18 ديسمبر، 2024 9:51 م

أمريكا لحكام العراق: تخفيض الدينار من أمامكم و السحل من وراءكم

أمريكا لحكام العراق: تخفيض الدينار من أمامكم و السحل من وراءكم

عند دخول داعش للعراق في حزيران عام 2014 و إحتلت كامل المناطق السنية، أصدرت المرجعية الدينية في النجف فتواها للجهاد الكفائي لمحاربة داعش. و لقد كان لزاماً على أهالي المناطق الشيعية التطوع إن لم يكن لطرد داعش من العراق فعلى الأقل الدفاع عن مناطقهم، و على نفس النهج تطوع أهالي المناطق السنية لطرد داعش من مناطقهم.
على لسان منتسبين في الحشد الشعبي خلال الحرب على داعش بأن القوات الأمريكية كانت تساعد داعش بشكلٍ و بآخر على طول خطوط المواجهة، و هذا ليس غريباً حيث أن داعش هي إمتداد للقاعدة التي أنشأتها أمريكا لمحاربة الإتحاد السوفييتي و أخذت تستغلها فيما بعد لتمرير مصالحها، و هذا يعني بأن إنتصار الشعب العراقي على داعش قد أزعج أمريكا. و الحقيقة فإن أمريكا لم تصرف مليارات الدولارات و تضحي بحياة الآلاف من جنودها لتحتل العراق في عام 2003 من أجل سواد عيون العراقيين، بل لأجل مصالحها و مصالح الصهيونية التي تتحكم بالسياسة الأمريكية، و منها إنشاء إسرائيل من النيل للفرات. و عليه فإن أمريكا ستنتقم من الشعب العراقي لهزيمة داعش بطرقها الخاصة.
كشف وزير المالية في ندوة اقتصادية بتاريخ 3 تشرين الأول 2020 على قاعة دار الضيافة لرئاسة مجلس الوزراء بأن الفساد الإداري أضاع على العراق أكثر من 250 مليار دولار، و أيضاً قال في هذه الندوة إن صرف هذه الأموال كان إستفادة مالية لبعض الجهات مما أدى إلى تراجع قدرات الدولة. الوزير بكلامه هذا فإنه يعرف هذه الجهات و لكنه لم يتخذ أي إجراء ضدها لإسترداد هذه الأموال لإعادة قدرات الدولة التي يتباكى عليها، لأنه في الحقيقة فإن هذا التصريح للوزير مزدوج الجنسية، الذي جاء لحكم العراق على ظهر الدبابة الأمريكية، هو تهديد مبطن لهذه الجهات التي تمسك بزمام السلطة لإجبارها على قبول تخفيض قيمة الدينار العراقي أمام الدولار الذي يطالب به صندوق النقد الدولي (اليد المالية الضاربة لأمريكا) أو أن يكون مصيرها مثل مصير النظام السابق السحل في الشوارع. و أمام هذا التهديد قررت هذه الجهات التي تمسك بزمام السلطة أن تضرب مصلحة الشعب العراقي عرض الحائط و أن تقبل بتخفيض قيمة الدينار أمام الدولار للبقاء على قيد الحياة، و بهذا القبول حققت أمريكا هدفها بالإنتقام من الشعب العراقي بتجويعهم، و هذا ما تحقق حيث زاد عدد الفقراء و شكوى الفقراء من إزدياد العوز المادي. أما السبب الرئيسي لهذه المأساة فهو إستهانة الشعب بالإنتخابات و ترك العراق بيد هذه الجهات التي سرقت 250 مليار دولار من أمواله حسب إعتراف وزير المالية المزدوج الجنسية، و ما خفي كان أعظم، مصداقاً لقوله سبحانه و تعالى “وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ” (هود 117)