الجواب بإختصار .. أمريكا لديها مصالح استراتيجية ضخمة وقواعد عسكرية عملاقة في جميع أنحاء العالم , وخاصة قارة آسيا كما هو معلوم للقاصي والداني في منطقتنا العربية ( الشرق الأوسط ) , وفي شمال وغرب وشرق آسيا , كما هي كوريا الجنوبية واليابان وغيرها من دول ما يسمى نمور آسيا كــ ماليزيا وسنغافورة وهونغ كونغ وتايلند وحتى الفلبين
وجود مثل هكذا مشاكسين وأعداء تقليديين مفترضين يثيرون المشاكل والقلاقل ويصرحون علناً بقرب امتلاكهم للسلاح النووي , ويبيعون عنتريات في مزاد سوق النخاسة .. كلا .. كلا أمريكا , في ظل اقتصاد منهار وشعوب تتضور جوعاً في أغلب البلدان التي تهدد أمريكا للإستهلاك المحلي ليس إلا , بالضبط كما كان العراق مصدر قلق للعالم وتوتر في منطقة الشرق الأوسط على مدى خمسة عقود زوراً وكذباًُ , وبالتزامن مع شدة الحروب والخراب والدمار والحصار الذي أنهى دولة بكاملها .
إن الدول التي ركعتها أمريكا عسكرياً واقتصادياً على سبيل المثال اليابان بعد الحرب العالمية الثانية , والعراق مفتاح الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الثالثة غير المعلنة على العالمين العربي والإسلاامي منذ عام 1991 , والحرب الدائرة الآن باسم محاربة الإرهاب وغيرها من أدوات النصب والاحتيال منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا . ناهيك عن زرع دولة إسرائيل العظمى !, بين جناحي العالم العربي الآسيوي – الشمال إفريقي , وزرع جسم شيوعي غريب كما هي كوريا الشمالية شرق آسيا كجار يهدد حلفاء أمريكا والغرب , ويشكل خطر داهم عليها , ويجري تجارب صاروخية على أسلحة تقليدية وغير تقليدية , ويهدد ويخيف ويرعب الحليفين التقليديين لأمريكا كـ ” كوريا الجنوبية + اليابان “, وتنامي قوة إيران وعنترياتها وتهديداتها التي تطلقها علناً بأنها باتت تسيطر بشكل مباشر على أربع دول عربية بفضل أمريكا وسياستها , ناهيك عن أنها تقوم بلعب نفس الدور أو أخطر بكثير مما تقوم به كوريا الشمالية بأضعاف مضاعفة تجاه الدول العربية المجاورة , والذي يخدم بالصميم مشاريع أمريكا وأمن وبقاء الشقيقة إسرائيل حتى قيام الساعة أو حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً …هؤلاء مجتمعين وما أشرنا إليه من أسباب ومسببات .. لم ولن تستغني عن خدماتهم أمريكا والغرب بشكل عام أبداً , بل على العكس هنالك دعم غير مباشر يقدم لهم ليكونوا مصدر قلق وصداع مزمن للدول المعنية أمريكا بحمايتها , واستمرار التوتر وعدم استتباب للأمن والأمان والسلام خاصة في آسيا كأهم وأغنى وأكبر قارة .
لكن في حال أرادت الإدارة الأمريكية الجديدة أن تنفذ ما تقول لذر الرماد في العيون كما فعلت في سوريا بعد استخدام غاز السارين لخنق الأطفال في ” خان شيخان ” وبعد أن جربت أم القنابل على رؤوس الأفغان الغلابة , فإنها بكل تأكيد ربما ؟؟؟, ستقوم بالتصدي لصاروخ كوري شمالي يطلق بإتجاه اليابان أو كوريا الجنوبية !, أو توجيه ضربة تجميلية لوجه النظام القائم , أو تضيق الخناق عليهم اقتصادياً لرفع معنويات النظامين داخلياً وشعبياً ..!, ولم ولن ستفعل بهما أمريكا وحلفائها كما فعلت في العراق منذ عام 1980 أو كما فعلت أمريكا وروسيا وإسرائيل في سوريا منذ عام 1970 أي منذ أن أوصلوا أعتى نظام لسوريا كما هو نظام آل الأسد .
صدقوا أو لا تصدقوا فإن تهديدات كوريا الشمالية لأشقائهم الكوريين الجنوبيين ولجيرانها اليابانيين وغيرهم لا ولم ولن تنتهي , وتهديدات إيران لجيرانها خاصة العرب لا ولم ولن تنتهي أو تتوقف أبداً , بل ستتفاقم أكثر مما كانت عليه في عهد الشاه وأكثر بكثير مما هو عليه في حقبة حكم الملالي الحالي , وربما سيكون أخطر بكثير بعد أن يتم استبدالهم قبل أن يكملوا العقد الرابع من العمر !. لسبب بسيط جداً ومنطقي …
لاحظوا لو افترضنا جدلاً .. على المستوى الشخصي على سبيل المثال .. عندما يكون الانسانن انتهازي ودنيء وفي نفس الوقت شرير قوي لا يخاف من الله ولا يستحي من عباده , لكن هذا الشخص له حلفاء أغنياء يمدونه بكل ما يريد مقابل توفير الحراسة والحماية لهم كونهم منزوعي السلاح والإرادة ويخافون حتى من أبنائهم …!, وهناك أعداء متربصين بهم يخافون ويخشون منهم ولا أحد يستطيع أن يقف بوجههم إلا هذا الشقي الشرير !, برأيكم هل يقوم هذا الشخص الشرير الإنتهازي بالقضاء على هؤلاء الأعداء التقليديين لحلفائه مرو واحدة وينهي تهديدهم إلى الأبد ..؟, أم يكتفي بتوبيخهم وتهديدهم بين الحين والآخر ليبقي خطرهم وتهديدهم لحلفائه قائم ودائم وداهم على مدار الساعة … كي يبقى يحلب ويستفاد ويبتز الطرفين في آن واحد … !؟, هذا هو باختصر الدور الذي تقوم به أمريكا منذ أن أصبحت قوة عظمى , ومنذ أن تم تقسيم أو تقاسم قارة آسيا بين الدول العظمى قبل أكثر من قرن , وليس معاهدة ( سايكس -بيكو ) عنا ببعيدة , وكذلك وعد بلفور بإقامة وطن لليهود , ومنح الأحواز لإيران مجاناً , وسلخ الكويت من العراق .
سياسة أمريكا يا سادة .. كانت وماتزال وستبقى هي ليس القضاء على الأعداء !, أو القضاء على مصادر الأخطار والتهديدات للعالم والدول الصديقة والحليفة لها .. بل على العكس تماماً صناعة الأعداء وزيادة بؤر التوتر والمشاكل بكل أشكالها وألوانها , لكي نبقى كعرب وكمسلمين وكآسيويين أسرى وتحت رحمتها ونفوذها وحمايتها قرون قادمة … ورحم الله أمة خائبة مهترئة عرفت قدر نفسها وحجمها الطبيعي بين الأمم .
قادتنا وزعمائنا العرب الأشاوس الذين قدموا ومازالوا يقدمون كل هذه التنازلات تلو التنازلات لأمريكا ولإسرائيل ولروسيا … لو تنازلوا تنازل واحد لشعوبهم التي باتت مشردة ولاجئة داخل وخارج أوطانها … لما جرى لنا كل هذا الخراب والدمار والفناء , في إيران ربما يحصل تغيير على شكل النظام ولكن هذا لا يعني أبداً نهاية العداء والصراع الأزلي بين إيران وجيرانها العرب وغير العرب لأنه يخدم أولاً وآخراً المصالح الغربية وعلى رأسها مصالح ونفوذ أمريكا , وكذلك كما أشرنا أعلاه بقاء وضمان أمن دولة إسرائيل العظمى وهيمنتها المطلقة من الفرات إلى النيل …ويا عواذل فرفشوا!؟
خارج النص : غلق باب الحروب , وحل مشاكل العالم وبؤر التوتر والصراعات الحدودية والعرقية والدينية والقومية والإثنية في جميع أنحاء العالم , التي رسمت حدودها المصطنعة وغذتها وزرعتها الدول والقوى الاستعمارية منذ نهاية القرن السابع عشر وحتى يومنا هذا بين أغلب دول العالم , يعني توقف التدخل والنفوذ الأجنبي في معظم دول العالم الثاني والثالث والرابع … المستباحة باسم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب … إلخ , ويعني بما لا يدع مجال للشك أيضاً توقف مصانع ومعامل أسلحة الفناء والدمار الشامل ووقف سباق التسلح بين دول مجلس الرعب (( الأمن )).