مثل عراقي حاضر في كل اجتماعاتنا عند مناقل التدفئة في الشتاء ، ذلك المثل هو ،،اللي ميعرف تدابيرة حنطتة تاكل شعيرة،، وهذا المثل ينطبق اليوم على طريقة مطالبة البعض بخروج القوات الامريكية تارة بالتهديد وتارة بضرب قاعدة هنا وهناك، العراق قبل كل شئ وفق قواعد القانون الدولي مسلوب السيادة من 9 نيسان 2003 ، عندما حل الأمريكيون محتلين لهذا البلد ، وتبعتهم تركيا باحتلال جزء من اراضي الشمال وتلاقت معهم إيران بالتدخل المباشر والعلني في شؤونه الداخلية ، وصار هذا السفير يقول ، وقال ذاك الوزير ، وكله امتهان للسيادة ، والسيادة لمن لا يعرفها ، هي القدرة على فرض السلطة على الاراضي والاجواء والمياه للدول وفرض كلمة السلطة وقرارها المستقل على كافة الشؤون الداخلية والخارجية ، ولا شأن لأي دولة وفق هذا المفهوم بما هو حاصل في العراق ، غير ان ثمة من يفسر السيادة وفق مصالحه هو لا وفق مصالح الشعب او وفق المعايير الدولية للسيادة ، فهذا يرى في الاحتلال الامريكي موازنة للوجود الايراني ، وذاك يرى ان التدخل الايراني جائز لانه تدخل دولة جارة اسلامية ، وثالث يرى ان الوجود التركي هو وفق اتفاقية معقودة بين العراق وتركيا ، ورابع يرى ان السيادة ضرب من البطر ، والحق ان الكل ضييع السيادة ، والكل فتح الباب على وسعه لامتهان هذا البلد المؤسس للجامعة العربية والامم المتحدة ، ولبلد كان يقود بجدارة السياسة الدولية في المنطقة ، والسؤال ما ذا دهاكم أيها العراقيون ، هل ماتت القدرة على التمييز ، ام ماتت القدرة على الرفض الحقيقي ،
لقد خرج الأمريكيون من العراق عام 2011 ، ودخل داعش عام 2014 ، ربما ثمة رابط لهذا الدخول المفاجئ والخروج العاجل . والسؤال كيف تم بناء داعش بكل تلك السرعة التي لم يبن بها الجيش العراقي بذات السرعة ، لماذا لم يكن المسؤول يفهم هذه الألغاز ،.؟ لانه كان مسؤولا غير جدير بالمسؤولية والكل اليوم غير جدير ، وإلا لماذا لأننسمع مواقف حكومية واضحة ، تجاه المفهوم الدولي لمعنى السيادة ، ولماذا لا نتصرف وفق مفهوم السيادة بالقبول او الرفض .وإلى متى تظل كل الأمور عالقة على هذا الطرف او ذاك ، الويلايات المتحدة هي من يصنع الإرهاب ولا يرهبها غير العقل الرزين …