23 ديسمبر، 2024 12:05 م

أمريكا تكرم الأبطال ونحن نهينهم .. حروب متصلة الحلقات في سلسلة موتورة

أمريكا تكرم الأبطال ونحن نهينهم .. حروب متصلة الحلقات في سلسلة موتورة

· يتنكر العراق لأبنائه حتى يغيروا ما بأنفسهم
ستيف راسل.. جندي أمريكي، ضمن المجموعة التي ألقت القبض على الطاغية المقبور صدام حسين، رشح نفسه.. الآن.. الى عضوية الكونغرس عن ولاية “أوكلاهوما” والقاضي منير حداد.. الذي صنع المستحيل، في سبيل تنفيذ حكم الاعدام، بالديكتاتور، خلال لحظات حاسمة، في تاريخ العراق، كاد أن يفلت أثناءها، يكافأ بمنعه.. وأطفاله من حق الحياة، عبر حروب متصلة الحلقات، في سلسلة، إبتدأت بحرمانه من الراتب التقاعدي، وفيتو بعثي عليه.. يلاحقه في دوائر الدولة؛ لأن أتباع الحزب الفاشي المنحل، يمدون أذرعا أخطبوطية، تهيمن على مفاصل الدولة، بخبث مدروس.
كل هذا في كفة، والشكوى القضائية التي ضعضعت شؤونه، بكفة؛ إذ فوجئ بنفسه ممنوعا من السفر بالطائرة… والقادم أخطر… ربما أقتل بسبب ركضي وراء لقمة العيش الشريفة؛ لأنني لا اريد ادخال فلس واحد حرام، لمعدة عائلتي،…
بعد تجريدي من الراتب التقاعدي، المستحق لي، عن عملي نائبا لرئيس المحكمة الجنائية، التي أسستها بنفسي، من دون إستغلال المنصب العام، في مآرب خاصة؛ صار لزاما علي الجري لضمان مستقبل اولادي وأمهم.
 
الامم تكرم مبدعيها
اعتادت الامم البحث عن خيط واهٍ؛ كي تنسب العظماء لها.. صدقا و كذبا، ونحن في العراق، يشكل صدام حسين لجنة “إعادة صياغة التاريخ” كي تقصي منه ذوي الاصول غير العربية، مهما كان منجزهم الفكري مهما، غاضا الطرف عن كون الاسماء التي اقصاها: سيبويه وابو نؤاس والفراهيدي وابن سينا وأمثالهم، صحيح من اصول عرقية غير عربية، لكن عقلياتهم، تشكلت من فيض القرآن والفقه الاسلامي، اللذين ساعداها على التجلي في ميادينها الفلسفية والعلمية والشعرية واللغوية وسواها.. داخل الحاضنة العربية التي جاءت بالاسلام ونشرته ومركزت ابعاده الحضارية وإمتداداتها بين الامم!
إذن هم عرب الانتماء نبعوا من العروبة.. محلقين في فضاءات الاسلام، ليصبوا فيها بإعتبارهم جزءا من الحضارة الاسلامية التي رصنها العرب، بالافادة من علوم الامم التي فتحوها.
 
يتنصلون من المسؤولية
أسهم ستيف راسل، في عملية عسكرية كبرى، اسفرت عن منجز مشهود، القي بموجبه القبض على الطاغية، وتوقيفه ومحاكمته، وبالتالي اعدامه.
تضافرت مجموعة عناصر، في حاضنة من ظروف غرائبية، معظمها تلقائي، واهمها مفتعل، تمنع اعدامه، وتهيئته للافلات من طائلة عقاب، لو افلت منه، فابسط تعبير، هو أن العالم.. الكرة الارضية بمجموع شعوبها، كانت ستقف وقفة رجل واحد و “تعفط” للحكومة العراقية حينذاك.
تزامن موعد انقضاء مدة الاستئناف ضد الحكم، مع حلول عيد الاضحى، وبلوغه السبعين من العمر، ودخول رأس السنة الميلادية، وتواري اصحاب القرار بالتنفيذ، كل يخبئ نفسه كي لا يكون امام العين، متنصلين من المسؤولية، وإستعداد شركة أمنية عالمية، لتهريبه من السجن، كما فعلت لأيهم السامرائي ونمير دهام.
 
أطول ليلة في التاريخ
تكفلت بالامر، ليلة واحدة، من الخامسة مساءً الى الخامسة من صباح اليوم التالي، وأديت دور جوقة من قضاة تنفيذيين، قافزا فوق موانع تعيى الديناصورات المنقرضة عن عبورها، لتحقيق منجز مهول.
لكن بماذا كوفئت؟ أعيد القارئ الى الأسطر “2 – 10″ من مطلع هذا العمود، والتي جاء فيها: ” والقاضي منير حداد.. الذي صنع المستحيل، في سبيل تنفيذ حكم الاعدام، بالديكتاتور، خلال لحظات حاسمة، في تاريخ العراق، كاد أن يفلت أثناءها، يكافأ بمنعه.. وأطفاله من حق الحياة، عبر حروب متصلة الحلقات، في سلسلو، إبتدأت بحرمانه من الراتب التقاعدي، وفيتو بعثي عليه.. يلاحقه في دوائر الدولة؛ لأن أتباع الحزب الفاشي المنحل، يمدون أذرعا أخطبوطية، تهيمن على مفاصل الدولة، بخبث مدروس.. كل هذا في كفة، والشكوى القضائية التي ضعضعت شؤونه، بكفة؛ إذ فوجئ بنفسه ممنوعا من السفر بالطائرة… والقادم أخطر.. ربما أقتل بسبب ركضي وراء لقمة العيش الشريفة؛ لأنني لا اريد ادخال فلسا واحدا حراما، لمعدة عائلتي،… بعد تجريدي من الراتب التقاعدي، المستحق لي، عن عملي نائبا لرئيس المحكمة الجنائية، التي أسستها بنفسي، من دون إستغلال المنصب العام، في مآرب خاصة؛ صار لزاما علي الجري لضمان مستقبل اولادي وأمهم”.
 
أنا وراسل
بالمقارنة بين ما تلقاه ستيف راسل، من إحترام شعبي ورسمي، لدوره في تصفية حسابات أمريكا مع أعدائها “أي صدام حسين” متجليا بانتخابه عضوا في الكونكرس، وما لقيته من إهمال وغمط لحقوقي، نظير إعدام قاتل الشعب العراقي.. صدام ايضا، ندرك ما فعلته لجنة اعادة صياغة التاريخ، وليس تدوينه او كتابته، انما اعادة صياغته، وفق هوى الطاغية، وعقده الشخصية، من فئات وقوميات، معينة.. قناعات عالقة به من جهل القرية، الذي يتحرر منه الآخرون، حال بلوغم الدراسة الاعدادية، معيدين النظر.. تأملا في ثوابت يتضح انها خزعبلات، فينبذها المتحضرون، ويتمسك بعراها الجهلة.. وصدام منهم.
تغيرت ظروف من حول المجتمع العراقي؛ نتمنى ان يتغير من داخله؛ فالآية القرآنية الكريمة تقول: “لا يغير الله ما بقوم؛ حتى يغيروا ما بأنفسم” لذا سيظل العراق يتنكر لأبنائه، حتى تطبق فيه روح الاسلام و… إحترام صورة الله في الانسان.. طين الرب المقدس.