراق والعراقيين(2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1):للإطلاع على “مفاتيح فهم وترقية الوضع العراقي” بمفرداته: “النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه” و “الطائفية” و “الوطنية” راجع أحد الروابط التالية رجاءً:
http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181 http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995
(2): كرر المستثقف الدكتور حيدر سعيد ولمرتين في فضائية (الحرة – عراق) (برنامج “7أيام” وبرنامج “بالعراقي”) قوله:
إن أمريكا قد قضت على الإرهاب في العراق على يد الجنرال بتريوس ولكن نوري المالكي أعاده بسبب ما فعله في الحويجة!!!!