23 ديسمبر، 2024 5:39 م

أمريكا قلب الارهاب النابض ؟!!

أمريكا قلب الارهاب النابض ؟!!

يمكن اعتبار ان المنطقة تعيش حالة من الحرب الصراع والفوضى ، وربما تنذر بامتدادات اوسع ، حيث يمكن ملاحظة لهيب المعارك الدائرة الان ، ابتداءً من سوريا الى مصر والى تونس وليبيا ، وحتى الاردن والعراق واليمن والسعودية ودول الخليج ، الخ.. ان عموم المنطقة ملتهبة ، وهي تتغذى على تراكمات الصراع المذهبي ..وأما دخول الدورين الروسي والصيني في هذه المعادلة فقد رفع منسوب الصراع من اطاره المحلي ، ودفعه بعنف الى المجال العالمي ، كما يمكن القول ان هذه الحرب من المتوقع  لها ان ترسم خارطة جديدة لتقاسم النفوذ والثروة في المنطقة . 
العراق يقع في قلب هذا الصراع ، ويتأثر بالمتغيرات الناتجة عنه ، ولذا لا بد من رفع حالات التفاعل والعمل الجاد واستنهاض الهمم وإدامة الاصلاحات ، كيما يتحقق النصر المنشود ونحن وبرغم الانسداد السياسي الكبير الذي يسود توصيف الساحة والساعة ، الا ان التفاؤل بتحقيق النصر على الارهاب الداعشي ، وإعادة الهيبة للدولة ، ومكافحة الفساد والترهل وتجاوز الازمة الاقتصادية الراهنة ، كما ان العراق سيكون منطقة هادئة ، خصوصاً مع  توالي الضربات المركزة التي يقوم بها القوات العسكرية وقوات الحشد الشعبي مما يجعل خارطة المعركة تتغير خصوصاً مع انسحاب هذه التنظيمات وفرار القسم الاخر منها سواء في الجبهة السورية او العراقية .
الولايات المتحدة من جانبها تسعى الى اعادة رسم خارطة المنطقة بمساعدة السعودية وبعض دول المنطقة ، ومساندة تركيا التي هي الاخرى تجد في الخارطة الجديدة للمنطقة توسيع لنفوذها ، وذلك من خلال فرض الامر الواقع على المنطقة ، فأميركا ضربت على وتر التصارع المذهبي والديني ، وشحنت واثارت مشاعر السنة في الدول الخليجية وخصوصا اليمن  ،بان المعركة هي معركة السنة مع الشيعة ، ويجب ان ياخذ السنة دورهم في قتال الشيعة ومنع اي نفوذ لهم في اليمن وسوريا والعراق ، وهو ما يعد فرضا للامر الواقع من جابت الولايات المتحدة ، ان المنطقة ستحترق او ترضحون لإرادتنا وقراراتنا في المنطقة ، لانها تعتقد ان بامكانها التأثير على بغداد في تغيير سياستها ، والقبول بالقواعد الامريكية في العراق والتأثير المباشر على مجمل العملية السياسية في البلاد .
ان اعادة رسم وتقسيم الشرق الأوسط من شواطىء البحر المتوسط في لبنان وصولاً الى سوريا ، وصولاً العراق وشماله يقوم على اهداف اقتصادية وعسكرية واسعة النطاق ، والتي هي جزء من خطة أنجلو- أمريكية وبالتعاون مع الكيان الصهيوني ولأمد طويل في المنطقة ، والذي بالتالي سيؤدي الى حرباً إقليمية في الشرق الأوسط مما يفرض اعادة رسم الحدود تلبية لهذه المصالح ، وخلق عداء بين مختلف المجموعات العرقية والإثنية والمذهبية في الشرق الأوسط وهو جزء من خطة ممنهجة وبرنامج سري مصمم بعناية .
ان اثارة الحروب الأهلية هي أفضل وسيلة لتقسيم البلاد الى أقاليم ودويلات حيث تشهد الأوضاع السياسية والأمنية في العراق هذا التقسيم ، وفي نفس السياق الدعم المتواصل للجماعات الارهابية “داعش” وتسهيل مهمة تمددها في الاراضي العراقية ، في حين ان حكومة الفشل في بغداد تقوم بشراء الأسلحة الامريكية من طائرات ومعدات ، وفي نفس السياق تقوم الولايات المتحدة بتقديم الدعم اللوجستي الى داعش سراً ، والهدف هو اثاره الحرب الأهلية في البلاد ، والتحكم بطرفي الصراع بشكل غير مباشر ، وبمعنى اخر تسليح الطرفين ثم ” دعهم يقتلون بعضهم البعض ” ، خصوصاً مع وصول أسلحة متطورة أمريكية الصنع الى داعش والتي لم تصل اليهم عن كريم الخطأ .
المخطط يقوم على ايجاد حالة الفوضى في المنطقة ، والتخطيط لزعزعة الاستقرار في العراق ومن ثم الدعوة الى التقسيم كون المكونات لا يمكنها التعايش فيما بينها ، وخلق حالة من عدم الاستقرار في البلاد للوصول الى الهدف الأهم ، وهو الرضوخ للارادة الامريكية في العراق خصوصاً والمنطقة عموماً ، وجعل أمنها مرتبط بالجندي الامريكي .