18 ديسمبر، 2024 4:56 م

أمريكا لا تواجه الإرهاب بل توجهه

أمريكا لا تواجه الإرهاب بل توجهه

عدت الويلايات المتحدة نفسها بعد الحرب العالمية على انها حامية للديمقراطية ومبشرة بتنشرها بين شعوب الأرض ووضعت مشروع مارشال ليسهل الطريق أمامها للدخول الى الدول لأول مرة بعد حقبة الاستعمار القديم ، وإرادت كزعيمة للعالم الرأسمالي أن تقف بوجه الاتحاد السوفيتي ومنظومة الدول الاشتراكية التي تشكلت بعد تلك الحرب باعتبار تلك الكتلة كتلة معادية للديمقراطية ذات نظام شمولي لا يعترف بالحرية الفردية ، غير أن الأفكار التي حملتها الكتلة الشرقية سرعان ما انتشرت بين شعوب العالم الرازح تحت نير الاستعمار القديم في آسيا وأفريقيا وامريكا اللاتينبة والتي كانت تماما منسجمة مع افكار وتطلعات تلك الشعوب التي جربت ظلم وسطوة الرأسمالية منذ أن وصلت سفن المستكشفبن لقاراتهم الغنية بالموارد الطبيعية ، وبعد مؤتمر باندونك اخذت حركات التحرر تأخذ أبعادها بالتصدي لمحور دول الاستعمار القديم بفضل الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية مما دفع بالجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إعلان مبدأ حق تقرير المصير للشعوب المستعمرة ، وكان لهذا الإعلان الفضل في استقلال الكثير من الدول الأفريقية والاسيوبة وبعض دول أمريكا اللاتينية وفي المقدمة كوبا عام 1959 إثر انتصار الثورة الكوبية على الديكتاتور بانيستا ، وبسبب هذه الثورات ورجوع الموارد الطبيعية تدريجيا إلى شعوب ما أطلق عليه بالعالم الثالث ، اخذت الويلايات المتحدة تعد العدة إلى تأسيس ثورة مضادة ذات طابع ديني ضد الاتحاد السوفيتي ومنظومة. الدول الاشتراكية تحت شعار( يا أعداء الشيوعية اتحدوا ) مستغلة الأحزاب والتنظيمات الدينية وخصوصا في العالم الإسلامي ، وقد تفاعلت التنظيمات والأحزاب الإسلامية مع هذا التوجه وفي المقدمة تنظيمات الإخوان المسلمين ، وقد أخذت الويلايات المتحدة تقرب هذه المنظمات إلى دوائر ومجساتها الأمنية وكان تراقب مجموعة ايمن الظواهري في مصر ، ومجموعة أخرى عقدت اجتماعا في البوسنة أسست كما أشار الصحفي bergan القاعدة ، وقد اتفق في حينها بن لادن مع المشاركين في الاجتماع في أغسطس عام 1988 على أن القاعدة ستكون الجامعة لكل الفصائل الإسلامية المسلحة ، وبعد ذلك تم توحيد جماعة ايمن الظواهري وجماعة أسامة بن لادن مشكلين قاعدة الجهاد والتي أصبحت تسمر رسميا بالقاعدة وانضمت تحت رايتها كل الفصائل المسلحة التي كانت تحارب الاتحاد السوفيتي في أفغانستان ، وقد كانت الويلايات المتحدة تقدم المستشارين والأموال لما أطلقت عليهم بالمجاهدين الأفغان ، وكان تسير بخطوات مدروسة إلى توسيع دور المنظمات الإرهابية بعد خروج الاتحاد السوفيتي من أفغانستان في كافة أنحاء العالم ، وبعد تزعم الملا عمر لحركة طالبان عام 1996 على أنه امير المؤمنين دخل أفغانستان وحكمها للفترة 1996 لغاية 2001 حيث الاحتلال الامريكي ، بعد أن اتهمت الويلايات المتحدة أسامة بن لادن أنه هو من كان وراء تفجير برجي التجارة العالمية في نيويورك ، وأنه مختف لدى طالبان في أفغانستان ، وهنا انقلب السحر على الساحر ، وصار صديق الامس عدو اليوم ، وصارت القاعدة تتنقل بين دول المسلمين تفتك في اليمن وتقتل في العراق وتعبر بقدرة قادر إلى الشمال الإفريقي لتؤسس لتنظيم القاعدة في الساحل لتسير حثيثا من مالي إلى نيجيريا مؤسسة منظمة بوكو حرام ، أو لتفاتل الشعب الصومالي تحت رابة الشباب المجاهدين ، وفي المشرق العربي تفرخت القاعدة لتنجب الدولة الإسلامية في العراق والشام لنتشر عابرة الحدود إلى مصر وليبيا والجزائر ، وغيرها من بلدان العالم المبتلى بالتواجد الأمريكي ،
ان الويلايات المتحدة توجه الارهاب صوب أصدقائها أو أعدائها حسب الفصول الدراسية لا علاقة لها بالدرس أكان بليغا أو تافها ، فدخول القاعدة إلى العراق بدا حين كانت القوات الأمريكية فيه ،وكان تعدادها
يزيد على ال 150 الف جندي ، دخلت من الشرق من إيران ومن الغرب من سوريا ، والسؤال كيف دخلت والطيران الأمريكي يملأ الأجواء وال CIA حاضرة في كل مكان ، وكيف دخلت داعش لمجرد أن وقع العراق اتفاقية الإطار ، علامات الاستفهام ، بحاجة لأن نجيب عليها نحن العرب ، أو اؤلئك المسلمين اللاهثين وراء رضا الأمريكي.
أن أمريكا توجه إلارهاب متى تريد وتسكن هذا الإرهاب حيث تشاء ، ماذا تفعل في سوريا ، أن الجواب على هذا السؤال سوف يقودنا لمعرفة أسباب عدم تنفيذ الأحكام بحق الإرهابيين ، وانها لا تواجهه لانه سيظل وسيلتها للبقاء على أراض الغير ، والغير يكفيه السفه السياسي والعمى الأمني…….